توترات مستمرة في السويداء ودرعا، ففي السويداء لا يزال الاستنفار سيد الموقف بعد الاشتباكات الأخيرة التي جرت مع قوات “الفجر” التابعة للأمن العسكري، ما استدعى لمحاولة تدخل روسي للاطلاع على مطالب أبناء المحافظة، وفي درعا تواصل القوات الحكومية تحشدها في محيط طفس، ومناطق أخرى وجلبها لقوات تابعة للميليشيات الإيرانية.

وفد روسي في السويداء

بلدة المزرعة في ريف السويداء الغربي، شهدت اليوم زيارة لمسؤول من الشرطة العسكرية الروسية، يرافقه عدد من الضباط الروس، حيث التقى مع ليث البلعوس، نجل وحيد البلعوس، الذي اغتالته الأجهزة الأمنية السورية قبل عدة سنوات، والذي يقود مجموعة محلية تدعى “رجال الشيخ أبو فهد وحيد البلعوس”.

وبحسب مصادر محلية لـ”الحل نت”، فقد تحدث البلعوس، أمام الوفد الروسي عارضا مجموعة من المطالب معتبرا أن روسيا “دولة ضامنة لطائفة الموحدين الدروز” بحسب وصفه، تضمنت رفض الوجود الإيراني، وتمدده في المحافظة، متهما إيران بتعزيز الفوضى الأمنية ونشر المخدرات.

ومن بين المطالب التي تقدم بها البلعوس للوفد الروسي، رفض خدمة أبناء السويداء في الجيش السوري خارج المحافظة بسبب التجاوزات الكبيرة والتمييز الطائفي، إضافة لمطالبته بإخراج المجموعات التابعة لإيران وحزب الله اللبناني من السويداء، معتبرا بقاء أي شخص تابع لها هدفا مشروعا للاستهداف.

ولفت البلعوس، إلى الوثائق التي عُثر عليها في مقرات مجموعة راجي فلحوط، والتي تؤكد ارتباط المجموعة بالأمن العسكري وأمن الدولة، وتورط قادة الأجهزة الأمنية بدعم هذه المجموعات، رافضا وجود هذه الأجهزة في السويداء.
كما طالب البلعوس، بإطلاق سراح المعتقلين من أهالي السويداء، ورفض سياسة التهجير الممنهج، والسماح بوصول المساعدات الدولية للسويداء بشكل بعيد عن حكومة دمشق، كما طالب أيضا بالسماح بالعمل السياسي السلمي، واعتباره أمرا مشروعا حتى لو كان معارضا للحكومة.

من جهته، قال رئيس الوفد الروسي للحضور من أبناء السويداء، أن روسيا تحاول بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها السويداء التدخل من أجل الدفع نحو الاستقرار، مشيرا أنه سينقل مطالب أبناء المحافظة للقيادة الروسية في حميميم.

وفي هذا السياق، أشار مصدر محلي من السويداء، خلال حديثه مع “الحل نت”، إلى أن معظم أبناء السويداء وفصائلها، وعلى رأسهم حركة “رجال الكرامة” أكبر الفصائل، لا يثقون بالوعود والضمانات الروسية، فهذه ليست المرة الأولى التي يحاول الروس التدخل بحجة الاستقرار، في حين أن هدفهم الرئيسي هو حماية الأجهزة الأمنية والميليشيات الإيرانية، التي تغلغلت بشكل كبير في المحافظة تحت سمع وبصر الجانب الروسي.

ولفت المصدر، إلى أن المطالب التي قدمها ليث البلعوس، للوفد الروسي من الصعب أن تتحقق، وفي أحسن الأحوال من الممكن أن يتم الإبقاء على وضع عدم خدمة أبناء السويداء في القوات الحكومية خارج المحافظة، وهذا الأمر موجود منذ هجوم تنظيم “داعش” على ريف المحافظة قبل سنوات، أما بقية المطالب فمن الصعب الاستجابة لها، وحتى المعتقلين فرغم المطالبات العديدة بالإفراج عنهم لم تستجب الحكومة لذلك حتى الآن.

إقرأ:اشتباكات في السويداء.. توتر أمني جديد؟

قوات “العرين” تحاصر طفس

وسط التوتر المستمر في محافظة درعا عموما، ومدينة طفس في الريف الغربي للمحافظة، تقدمت مساء أمس حشود عسكرية تابعة للفرقة 15 من القوات الحكومية ترافقها قوات تابعة للواء “العرين” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني” باتجاه المدينة، حيث قامت بإنشاء نقطة عسكرية جديدة جنوبي المدينة.

وبحسب مصادر خاصة لـ”الحل نت”، فإن القوات المتقدمة قامت مساء أمس باستهداف الأحياء والمزارع المحيطة بالمدينة بقذائف الدبابات والرشاشات الثقيلة، ما تسبب بنزوح عشرات من الأهالي إلى أحياء أخرى وإلى البلدات المجاورة.

ولفت المصدر، إلى أن قوات لواء “العرين” المتواجدة في محيط قصر السعادة القريب من مدينة طفس، لم تنسحب كما يتم الترويج من قبل أجهزة الإعلام المحلية “الموالية”، مبينا أن هذه القوات تقوم منذ صباح اليوم بتحصين مقراتها في السهول الجنوبية للمدينة.

ونفى المصدر، حدوث أي اجتماع بين المفاوضين من المدينة وبين الروس أو الحكومة السورية يوم أمس السبت، مشيرا إلى أن الاجتماع الأخير كان في نهاية الشهر الماضي، حيث تعهد رئيس الوفد الروسي بسحب القوات الحكومية ولكن ذلك لم يتحقق حتى الآن.

وفي سياق متصل، اجتمع عدد من المزارعين من أبناء المدينة اليوم الأحد، مع محافظ درعا لؤي خريطة، وعدد من مسؤولي المحافظة العسكريين والأمنيين للمطالبة بالسماح لهم بالتوجه إلى حقولهم دون عوائق أمنية.

يأتي ذلك، وسط تخوف من الفلاحين من قيام القوات التي تحاصر المدينة من سرقة المحاصيل الزراعية، والمستلزمات الزراعية كمضخات الري، والأنابيب وغيرها، وذلك بعد دخول اليوم العاشر من منع المزارعين من التوجه لحقولهم.

قد يهمك:تصعيد إيراني في السويداء.. ماذا يحصل؟

ويشهد الجنوب السوري وبشكل خاص درعا والسويداء توترات متلاحقة ومعارك واشتباكات مع القوات الحكومية والميليشيات الإيرانية، في الوقت الذي تعمل إيران جاهدة للسيطرة على الجنوب، فيما يبدو أن المشهد القادم مفتوح على العديد من الاحتمالات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.