العديد من التقارير الصحفية وحتى المعلومات من خلال وثائق ومخاطبات منشورة بشكل رسمي أو المسربة منها عبر موقع “ويكيليكس”، أشارت في وقت سابق إلى اتهام قطر بدعم وتمويل العديد من المنظمات الإرهابية  لاسيما في سوريا والعراق، وحديثا كشفت وكالة “أسوشيتد برس” الأميركية، في تقريرا لها حول اتهامات إرهابية للعائلة الحاكمة لدولة قطر ومرتبطة بـ “تمويل” أحد قيادات تنظيم “داعش”.

مؤسسة قطرية أمرت بقتل صحفيين أميركيين؟

في الوقت الحالي، تواجه قطر تدقيقا متزايدا بشأن علاقات مالية مزعومة بالإرهاب، بعد دعوى قضائية رفعها أحد أقارب صحفي أمريكي مقتول وتحقيق فيدرالي منفصل بشأن أحد أفراد الأسرة المالكة، وفقا لوكالة “أسوشيتد برس” الأميركية.

وأكدت الوكالة أن “عائلة الصحفي ستيفن سوتلوف اتهمت في دعوى فيدرالية، يوم الجمعة الفائت 13 أيار/مايو الجاري، أن مؤسسات قطرية رائدة حولت 800 ألف دولار لقاض تابع لتنظيم “داعش” سابق وأمر بقتل ستولوف وصحفي أميركي آخر جيمس فولي.

يشار إلى أنه في عام 2014، أمر القاضي في التنظيم الإرهابي بقطع رأس الصحفيين في سوريا، فيما صورت عمليات قتلهما ونشرت بمقاطع فيديو دعائية مروعة.

وفي بيان عائلة سوتلوف، يشرح دعواهم: “نريد أن نفعل كل ما في وسعنا للتأكد من ألا تعاني أسرة أخرى ما عانيناه”، بحسب “أسوشيتد برس”.

وبحسب وثائق اطلعت عليها الوكالة الأميركية وحوارات مع مصدرين مطلعين على التحقيق، “يحقق المدعون الفيدراليون، بشكل منفصل، في العلاقات المحتملة بين الجماعات الإرهابية وخالد بن حمد آل ثاني الأخ غير الشقيق لأمير قطر”.

ووفق المصدران، تحدثا شريطة عدم كشف هويتهما، إن تحقيق هيئة المحلفين، بمحكمة المنطقة الجنوبية في نيويورك يركز جزئيا على ما إذا كان خالد آل ثاني قدم المال والإمدادات لـ”جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام ح حاليا في إدلب) وهي جماعة تابعة لتنظيم “القاعدة” في سوريا.
رد قطر على الاتهامات
في غضون ذلك، قالت السفارة القطرية في واشنطن إنها بحاجة إلى مزيد من المعلومات قبل أن تتمكن من التعليق على الاتهامات المرتبطة بالتحقيق، ولم تعلق على الفور على القضية.

يذكر أن، قطر واجهت في وقت سابق، انتقادات من بعض المسؤولين الأمريكيين بسبب سماحها أو تشجيعها تمويل الجماعات المتطرفة في سوريا، بالإضافة إلى دعمها المباشر أو غير المباشر لجماعة الإخوان وحماس، وفقا لما ذكرته وكالة “أسوشيتد برس”.

من جانبها، ردت قطر على تلك الاتهامات بتأكيد إدانتها الإرهاب، لكن مسؤولين أقروا بأن جهودها ربما ساعدت الأشخاص الخطأ.

ما علاقة “قطر الخيرية وبنك قطر الوطني”؟

في سياق الدعوى القضائية، قال محامي عائلة سوتلوف، إن المسؤولين القطريين ” كانوا يعرفون أو تجاهلوا باستهتار” حقيقة أن إرهابيي “داعش” الذين يُزعم أنهم كانوا يمولونهم سيستهدفون الأميركيين بالخطف والتعذيب والقتل.

ونوّهت وكالة “أسوشيتد برس”، إلى أن الدول الأجنبية ومسؤولي الحكومة لا يمكن عادة مقاضاتهم في المحاكم الأميركية، لكن يتيح قانون مكافحة الإرهاب الأمريكي لضحايا الإرهاب السعي للحصول على تعويضات من الكيانات الخاصة المرتبطة بالحكومات.

واتهم محامي عائلة سوتلوف، أن المدعي عليهم في القضية -قطر الخيرية وبنك قطر الوطني- سهلوا عن عمد تمويل الجماعات الإرهابية.

في سياق الدعوى القضائية، تقول إن الجمعية الخيرية والبنك القطري قدموا 800 ألف دولار إلى فاضل السالم، الذي يزعم أنه هربها إلى سوريا من تركيا ثم استخدمها لتشكيل “لواء من مقاتلي داعش” وأصبح “قاضيا شرعيا”.

وأوضحت دعوى سوتلوف أن السالم وقع “حكم الجزاء القانوني” الذي يأمل بقتل فولي وسوتلوف بالإضافة إلى مبعوث نقل الاثنين من سجن في محافظة الرقة شمال سوريا إلى البلدة التي قتلا فيها. بينما لم يرد ممثلو قطر الخيرية وبنك قطر الوطني على طلبات التعليق.

وبحسب الوكالة الأميركية، حاليا غير معروف مكان تواجد السالم، لكن المدعين الأميركيين أحرزوا تقدما كبيرا في قضايا جنائية منفصلة ضد اثنين من مقاتلي “داعش” البريطانيين المسؤولين عن قتل سوتلوف وثلاثة أسرى أمريكيين آخرين.

بينما لا تكشف دعوى سوتلوف القضائية عن كيفية الحصول على المعلومات، إلا أنها تتضمن تفاصيل عالية المستوى، مثل حساب مصرفي معين، وفقرات من شهادات خطية تقر بالمدفوعات، وسجلات قضائية تابعة لـ “داعش”.

قد يهمك: أزمات جديدة داخل المعارضة السورية بسبب رئيس الوزراء القطري السابق؟

تقارير سابقة تتهم قطر

في 10 كانون الأول/ديسمبر 2014، قدم كل من براد شيرمان عضو بالكونجرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي في كاليفورنيا، وبيتر روسكام عضو عن الحزب الجمهوري في ولاية إلينوي، خطابا إلى جاك ليو وزير الخزانة الأمريكي، مطالبين فيه الإدارة الأمريكية بأن “تصعد مراقبتها وعقوبتها للأفراد والمؤسسات الخيرية وغيرها من التنظيمات التي ترعى الإرهاب في قطر”.

كما وقال تقرير لدول مكافحة الإرهاب لعام 2015، والصادر عن الإدارة الأمريكية في حزيران/يونيو 2016، أن: “الكيانات والأفراد داخل قطر لا يزالون يشكلون مصدرا للدعم المالي للجماعات الإرهابية المتطرفة العنيفة؛ لا سيما الجماعات الإقليمية التابعة لتنظيم “القاعدة”، مثل “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حاليا)”.

وفي مقال لـ”النيويورك تايمز” الأميركية الذي نشر في 19 حزيران/يونيو 2017، تحدثت الصحيفة عن السلوك المزدوج لبعض الدول (محاربة الإرهاب وتمويله) في الوقت نفسه! وقالت الصحيفة: “دعمت قطر أيضا الراديكاليين في سوريا؛ مثل “جبهة النصرة” (هيئة تحرير الشام حاليا) التابعة لتنظيم “القاعدة”، وجماعات في ليبيا ودول عربية أخرى”.

قد يهمك: معلومات مهمة عن تأشيرة دخول قطر للسوريين

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.