أصبح الجفاف خلال السنوات الماضية من المشكلات التي تؤرق السوريين، لا سيما مع موجات نقص المياه التي ضربت مناطق عدة، وتعد الأسوأ منذ عقود.

مدير التخطيط في وزارة المياه السورية بسام أبو حرب، أعلن الأربعاء أن: “أسعار مياه الشرب في سوريا رمزية ومدعومة، ولا تغطي تكاليف الإنتاج“.

الأمن المائي في خطر

وأشار أبو حرب في تصريحات لبرنامج “المختار” الذي يبث عبر “تلفزيون الخبر” المحلي، إلى الخطر على الأمن المائي في سوريا، وقال: “نسعى لضمان الأمن المائي لبلادنا، رغم أن حصة الفرد سنويا من المياه لا تتعدى 700 متر مكعب وهي أقل ب300 متر مكعب من خط الفقر المائي“.

ولفت أبو حرب إلى أن حكومة دمشق تعمل على مشروع، يهدف إلى تحلية مياه البحر، لكنه لن يبصر النور قبل العام 2030 إلى 2035، لأنه يحتاج ميزانية ضخمة وعملا متأنيا مع الدول الصديقة لإنجازه.

وأضاف: “نسعى لتنفيذ مشروع للاستفادة من مياه الينابيع التي تذهب مياهها سدى في عرض البحر، في المنطقة الساحلية، وربطها بمسار خط ضخ من الساحل، للمنطقة الجنوبية بما فيه من كل المحافظات على طول الخط“.

قد يهمك: سوريا.. “احتيال محترف” للالتفاف على قانون الحوالات المالية الداخلية

وحول الخطر على الأمن المائي أضاف أبو حرب: “”نتجه للزراعة بما لا يؤثر على الأمن المائي للشرب بالتنسيق مع وزارة الزراعة، عبر دعم سياسة الإنتاج بما لا يزيد عن حاجة القطر من بعض الزراعات، والترشيد في الزراعات التي تتطلب مياه سقاية كثيرة، وتشجيع سياسة الري بالتنقيط“.

وبحسب اللجنة الدولية للتغيرات المناخية، فإن الدول في الشرق الأوسط، هي الأكثر نُدرة في المياه على مستوى العالم، وتصل حصة الفرد الواحد من الماء العذب في المتوسط، إلى أقل من 1000 متر مكعب سنويا، مع توقعات بانخفاض قدره 40 بالمئة خلال العقدين القادمين بحد أقصى.

الأمن الغذائي

وفضلا عن تهديد الأمن المائي يعاني السوريون لا سيما في المناطق الخاضعة لإدارة حكومة دمشق، من ارتفاع أسعار المواد الأساسية بشكل كبير، حيث لم يعد بإمكان معظم الأسر تأمين حاجياتها الأساسية من طعام، في ظل استمرار ارتفاع الأسعار وهبوط قيمة الليرة السورية مقابل الدولار.

وبحسب البيانات الواردة من المنظمات الدولية، فإن قرابة 12 مليون ونصف المليون شخص، يواجهون انعدام الأمن الغذائي، كما أن أكثر من مليوني وربع المليون سوري يعانون انعدام الأمن الغذائي الشديد.

موجة جفاف هي الأسوأ منذ عقود

وفضلا عن ارتفاع تكاليف الزراعة ساهمت موجات الجفاف بعزوف المزارعين عن زراعة أراضيهم، إذ بدأت التغييرات المناخية تلقي بظلالها على البيئة السورية، مهددة مصادر المياه، بعد التحذيرات والتقارير التي أكدت أن البلاد تواجه أسوأ موجة جفاف في تاريخها منذ 70 عاما، حسب تقديرات الأمم المتحدة.

وطال الجفاف العام الماضي، سدا رئيسيّا شمال غربي سوريا إثر تراجع مستوى الأمطار والاهتراء وتزايد اعتماد المزارعين على مياهه، وذلك للمرة الأولى منذ إنشائه قبل نحو 17 عاما.

الأسباب المذكورة تسببت بتراجع الإنتاج في المحاصيل الزراعية الأساسية كالقطن، حيث كانت سوريا تنتج في عام 2011، أكثر من مليون طن من القطن، إلا أن هذا الإنتاج تراجع ليصل إلى 100 ألف طن في عام 2015، وأقل من 20 طن في عام 2021، مع تراجع المساحات المزروعة من 250 ألف إلى 35 ألف هكتار.

قد يهمك: قفزة جديدة لأسعار البنزين والمازوت في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.