بالأمس كانوا من المتهمين بـ “الإرهاب”، سُجن بعضهم وبعضهم فر خارج العراق وبغداد، واليوم عاد بعضهم إلى البلاد والبعض الآخر في مرحلة العودة.

أولئك هم رافع العيساوي وعلي حاتم السليمان وأحمد العلواني وطارق الهاشمي، الذين يعتبرون من أبرز زعماء المكون السني في العملية السياسية في عراق ما بعد 2003 قبل عزلهم.

كان العساوي وزيرا للمالية في حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، والسليمان هو زعيم قبائل الدليم في العراق، والعلواني نائبا في البرلمان، والهاشمي نائبا لرئيس الوزراء.

الأسبوع الماضي، عاد العيساوي إلى العراق بعد تسوية أمور عودته مع القضاء وتبرئته من كل ااتهم ااموجهة إليه، وذات الأمر حصل مع السليمان منتصف الأسبوع المنصرم وعاد إلى بغداد.

للقراءة أو الاستماع: جدل عراقي بعد الإفراج عن رافع العيساوي

يجري الآن ااتحضير لإطلاق سراح العلواني من السجن، وبعد ذلك سيتم التفكير بطريقة لإعادة طارق الهاشمي إلى بغداد، والهدف من كل ذلك هو تحجيم رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

المالكي وراء ما يجري

يقف “الإطار التنسيقي” بقيادة نوري المالكي، وراء إعادة الزعماء السنة إلى ااواجهة السياسية، من أجل زعزعة قبضة الحلبوسي على المكون السني، وعدم انفراده بزعامة المشهد السياسي السني، بحسب كثير من المراقبين.

قام المالكي الذي حارب الزعماء الأربعة عندما كان رئيسا لحكومة العراق، بنفسه بإعادة 2 منهم إلى بغداد، ويحاول إطلاق سراح العلواني، وإعادة الهاشمي إلى العراق.

تأتي كل تلك التطورات، بعد ابتعاد الحلبوسي عن “الإطار التنسيقي” الذي منحه رئاسة البرلمان السابق، وتحالفه بعد الانتخابات المبكرة الأخيرة مع خصم “الإطار”، زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر.

للقراءة أو الاستماع: عودة حاتم السليمان إلى بغداد.. لتحجيم الحلبوسي؟

السؤال الذي يدور في الشارع العراقي حاليا، هو هل سينجح الزعماء السنة الذين عادوا ومن سيلتحقون لهم بتحجيم الحلبوسي وإنهاء قبضته على المشهد السياسي السني مستقبلا أم أن ذلك صعب المنال؟

ليس من الصعب منافسة الحلبوسي وليس من السهل تحجيمه، بحسب المحلل السياسي علي البيدر، الذي يقول إن الأكيد هو عدم استمرار تفرد الحلبوسي بتزعم المشهد السني.

البيدر يضيف لـ “الحل نت”، أن منافسة الحلبوسي ممكنة جدا، خاصة وأنه يعيش آخر 3 سنوات له في منصب رئاسة البرلمان، وعدم استطاعته الحفاظ على منصبه؛ بسبب تحديد الدستور لشغل المنصب من قبل شخص معين لولايتين فقط.

ويردف البيدر، بالتالي فإن فقدان الحلبوسي لمنصبه بعد 3 سنوات، سيفقده السيطرة على المشهد السياسي السني والتفرده به لوحده، ومجيء الزعماء المستبعدين سابقا سيساهم كثيرا في تقليص سيطرته على المكون السني.

زعامة مشتركة

يتابع البيدر، أن العيساوي والعلواني لهما قوة كبيرة في الوسط السني، وخشية الحلبوسي ستكون منهما بالتحديد، أما السليمان والهاشمي فلن تكون منافستهما قوية له.

البيدر يوضح، أن العيساةي سياسي محنّك وعارف بخفايا الشؤون السياسية بشكل كبير، وذات الحال ينطبق على العلواني، ناهيك عن امتلاكهما قاعدة جماهيرية كبيرة لكل منهما.

أما الهاشمي، فتأثيره اضمحل مع مرور الزمن، خاصة وأن ابتعاده عن العراق استمر لسنوات طويلة، كما أنه لم يظهر إعلاميا بعد إقصائه طيلة سنوات وجوده خارج العراق، كي يحافظ على وجوده، وكأنه في غيبوبة، عكس البقية الذين رغم عزلهم استمروا بالظهور الإعلامي وتأكيد وجودهم، وفق البيدر.

ويشير إلى أن، علي حاتم السليمان هو شخصية عشائرية معروفة جدا، ويمتلك قاعدة جماهيرية كبيرة للغاية، لكن ذلك لن ينفعه في التأثير على الشارع السني؛ لأنه ليس شخصية سياسية ولم يجرب العمل السياسي، هو شخصية قبائلية لا أكثر.

للقراءة أو الاستماع: طارق الهاشمي يحسم موقفه من موسم عودة خصوم المالكي

لذلك، فإن المنافسة ستكون مفتوحة لدى الجميع مع الحلبوسي، لكنها ستحتدم بين العيساوي والعلوان مع رئيس البرلمان العراقي، وستكون الكفة متوازية لكل منهم، وفق البيدر.

ويختتم بقوله، إن المكون السني سيشهد في المستقبل القريب انتهاء تفرد الحلبوسي بتزعمه، لكن ذلك لا يعني تحجيمه نهائيا؛ بل ستكون الزعامة السنية مشتركة، كما هو الحال عند المكون الشيعي الذي توجد به 3 زعامات لا واحدة، وهم مقتدى الصدر والمالكي وعمار الحكيم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة