لم يعد رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، يبسط سيطرته على المجلس النيابي كما كان الحال في الدورة السابقة التي كان يرأسها هو أيضا.

بعد انتخاب الحلبوسي لرئاسة البرلمان الحالي في 9 كانون الثاني/ يناير الجاري، خفتت قبضته عليه بشكل كبير، وبات النائب الأول له حاكم الزاملي، هو الذي يحكم قبضته على مجلس النواب.

أكثر من ثلثي جلسات البرلمان التي عقدت منذ شهر كانون الثاني/ يناير وحتى الآن، ترأسها الزاملي، وغاب الحلبوسي عن حضورها، ما جعل المتابع العراقي يقول، إن الزاملي هو الحاكم والحلبوسي ظلّه لا غير.

يعد الزاملي أحد أهم القيادات في “التيار الصدري” الذي يتزعّمه مقتدى الصدر، وشغل عدة مناصب سابقا، منها رئيس “لجنة الأمن والدفاع النيابية”، إبان الدورة البرلمانية الثالثة منذ 2014 وحتى 2018.

“إرادة الصدر”

يمارس الزاملي دور الحلبوسي، عبر قيامه باستدعاء الوزراء واستضافتهم في مجلس النواب والتحقيق معهم في عدة قضايا، وأبرزها استضافته لوزيري المالية والخارجية، وسط غياب تام للحلبوسي عن ممارسة دوره.

للقراءة أو الاستماع: الحلبوسي والصراع الخفي بالأنبار.. ما علاقة “كتائب حزب الله”؟

قبيل مدة وجيزة، ظهر إلى الإعلام ما أكّد الخلاف بين الزاملي والحلبوسي، وعجز الأخير أمام نائبه، عندما اختلفا حول صحة تسمية هيئة رئاسة البرلمان من عدمها.

الزاملي يطالب بتسمية “هيئة رئاسة البرلمان” في المخاطبات والكتب الرسمية، بينما يؤكد الحلبوسي أن تلك التسمية غير صحيحة دستوريا، والأصح رئيس البرلمان ونائبيه، غير أن ذلك لم يغير من الواقع شيئا.

الواقع يقول، إن الحلبوسي ليس بمقدوره مجاراة نائبه، فكيف سيتصرف وهل سيستمر الوضع على حاله ببقائه كظل للزاملي أم ماذا وما هي خيارات رئيس البرلمان العراقي؟

بحسب الأكاديمي والمحلل السياسي علاء مصطفى، فإن الوضع سيبقى على ما هو عليه. “الحلبوسي سيكون هكذا؛ لأن إرادة مقتدى الصدر تريد ذلك، وخيارات الحلبوسي غير مجدية”.

ويردف مصطفى لـ “الحل نت”، بأن الصدر يريد بسط سيطرته على رئاسة البرلمان، لذلك رشح شخصية قوية مثل الزاملي لمنصب نائب رئيس البرلمان الأول، فهو خير من يبسط نفوذه على رئاسة المجلس.

https://twitter.com/RabeeaNader/status/1518728955787988993?t=XbDWHAUoKzTrC8YPLYXxaQ&s=19

أي خطوة تعني خسارة الحلبوسي

مصطفى يوضح، أن الصدر تحالف مع الحلبوسي وأعطاه ما يريد. وهو رئاسة البرلمان التي تعرف من حق المكون السني، ونصّبه كزعيم للمشهد السني، لكنه سرق منه قبضته وهيبته على رئاسة المجلس.

بالتالي، فإن المشهد سيظل هكذا؛ لأن الحلبوسي لا بمتلك أي خيارات إزاء قوة الزاملي وتحكمه بالاستجوابات والاستضافات النيابية وعقد الجلسات البرلمانية وما من ذلك، وفق مصطفى.

ويبيّن، أن خيارات الحلبوسي لتغيير الوضع جميعها خاسرة؛ لأنه إن فكّ شراكته مع الصدر وأنهى تحالفه معه، فإنه سيخسر منصبه؛ لأن الصدر سيقيله بأغلبية برلمانية، وبالتالي يفقده الجاه الذي يمتلكه عبر مسمى رئيس البرلمان.

مصطفى يتابع، كما أنه الحلبوسي إن ابتعد عن الصدر، فإن “الإطار التنسيقي” هو خصمه الأشرس، بالتالي مع من يذهب؟ “الإطار” الذي ينفر منه أم يبقى مع الصدر؟ سيبقى مع الأخير؛ لأنه أفضل الخيارات السيئة، فلا خيار وسطي يمتلكه.

ويشير، إلى أنه لو قرّر إنهاء تحالفه مع الصدر وعدم الالتحاق بـ “الإطار”، فإن وقع ذلك سيكون أشد عليه، بل سيكون بمثابة انتحار الحلبوسي ونهايته السياسية؛ لأن “الإطار” أعاد خصومه إلى الواجهة لتحجيمه من التفرد بالقرار السياسي السني.

للقراءة أو الاستماع: عودة زعماء المكون السني للعراق.. هل ينجحون بتحجيم الحلبوسي؟

“المعطيات كلها تقول، بأن أي خطوة سيخطوها الحلبوسي لإنهاء سطوة الزاملي على مجلس النواب، تعني خسارته كل شيء، والبقاء على هذا الوضع هو الأسلم له؛ لأن امتلاك صفة تزعم القرار السني ولو بالاسم، أفضل من فقدها”، يختتم مصطفى موضحا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة