على الرغم من التأكيدات بخروج أشخاص من المطلوبين للأجهزة الأمنية السورية من مدينة طفس في ريف درعا الغربي، بحسب اتفاق جديد، إلا أن دمشق لا تزال تراوغ في عدم إتمام التزاماتها؛ بعد إتمام أهالي طفس للاتفاق من جانبهم. ما يدعو للتساؤل حول مساعي دمشق لتحصيل المزيد من التنازلات، أم أنها تخطط لما هو أبعد من ذلك؛ وتسعى لوجود قوات تابعة لإيران قرب المدينة.

خروج المطلوبين

مصدر محلي من مدينة طفس، قال إن اللجنة المسؤولة عن المفاوضات من أبناء المدينة، أبلغت القوات الحكومية أن الأشخاص الذين طلبت هذه القوات إخراجها من طفس قد خرجوا بالفعل، وذلك لأن دمشق كانت تتخذ من وجودهم ذريعة لشن عملية عسكرية ضد المدينة.

وأضاف المصدر، أن ضباطا من القوات الحكومية أبلغوا اللجنة أنهم يقومون بالتحقق من خروجهم، في الوقت الذي يتوجب على القوات الحكومية سحب التعزيزات التي وصلت مؤخرا إلى محيط المدينة وبرفقتها عناصر يتبعون لقوات “العرين” التابعة لـ”الحرس الثوري” الإيراني.

ومن جهة ثانية، صدر بيان عن القيادي المحلي في طفس، خلدون الزعبي، حصل “الحل نت” على نسخة منه، يقول فيه أنه تم التوافق في طفس على خروج عدد من الأشخاص من المدينة، والذين تتخذهم حكومة دمشق ذريعة من أجل التصعيد في المنطقة؛ بحسب البيان.

وأضاف الزعبي، أن الأشخاص المطلوبين سيخرجون إلى الوجهة التي يريدونها وفق رغبتهم، لتجنيب المدنيين أي عمليات عسكرية قد تلحق الأذى بهم وبممتلكاتهم، وحرصا على الأضرار الهائلة التي لحقت بالمزارعين، معتبرا أن الفصائل المحلية لم تكن يوما جزءا من المشكلة.

إقرأ:الجنوب السوري.. وفد روسي في السويداء والميليشيات الإيرانية تحاصر درعا

مراوغة من دمشق؟

على الرغم من التوصل اليوم للاتفاق في طفس وخروج المطلوبين، إلا أن القوات الحكومية تراوغ، إذ بدأت بطلب تنازلات أخرى من أبناء المدينة، وبشكل خاص إقامة نقاط عسكرية ثابتة في المواقع التي تتواجد فيها القوات حاليا في محيط المدينة.

وبحسب مصدر محلي، لـ”الحل نت”، فإن الاتفاق بين لجنة طفس والقوات الحكومية لم يتضمن تثبيت أي نقاط عسكرية في محيط المدينة، مبينا أنه تم الاتفاق على سحب هذه القوات والتعزيزات، ومشيرا إلى أن بيان القيادي الزعبي لم يتضمن أي تفاصيل تتعلق بنقاط عسكرية، وهذا ما يؤكد مراوغة القوات الحكومية في تنفيذ الاتفاق.

وفي سياق نكث القوات الحكومية باتفاقاتها، أكد المصدر لـ”الحل نت”، أنه بعد تنفيذ الاتفاق دخل المزارعين من أبناء المدينة إلى مزارعهم ليعودوا للعمل فيها بعد إحصاء الأضرار التي لحقت بها، ولكن القوات الحكومية جنوب المدينة بادرت بفتح نيران الرشاشات الثقيلة باتجاههم ليعودوا أدراجهم مرة أخرى.

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى وصول حشود عسكرية تابعة للفرقة 15 من القوات الحكومية ترافقها قوات تابعة للواء “العرين” التابع للحرس الثوري الإيراني باتجاه المدينة، مساء السبت الفائت، حيث قامت بإنشاء نقطة عسكرية جديدة جنوبي المدينة.

وبحسب التقرير، فقد قامت القوات المتقدمة مساء السبت، باستهداف الأحياء والمزارع المحيطة بالمدينة بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة، ما تسبب بنزوح عشرات من الأهالي إلى أحياء أخرى وإلى البلدات المجاورة.

ولفت التقرير إلى أن قوات لواء “العرين” المتواجدة في محيط قصر السعادة القريب من مدينة طفس لم تنسحب كما يتم الترويج من قبل أجهزة الإعلام المحلية.

وأوضح التقرير، أن عددا من المزارعين من أبناء المدينة اجتمعوا يوم أمس الأحد، مع محافظ درعا لؤي خريطة، وعدد من مسؤولي المحافظة العسكريين والأمنيين للمطالبة للسماح لهم بالتوجه إلى حقولهم دون عوائق أمنية.

يأتي ذلك، وسط تخوف من الفلاحين من قيام القوات التي تحاصر المدينة من سرقة المحاصيل الزراعية والمستلزمات الزراعية كمضخات الري، والأنابيب وغيرها، وذلك بعد دخول اليوم العاشر من منع المزارعين من التوجه لحقولهم.

قد يهمك:استمرار الاغتيالات في درعا.. التأثيرات والأهداف الحقيقية منها

لا تزال الأمور غير مستقرة في طفس ودرعا بشكل عام، على الرغم من تنفيذ اتفاق اليوم، فالتوتر لا يزال سائدا بين جميع الأطراف خاصة مع دفع دمشق بقوات جديدة صباح اليوم إلى مناطق مختلفة من درعا بينها طفس.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.