من حين إلى آخر، يواجه تثمال رأس باني بغداد أبو جعفر المنصور دعوات لتحطيمه، حيث أظهرت صور، اليوم الجمعة، انتشار القوات الأمنية أمام التمثال وتطويقه بعد دعوات وجهها مجموعة من المغردين الذين يعتقد أنهم من أنصار الجماعات المسلحة المدعومة من إيران، لتحطيمه.

وشن مجموعة من المغردين على موقع “تويتر”، هجمة على تمثال أبو جعفر الواقع في جانب الكرخ بمنطقة المنصور من العاصمة بغداد، موجهين دعوات للخروج بتظاهرة لهدم التمثال وإزالته، بحجة عداء المنصور في زمانه للإمام جعفر الصادق، بحسب ادعائهم، ليتصدر هاشتاك “#يسقط_صنم_المنصور” الترند العراقي.

أقرأ/ي أيضا: العراق يعتزم إنشاء 10 تماثيل ونصب لهذه الشخصيات 

تطويق أبو جعفر المنصور

ووثقت الصور التي اطلع عليها موقع “الحل نت”، جانب من انتشار قوات مكافحة الشغب أمام وبمحيط تمثال أبو جعفر المنصور بعد دعوات عبر مواقع التواصل لتحطيم التمثال.  

وسبق وإن تعرض تمثال رأس الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور لتخريب من قبل جماعات مناهضة، حيث لحقت بقاعدته أضرار جراء استهدافها من قبل مسلحين مجهولين قبل قرابة 15 عاما.
 
وكانت السلطات العراقية قد أعلنت إعادة نصب وتركيب تمثال رأس المنصور، بعد بناء قاعدته، وجاء ذلك في بيان صدر عن المركز الوطني للإعلام التابع لمجلس الوزراء حينها.

وقال البيان، أنه تمت إعادة بناء القاعدة وفق الطراز البغدادي وبنفس التصاميم القديمة قبل تعرضه للانفجار في 18 تشرين الأول/أكتوبر 2005.

والتمثال الذي يرمز للخليفة العباسي أبو جعفر المنصور من تصميم النحات العراقي خالد الرحال أحد أبرز رواد الحركة الفنية الحديثة، وهو رأس مصنوع من مادة البرونز للمنصور مرتديا عمامة.

https://twitter.com/hussain_mosavi5/status/1529810870506770437?s=21&t=1pq2gyZ3Wk0tmeaVxziYHg

اقرأ/ي أيضا: خياران لنجاح المدن الصناعية في العراق


من هو أبو جعفر المنصور؟

وقد نصب فوق قبة يبلغ ارتفاعها خمسة أمتار بنيت وفق الطراز المعماري البغدادي، وتم نصب التمثال في أواخر سبعينات القرن الماضي في منطقة المنصور التي تحمل اسمه وتعتبر من أرقى مناطق العاصمة العراقية.
 
وأبو جعفر المنصور هو عبد الله بن محمد بن علي بن العباس، ثاني الخلفاء  العباسيين (714-775 ميلادية) وأول من عني بالعلوم بين الخلفاء وقد بنى بغداد وجعلها عاصمة ملكه.

تعتبر النصب والتماثيل من أهم معالم مدينة بغداد، حيث يوجد فيها أكثر من 40  نصبا وتمثالا وجدارية لنحاتين ومهندسيين وفنانين عراقيين وأجانب مثل جواد سليم وخالد الرحال ومحمد غني حكمت ورفعت الجادرجي وبييترو كانونيكا.

وضع أول تمثال وهو تمثال رئيس الوزراء العراقي عبد المحسن السعدون في بغداد في عام 1933 للنحات الإيطالي بييترو كانونيكا، أما آخر المنحوتات التي شيدت في بغداد فهما نصبي أشعار بغداد وإنقاذ العراق عام 2012  وكانا أحد الأعمال الأربعة للنحات العراقي محمد غني حكمت قبل وفاته.

وخلال هذه الفترة إزبل عدد من التماثل فيما دمرت أخرى، وكان من أوائل التماثيل التي تمت إزالتها هو تمثال الجنرال ستانلي مود عام 1958 من قبل الناس الثائرين.

كما أن ذلك يأتي في الوقت الذي يسعى فيه العراق، لإقامة 10 نصب تذكارية لشخصيات عراقية، من بينها الشاعر محمد مهدي الجواهري الملقب بشاعر “العرب الأكبر”، وعالم الاجتماع العراقي علي الوردي.

اقرأ/ي أيضا: “تويتر” يقيد مقتدى الصدر على خلفية وصفه لإسرائيل بـ”لإرهابيين”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة