نشاط متزايد في الفترة الأخيرة من قبل بقايا تنظيم “داعش” في العراق، خاصة في آخر أسبوع، فما أسباب تلك العودة؟ وهل تمثل قوة أم هي محاولة تنفيس لا غير؟

اليوم وكدليل على عودة نشاط “داعش” الملحوظة، هاجم التنظيم إحدى قرى كركوك شمالي العراق، وقتل 6 مدنيين فيها، وهاجم ناحية جلولاء في ديالى شرقي العراق، وتسبب بمقتل مدني وجرح 3 آحرين.

ما علاقة التغير المناخي؟

يرى الحبير الأمني سرمد البياتي، أن أحد أهم أسباب عودة نشاط “داعش” في هذه الفترة، هو التغير المناخي وما تسببه من عواصف ترابية اجتاحت العراق مؤخرا.

ويقول البياتي لـ “الحل نت”، إن ااموجات الغبارية الأخيرة فرصة لن يستغني عنها “داعش”؛ لأنها تحجب الرؤية، ويصعب مراقبة تحركاتهم من قبل القوات الأمنية العراقية، فيقومون بنشاطاتهم في ذلك الوقت.

كما أن الأمن العراقي، يصبح همه كيفية مواجهة الأتربة والغبار والاحتماء منها ومما تتسببه من أمراض، خاصة لمن يعانون من التنفس بمثل تلك الأجواء، ما يفسح المجال لبقايا “داعش” استغلال الرخاوة الأمنية بتلك الأوقات لتنفيذ هجماته، وفق البياتي.

وسجّل العراق، 10 موجات غبارية في غضون شهر ونصف، منها 6 موجات في شهر نيسان/ أبريل المنصرم، و2 في عيد الفطر مطلع أيّار/ مايو الجاري، والتاسعة كانت مطلع الأسبوع الماضي، والعاشرة حدثت نهار اليوم الاثنين.

ويشير سرمد البياتي، إلى نقطة أخرى وراء نشاط “داعش” الأخير، وهي عدم الاستقرار السياسي، والانشغال في حلحلة حالة الانسداد الحاصلة، وعدم تشكيل حكومة جديدة بعد، ما يجعل الحكومة مشغولة وغير متفرغة للتركير على الجانب الأمني.

ويلفت الخبير الأمني العراقي، إلى أن الحديث عن قوة “داعش” عفا عليه الزمن؛ لأن التنظيم بات بأضعف حالاته، وهو في ضعف دائم مع مرور الوقت، وهجماته ليست أكثر من عملية “تنفيس” لهزائمه لا أكثر.

للقراءة أو الاستماع:

وبشأن منع تكرار هجمات “داعش”، يؤكد البياتي، أن الاستقرار السياسي هو الكفيل بإنهاء تلك الهجمات، والاستقرار يتمثل بتشكيل حكومة جديدة وإنهاء الصراع السياسي الحاصل؛ كي تركز الحكومة على الجانب الأمني بشكل أكبر.

هجمات غير مجدية

تنفذ بقايا وخلايا تنظيم “داعش”، عدة هجمات بين حين وآخر في الداخل العراقي، وذلك منذ مطلع 2020 وإلى اليوم.

وتتركز أغلب هجمات التنظيم، عند القرى النائية، والنقاط العسكرية بين إقليم كردستان وبقية المحافظات العراقية.

ويسعى تنظيم “داعش”، إلى إعادة تسويق نفسه كلاعب حاضر في المشهد، والخروج من جحوره الصحراوية لشاشات الإعلام، عبر تلك الهجمات.

المحلّلون أكدوا في وقت مضى أن، البيئة الحاضنة لتنظيم “داعش” سابقا، اختلفت الآن. وهو حال يفرض عليه عدم الظهور بالمدن والبقاء في القصبات الحدودية. يمارس أسلوب الغارات والغزوات ليس أكثر.

وأشار المحللون إلى أن، التنظيم ضعف بشكل واضح منذ هزيمته أواخر 2017 في العراق. وكان مقتل زعيمه الأول، أبو بكر البغدادي، بمثابة الضربة القاصمة للتنظيم.

وأوضحوا أن، التنظيم ليس له قيادات فعلية اليوم، لذا فإن هجماته تأتي للتنفيس عن شعوره بالهزيمة الثقيلة عليه.

وسيطر “داعش” في 2014، على محافظة نينوى، ثاني أكبر محافظات العراق سكانا، ثم على الآنبار، وهي أكبر المحافظات مساحة، ثم صلاح الدين.

للقراءة أو الاستماع:

كما سيطر “داعش”، على أجزاء من محافظتي ديالى وكركوك، ثم حاربته القوات العراقية لثلاث سنوات، حتى أعلن النصر عليه في 9 كانون الأول/ ديسمبر 2017.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.