في حادثة غير عادية، ربما تكون الأولى من نوعها في تاريخ البلاد، لكن في ظل هذه الفوضى الأمنية والانتشار الكبير للسلاح بين الأوساط السورية بشكل عام، لم تعد مثل هذه الحوادث غريبة أو صادمة. مواقع التواصل الاجتماعي، تداولت صباح اليوم الأحد، أنباء عن تبادل إطلاق نار بين مجموعتين من طلاب المرحلة الثانوية من مدرستين متجاورتين في حي الشهباء بمحافظة حلب، إثر مشاجرة اندلعت بينهما.


طلاب المدارس يحملون أسلحة!


وفي سياق توضيح ملابسات ما حدث، قال مدير التربية في حلب مصطفى عبد الغني لموقع “أثر برس” المحلي، إن “مجموعتين من طلاب المرحلة الثانوية إحداها من مدرسة “جرير” والأخرى من مدرسة “شمس الأصيل”، تلاسنوا كلاميا خلال خروجهما من المدرستين، وتطورت الملاسنة إلى حد المشاجرة بالأيدي بين المجموعتين”.

وأردف مدير التربية خلال حديثه للموقع المحلي، أنه وأثناء المشاجرة ذهب أحد الطلاب إلى سيارته المركونة قرب المدرستين وأخرج مسدسه وأطلق رصاصة في الهواء بهدف فض المشاجرة التي كانت آخذة في التوسع بشكل أكبر، قبل أن تصل دورية شرطية إلى مكان المشاجرة وتفضها بالكامل، حيث تم اصطحاب الشبان المتشاجرين إلى قسم الشرطة.

وخلص مدير التربية حديثه بالتأكيد على أن “الطرفين تصالحا بشكل كامل في قسم الشرطة، حيث تم استدعاء أولياء أمور الشبان، وأخذ التعهدات اللازمة لمنع تكرار ما حدث، قبل أن يتم إطلاق سراحهم على الفور”.

من جانبها، قالت وزارة الداخلية السورية عبر حسابها الرسمي على منصة “فيسبوك”، إنه خلال الساعة العاشرة والنصف صباحا من تاريخ 22/5/2022 حصلت مشاجرة بالقرب من ثانوية “شمس الأصيل” الخاصة في حي الشهباء الجديدة بحلب بين طلاب من الثانوية المذكورة وطلاب آخرين من مدرسة “جرير” المميزون الخاصة، وتطورت المشاجرة إلى الضرب بالعصي والحجارة، حيث أقدم الطالب (عبدالله . ح) على إطلاق عيار ناري واحد في الهواء من مسدس حربي عائد لوالده.

وأضافت الوزارة، بأن دورية من قسم شرطة الشهباء للمكان وتمكنت من إلقاء القبض على مطلق النار (عبدالله) وستة طلاب آخرين كانوا مشتركين بالمشاجرة ومصادرة المسدس الحربي.

هذا ولم يذكر مدير التربية ووزارة الداخلية كيف حصل هؤلاء الشبان على السلاح ولمن عائد هذا السلاح، ولم يشرحوا كيف يحصل طلاب المدارس على الأسلحة بهذه السهولة وآلية إطلاق سراحهم بهذه السرعة، دون مساءلة ومحاسبة.

قد يهمك: أحداث غريبة في سوريا.. طبيب يقتل شاب بإبرة وفتاة تختنق بسبب مزحة

انتشار السلاح في سوريا

استفادت جميع أطراف النزاع في سوريا من مجموعة من الأسلحة التقليدية -بالإضافة إلى الأسلحة غير التقليدية- فأصبحت البلاد مليئة بالأسلحة، مما يثير مخاوف بشأن العواقب طويلة المدى لحيازة الأسلحة المستمر من قبل المدنيين.

كما أدى استمرار الحرب في سوريا، إلى تأجيج تهريب الأسلحة، حيث تعمل الشبكات غير المشروعة في المنطقة على الاستفادة من الفوضى وتوافر الأسلحة لزيادة الأرباح. فيمكن أن يكون لزيادة مبيعات الأسلحة في السوقين الرمادية والسوداء آثار دائمة على الوصول إلى الأسلحة وتوافرها. كما يساهم في زعزعة الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.

كما لا تقتصر آثار حمل السلاح العشوائي على خسارة الناس أموالهم، بل تطورت لاستخدامها في المشاكل الشخصية والعائلية. فالسلاح بجميع أنواعه وأشكاله، يتفشى في معظم مناطق سيطرة الحكومة السورية ومناطق المعارضة دون أي ضوابط، وبإمكان أي شخص حيازته.

الجدير ذكره، أن سوريا جاءت في المرتبة الأولى عربيا، والتاسعة عالميا، في قائمة الدول العربية بارتفاع معدل الجريمة لعام 2021، ووفق التصنيف الأخير للدول من حيث ترتيبها على سلّم انتشار الجريمة بين مكوناتها الاجتماعية، والذي أجراه موقع “نيمبو” المختص في الأبحاث وتصنيف مؤشرات العيش في الدول، جاءت العاصمة السورية دمشق في المرتبة الثانية بقارة آسيا بارتفاع معدل الجريمة بعد العاصمة الأفغانية، كابل.

وتعد سوريا من الدول التي يسجل فيها مؤشر الجريمة مستوى عاليا. إذ سجلت 68.09 نقطة من أصل 120 نقطة، في حين انخفض مؤشر الأمان إلى 31.91 بالمئة.

قد يهمك: القنابل اليدوية.. أداة جديدة لحل الخلافات في سوريا ودمشق تعتبرها “عابرة”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.