انتشار الحمى النزفية في العراق بات أمرا مقلقا لمعظم المواطنين، فقد أعلنت الحكومة العراقية، وتحديدا وزارة الصحة، إصابة خمسة وخمسين شخصا، ووفاة ثلاثة عشر آخرين، بالمرض، الذي انتشر خلال الأشهر الماضية في البلاد، بعد تراجع فيروس كورونا،. الأمر الذي أثار ذعر أهالي القرى والبلدات ذات الطابع الريفي، إذ تنتشر الحمى النزفية عن طريق حشرة “القراد”، التي تتطفل على أجسام الحيوانات.

وأكد الأطباء والخبراء بوزارة الصحة العراقية أن الحمى النزفية مرض ينتقل من الحيوان إلى الإنسان عن طريق الدم، وذلك من خلال حشرة القراد، تصاحبه أعراض أولية، مثل  الحمى والمغص والتقيؤ، ومن ثم النزف من مختلف أماكن الجسم. وأكثر ما أثار رعب الأهالي عدم وجود علاج مباشر للمرض، إذ تتم معالجته فقط عن طريق المضادات الحيوية والإجراءات الاحترازية. فهل تصبح الحمى النزفية في العراق الوباء الجديد.

مربو المواشي أكبر المتضررين من انتشار الحمى النزفية

أصحاب حقول المواشي هم أول المتضررين من انتشار مرض الحمى النزفية في العراق. إذ يقول هاشم عبد الرحمن، صاحب حقل مواش في محافظة ذي قار: “انخفضت نسبة بيع المواشي خوفا من الحمى النزفية. إضافة إلى أن تكاليفها ارتفعت بسبب الإجراءات الوقائية، من تعفير وتعقيم وأدوية، لأن الحكومة لم تقدم لنا أي دعم أو مساعدة”.

عبد الرحمن يضيف، في حديثه لموقع “الحل نت”، أن “مربي المواشي يلجأون لبعض الأطباء  البيطريين، لفحص المواشي بين الفترة والأخرى، والكشف على العلف وأنواعه، وتحديد النسبة المخصصة لكل حيوان، من أجل ضمان سلامة وصحة الحقل”.

وكان أهالي مدينة الموصل قد طالبوا بإخراج المواشي من المناطق السكنية، بعد وفاة امرأة بمرض الحمى النزفية. وقال المواطن الدهام حما لموقع “الحل نت “: “قدمنا مقترحا للمحافظ ولقائم مقام مدينة الموصل، بإبعاد جميع المواشي عن المناطق السكنية، ولكن للأسف لم يؤخذ المقترح بعين الاعتبار”.

مضيفا: “تم تسجيل حالة وفاة بمرض الحمى النزفية منذ أيام، لذا هناك مخاوف كبيرة بين الأهالي من انتشار المرض في كافة أرجاء المدينة”.

ذعر في الناصرية

أما أهالي مدينة الناصرية فيعيشون في حالة خوف وهلع كبير من انتشار الحمى النزفية في العراق، بعد تسجيل إحدى عشرة  حالة بالمرض في المدينة. أدت لثلاث وفيات خلال هذا العام. ويقول المواطن حميد صبحي لـ “الحل نت” إن “بعض الناس لم يدركوا خطورة المرض، فازدادت الحالات المصابة بالحمى النزفية في الأيام الأخيرة”.

مبينا أن “الأهالي في الناصرية في حالة من الذعر، إذ امتنع بعضهم عن تناول اللحوم، خوفا من الإصابة بالحمى النزفية”.

مقالات قد تهمك: مختصة عراقية تحذر من استغلال “داعش” للحمى النزفية كسلاح بيولوجي

الجهات المختصة: الحمى النزفية في العراق ليست وباء

وزارة الصحة العراقية استبعدت أن يكون مرض الحمى النزفية في العراق وباء. فبحسب ما قاله المتحدث باسم الوزارة سيف البدر فإن “الحمى النزفية مرض يصيب على الأغلب أصحاب المواشي، مثل الأبقار والأغنام والجمال وغيرها، ومن المستبعد أن يكون وباءً لصعوبة انتشاره”.

ويضيف البدر، في حديث لـ”الحل نت”، أن “الأعداد المصابة بالمرض محدودة حتى الآن، كما أن نسب الوفيات قليلة، بينما تماثلت أكثر من نصف الحالات للشفاء.  كما أن جهود وزارتي الصحة والزراعة مكثفة للتصدي للمرض”.

بينما يوضح هيثم العبيدي، مدير قسم تعزيز الصحة في وزارة الصحة، في حديثه لـ”الحل نت”، أعراض المرض، قائلا إنها” مشابهة لأعراض الإنفلونزا، ولكن نسبة الوفيات فيها تصل إلى ستين بالمئة. ويشعر المصاب بارتفاع درجة حرارة الجسم، مع صداع شديد ومغص وتقيؤ وإسهال في بعض الأحيان، وتستمر هذه الأعراض من أربعة أيام إلى أربعة عشر يوما”.

ويتابع: “بعد خمسة أيام من الأعراض قد يبدأ النزف لدى الشخص المصاب، ومن أماكن مختلفة من الجسم، سواء الفم أو الأنف أو المجاري البولية، وهنا يكون المريض قد دخل مرحلة الخطر”.

ومن جهته أكد هادي الياسري، المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية، لـ”الحل نت” أن “الإصابات بالحمى النزفية محدودة حتى الآن، وتم تحديد البؤر المصابة، والمتمثلة بحظائر المواشي”.

مشددا على أن “وزارة الزراعة قامت بالإجراءات اللازمة، واستخدمت أنواع المبيدات المختلفة للتعفير والتعقيم، والقضاء على حشرة القراد، التي تعتبر الناقل الرئيسي للمرض بين الحيوان والإنسان”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.