تسعى الدول الخليجية لزيادة دورها في سوريا، عبر دعم الحل السياسي الذي يضمن انتقال السلطة بشكل سلمي، وذلك بعد أن فقدت فيما يبدو الأمل بالرئيس السوري بشار الأسد، في أن يكون له دورا في تقويض النفوذ الإيراني على الأراضي السورية.

مجلس التعاون الخليجي أكد دعمه، لجهود الأمم المتحدة من أجل التواصل إلى حل سياسي في سوريا، وفق قرار مجلس الأمن رقم 2254، ومبادئ جنيف 1، وذلك في بيان أصدره المجلس الوزاري التابع للمجلس الأربعاء الفائت.

وعبّر المجلس عن تطلعاته بأن “تسفر اجتماعات اللجنة الدستورية لسوريا عن توافق سريع“.

ولجأت الدول الخليجية مؤخرا إلى إعلان دعمها لجهود الأمم المتحدة، بعد أن فشلت في أن يكون لها دورا سياسيا وميدانيا بشكل منفرد في سوريا.

ويرى الباحث السياسي صدام الجاسر أن الدور الخليجي أصبح شبه معدوم في سوريا، وذلك بعد أن أيقنت الدول الخليجية أنه “لا يمكن فصل النظام السوري عن إيران“.

فصل دمشق عن سيطرة إيران؟

ويقول الجاسر في حديثه لـ“الحل نت“: “الخليجيون مهما حاولوا لن ينجحوا في فصل النظام عن الهيمنة الإيرانية.. قدموا تحفيزات وخطط للتنمية ولإعادة الإعمار لكن جميعها باءت بالفشل ليكتشفوا أن النظام السوري أصبح تحت الجناح الإيراني بشكل كامل “.

قد يهمك: ما علاقة الصين بإيقاف الاتفاق النووي مع إيران؟

ويعتقد الجاسر، أن الجهود السياسية في سوريا أصبحت محصورة بمن يسيطر على المعارضة السورية، وبالتالي فإن التأثير الخليجي تراجع بشكل كبير خلال السنوات الماضية، باستثناء التأثير المحدود لقطر.

وحول ذلك يضيف: “دور الخليج ينحصر بالتنسيق مع تركيا والتنسيق فيما بينهم للدفع باتجاه الحل السياسي، بما يضمن تطبيق قرار الأمم المتحدة 2254”.

وحول تأثير توسع النفوذ الإيراني على أي دور محتمل للخليج في سوريا، يؤكد الجاسر أن التغلغل الإيراني أصبح كبير في سوريا، والدول الخليجية تعلم ذلك.

ويختم حديثه بالقول: “دول الخليج لم تعد تثق ببشار الأسد.. أصبح التنسيق مع تركيا والولايات المتحدة وليس مع روسيا، الخليج يعتبر روسيا ضامن لبشار الأسد أيضا إلى جانب إيران إضافة لإيران. فالنفوذ الإيراني في سوريا يُفشل أي محاولة للتقارب العربي وليس الخليجي فقط مع سوريا، لذلك الدول العربية انسحبت من محاولات عودة العلاقات مع سوريا، بسبب ضغوط إيران على بشار الأسد، فضلا عن الفيتو الأميركي بهذه القضية“.

وكانت العديد من الدول العربية أبرزها الإمارات، كانت قد حاولت إعادة العلاقات مع دمشق والرئيس السوري بشار الأسد، معتقدة أن ذلك سيساعدها في مواجهة النفوذ الإيراني على الأراضي السورية وفي المنطقة عموما.

لكن إيران وفق محللين وجهت رسائل حادة إلى دمشق، تحذرها من عودتها إلى الحضن العربي، جاء ذلك بالتوازي مع التحذيرات الأميركية، حيث ترفض واشنطن اي تطبيع مع دمشق، بسبب جرائم الحرب المرتكبة من قبل القوات السورية، فضلا عن عرقلة دمشق لأي حل سياسي وفق قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.

قطع الطريق على محاولات عودة العلاقات مع دمشق

ويؤكد محللون ومتابعون للشأن السوري، أن التقارير الأخيرة والتسريبات عن جرائم حرب مرتكبة من قبل القوات السورية، تهدف إلى إعادة جرائم الحرب المرتكبة في سوريا إلى الواجهة الدولية من جديد، ما يعني قطع الطريق على أية جهود تحاول إعادة تعويم النظام الحاكم في سوريا، من قبل بعض الدول التي بدأت مؤخرا بإعادة علاقاتها مع دمشق.

وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، أواخر شهر نيسان/أبريل الماضي، تقريرا تفحص فيه ثروة الرئيس السوري، بشار الأسد، وعائلته، وشمل التقرير كلا من بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس، وشقيقه ماهر، وأختهما بشرى، إلى جانب أولاد خال بشار رامي وإيهاب مخلوف، وعمه رفعت، وأولاد عمومته ذو الهمة ورياض شاليش، بينما لم تتوفر معلومات كافية عن صافي ثروة أبناء بشار الأسد الثلاثة، حافظ، زين، وكريم.

وتشير التقديرات المستندة إلى معلومات مفتوحة المصدر بشكل عام، إلى أن صافي ثروة عائلة الأسد تتراوح بين مليار وملياري دولار أمريكي، ولكن هذا التقدير غير دقيق ولا تستطيع الإدارة تأكيده بشكل مستقل.

لا تطبيع بدون موافقة أميركية

ويرى محللون أن الجانب الأميركي هو صاحب القرار، بالانفتاح على حكومة دمشق من جديد، فالحكومات العربية ليست صاحبة القرار في إعادة علاقاتها مع الرئيس السوري بشار الأسد.

ووفق حديث سابق للجاسر فإن: “الأميركان ينظرون للنظام السوري حاليا بأنه حليف لروسيا ولا يمكن الوثوق به ولا يجب الانفتاح عليه، فيجب التضييق عليه وتحميل روسيا أعباء إضافية.. لذلك في هذه الفترة وطالما أن الإدارة الأميركية، لا ترغب بأي انفتاح على النظام السوري لن نشاهد هذا الانفتاح وسيكون طي النسيان“.

قد يهمك: أردوغان في الإمارات.. ما أهداف أبوظبي وأنقرة؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.