الانعجاب هو أول ما بدر من ممثلية سفارة واشنطن الجديدة لدى العراق، لكن لا أحد بإمكانه تخمين ما إن كان الانعجاب مجاملة أم هي مبنية على نتائج الحكومة العراقية.

بعيدا عن تفسير بواطن التصريحات، استقبل رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، اليوم الخميس، سفيرة أميركا لدى العراق ألينا رومانوسكي والوفد المرافق لها، لمناسبة تسنم مهامها الجديدة في بغداد.

بيان لمكتب رئيس الحكومة، قال إن الكاظمي جدّد خلال اللقاء، “التأكيد على أن العراق يولي أهمية كبيرة لتطوير العلاقات مع الولايات المتحدة الأميركية في مختلف المجالات؛ لما فيه مصلحة مشتركة وطويلة الأمد للشعبين العراقي والأميركي،”.

إعجاب بدور بغداد في المنطقة

الكاظمي أردف وفق البيان الذي تابعه “الحل نت”، أن العلاقة بين واشنطن وبغداد، يمكنها أن تحقق المزيد من التقدم مع تعزيز الفهم المشترك لرؤية الطرفين، وانتهاج سبل الحكمة والحوار.

وأعرب الكاظمي، عن رغبة الحكومة العراقية في التعاون والعمل من أجل ترسيخ الاستقرار الإقليمي والدولي، وبما يعزز أفق النهوض الاقتصادي والتنمية المستدامة للشعب العراقي وجميع شعوب المنطقة.

وجرى خلال اللقاء، “التأكيد على استمرار التعاون الأمني والتنسيق في مجال مكافحة الإرهاب، وفي إطار التدريب وتقديم المشورة للقوات الأمنية العراقية”.

من جانبها، أكدت السفيرة رومانوسكي، “تطلع الولايات المتحدة الأميركية إلى تعاون أوثق مع العراق في مختلف المجالات، ولا سيما الاقتصادية والثقافية والتعليمية”.

وأبدت سفيرة واشنطن الجديدة لدى العراق، إعجابها بأداء بغداد الخارجي وعودتها لأداء دور رئيس في المنطقة، وما لذلك من تأثير إيجابي إقليميا وداخليا”، وفق البيان الحكومي العراقي.

نهاية آذار/ مارس المنصرم، وافق مجلس الشيوخ الأميركي على تولي الدبلوماسية ألينا رومانوسكي رأس هرم السفارة الأميركية لدى العراق، بصفة سفيرة فوق العادة.

من هي السفيرة الجديدة؟

آخر منصب شغلته رومانوسكي، كان ترؤسها لسفارة أميركا في الكويت، إذ تسنمت المنصب قبل سنتين ونصف، وفي منتصف نيسان/ أبريل المنصرم، قالت رومانوسكي في رسالة وداع الكوبت التي كتبتها، إنها متحمسة لاستلام مهامها في العراق.

رومانوسكي هي من تولد عام 1955، وتبلغ من العمر 67 عاما، ومحاطة بأجواء العسكر، فقد عمل والدها وزوجها وابنها الأصغر في الجيش الأميركي، فضلا عن توليها مهام متعددة في “البنتاغون”.

قضت السفيرة الجديدة لدى العراق، العقد الأول من حياتها في العمل لصالح وكالة المخابرات الأميركية “سي آي إيه”، ثم شقّت طريقها نحو العمل الدبلوماسي.

تنتمي رومانوسكي إلى عائلة متعددة الثقافات، جاء والدها من بولندا إلى الولايات المتحدة، فيما تنحدر والدتها من كندا. وتقدّم رومانوسكي نفسها بوصفها الحائزة على شهادة الماجستير من قسم إدارة الأعمال في جامعة شيكاغو في أميركا.

وكانت السفيرة الجديدة لدى العراق، قد كشفت عن أولوياتها تجاه إيران، بما يعني حزمها بشكل جدي ضد التغلغل والنفوذ الإيراني في المنطقة، وذلك من خلال رسالتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، بعد ترشيحها لإدارة سفارة الكويت في 31 تشرين الأول/ أكتوبر 2019.

قالت رومانوسكي في الرسالة، إنه “لابد من زيادة الضغط على إيران واحتواء أنشطتها الخبيثة عبر وكلائها في جميع أنحاء المنطقة (..) خاصة بعد التصعيد الخطير عبر الهجمات على البنية التحتية النفطية في المملكة العربية السعودية، والتهديد الإيراني لحرية الملاحة في أحد أكثر الممرات البحرية أهمية في العالم، إلى جانب زعزعة أمن المنطقة الذي تتسبب به إيران عبر دعم الحوثيين في اليمن ونظام بشار الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان”.

رؤية رومانوسكي إزاء العراق

وفق تقرير سابق لموقع “ألترا عراق”، فإن السفيرة الجديدة تنتمي إلى الاتجاه الأميركي الذي يؤمن بضرورة حشد جهود جميع المتضررين من السياسات الإيرانية، ودفعهم للعمل المشترك، “ولذا، فقد تعاملت مع الأزمة الخليجية بين دول الرباعي وقطر، بوصفها خلافات لا تفيد إلا النظام في إيران”.

تقرير “ألترا عراق”، أشار إلى أن الرؤية التي عبّرت عنها رومانوسكي، ستجعل واشنطن “تنهي عهدا من الانكفاء والنأي بالنفس عن الشأن العراقي الداخلي – الذي بدأ بوصول الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض – لتشرع السفيرة الجديدة (…) بلعب دور يوازن الكفّة لمواجهة الدور الإيراني في العراق”.

تحدّثت رومانوسكي في رسالتها أمام لجنة العلاقات الخارجية في “الكونغرس”، مطلع آذار/ مارس الماضي، بوضوح عن أن “الشراكة الستراتيجية مع العراق ستبقى أولوية في السياسة الخارجية الأميركية (…) وأنّ العراق حجر زاوية في المنطقة”.

وكشفت عن “لقاءات” تنوي عقدها مع “المجتمعات العراقية الأكثر ضعفا”، وإنّها ستعمل على تشجيع التبادل التعليمي بين بغداد وواشنطن، وستعمل لحماية 25 ألف أميركي يعيشون ويعملون في العراق.

وأطلقت رومانوسكي في رسالتها وعودا، حول ضرورة الإصلاح الاقتصادي ومكافحة الفساد في العراق، ولفتت إلى أنها، ستعمل مع “الشركاء في إقليم كردستان العراق لإطلاق إصلاحات تضمن الحفاظ على مكانة الإقليم ضمن العراق الفيدرالي”.

يجدر بالذكر، أن رومانوسكي هي أول سفيرة أميركية امرأة لدى العراق منذ آخر سفيرة، أبريل غلاسبي التي ترأست سفارة واشنطن لدى العراق منذ عام 1988 وحتى عام 1990، والتي برزت بشكل لافت حينها إبان حرب الخليج الثانية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.