ضمن محاولات العراق في تأمين أمنه المعلوماتي والسيبراني حددت وزارة الاتصالات العراقية، اليوم السبت، نسبة إنجاز مشروع بوابات النفاذ الدولية وموعد دخوله حيز العمل، فيما أكدت اعتماد العراق إجراءين يتم اتخاذهما لمواجهة الهجمات السيبرانية. 

والعمل بمشروع بوابات النفاذ الدولية متواصل كما أن نسبة الإنجاز فيه حاليا متقدمة ووصلت إلى 60 بالمئة، كما
قال مدير عام دائرة العلاقات الخارجية والإعلام في الوزارة، عادل الأعرجي، لوكالة الأنباء العراقية “واع”٫ وتابعه موقع “الحل نت”

في حين أن “الوقت المتوقع لإنجاز المشروع ودخوله حيز التشغيل لا يتعدى شهرين٫ بنهاية شهر تموز أو بداية شهر آب المقبلين”٫ وفقا للأعرجي. 


وفيما يتعلق بمواجهة الهجمات السبرانية أوضح، أن “هناك إجراءات لمقاومة الهجمات السيبرانية ومنعها في العراق، وهي تعتمد إجراءين”. 

اقرأ/ي أيضا: هجمات إلكترونية إيرانية في 4 قارات

الأمن السيبراني وطرق الوقاية

الإجراء الأول٫ مقاومة هذه الهجمات عن طريق تحصين مواقع المؤسسات ووضع جدار ناري تقني عليها، والثاني اتخاذ إجراءات للحد من أضرار تلك الهجمات بعد حدوثها٫ بحسب مسؤول دائرة العلاقات الخارجية والإعلام. 


ولفت إلى أن “هناك وثيقة تم إقرارها من قبل مجلس الوزراء وتعميمها في الأمانة العامة لمجلس الوزراء٫ تسمى وثيقة السياسات والمعايير لأمن المعلومات ومشاركة البيانات”، مبينا أن “هذه الوثيقة تحدد اتجاهات العاملين والذين لهم تواصل مع الأجهزة والبيانات”.


وأشار إلى أنه “من بين السياسات التي يمكن اتباعها في سبيل تقليل الضرر، هو عمل مستشارية الأمن الوطني استراتيجية للأمن السبراني تمتد للسنوات المقبلة، لا سيما وأن الأمر يحتاج إلى وعي مجتمعي وثقافة تجاه الهجمات”.


كما أن “بعض الهجمات وحالات الاختراق قد يكون المتسبب فيها فرد إثر وجود ثغرة في هاتفه أو في الويب سايت٫ مما يؤدي إلى اختراقه، وبعض الأحيان من يخترق إحدى الحاسبات أو المواقع ليس هكرا بشكل مباشر٫ بل برنامج يتم تنصيبه ويتم الإيعاز إليه بشن هجمات عشوائية في كل مكان دون استهداف أحد معين”.

اقرأ/ي أيضا: ابتزاز السياسيين العراقيين: لماذا تنشط شبكات منظّمة لنشر “التسجيلات المسربة”؟

الهجمات السيبرانية تهدد العراق

مستشارية الأمن الوطني في العراق حددت في أيار/مايو الماضي٫ عبر دراسة لها، استراتيجية الأمن السيبراني في البلاد، وأوضحت أن العراق ليس بعيدا من التهديدات السيبرانية التي تتمثل في الجريمة الإلكترونية والتجسس السيبراني والإرهاب الإلكتروني وإساءة معاملة الأطفال واستغلالهم عبر الإنترنت.

ووضعت الدراسة عدة مراحل زمنية يتم من خلالها تحديد الضعف الهيكلي في نظم المعلومات العراقية، بالتالي تقديم آليات جديدة لمعالجة هشاشة الأمن السيبراني في البلاد، وخصصت الدراسة المرحلة الأولى لزيادة الوعي بالأمن السيبراني، وتمتد لمدة سنة واحدة يجري خلالها تقديم مسودات قوانين تخص هذا المجال.

أما المرحلة الثانية، ومدتها ثلاث سنوات، فتتضمن بناء البنية التحتية والقدرات بين باحثي أمن المعلومات، كما تتضمن المرحلة الثالثة والأخيرة، ومدتها خمس سنوات، تطوير الاعتماد على الذات من حيث التكنولوجيا ومراقبة آليات الامتثال للخطط والمعايير القياسية الموضوعة للأمن السيبراني العراقي.

وترى مستشارية الأمن الوطني أن هذه الدراسة تمثل محاولات لا غنى عنها لبناء أسس لا يشوبها الخلل للأمن السيبراني في العراق، ويرتبط التصنيف العالمي للدول في مجال الأمن السيبراني بقدرة الدولة على صد الهجمات الإلكترونية عندما تكون أنظمتها عالية الحماية، وألا تكون الدولة مصدراً لهجمات من هذا النوع على باقي الدول.

أهمية الأمن السيبراني

بدوره شدد محمد المهداوي المهتم في شأن الأمن المعلوماتي، على ضرورة وضع ستراتيجية خاصة بالأمن السيبراني العراقي، وإنشاء مركزا مختصا لتطبيق تلك الاستراتيجية ومتابعتها بشكل دوري وتحديث خططها، وطلك لضمان الفضاء السيبراني للعراق. 

وقال في حديث لموقع “الحل نت، إن “عدم الوعي الكافي من قبل الجهات المعنية للأمن السيبراني، جعل منه في العراق عرضة للاستهداف من قبل الحميع ولقمة سائغة لخصومه، بالتالي ليس من الغريب أن نسمع أو نقرأ عن استهدافات إيرانية٫ وفي طبيعة الحال العراق يعد منطقة ذات أهمية في السياسية الإيرانية، بالتالي أن الأخيرة إذا ما أرادت نجاح سياساتها فلا بد لها من تسليط اهتمامها في الأمن السيبراني”.

كما أن “الأمن السيبراني وطبيعة إدارته في العراق، لا يرقى حتى إلى مستوى الشعار أو المسمى للأمن السيبراني، إذ أن القائمين ولا نقول جميعهم لكن في الغالب هم أشخاص ليسوا لهم علاقة بالأمن السيبراني ومفهومه، بالتالي ليس من الغرابة أن نجد مواقع وبيانات الحكومة تخترق من حين إلى آخر”. 

“بات الأمن السيبراني أحد أهم سياسات الدول على المستوى الاستخباراتي، والأمن القومي، فهو يدخل في كل مجالات الدولة، بل وفي الغالب إذا ما تحدثنا عن دول متقدمة فهذا يعني أن جميع مصالحها مرتبطة بالأمن السيبراني على مستوى البيانات وعمل الأنظمة والمصانع والقوى العسكرية وغيرها، لذلك لا بد على العراق أن يواكب الحالة ويسعى لتأمين أمنه السيبراني كي لا تكون عرضة لخصومه”، بحسب المهداوي.

اقرأ/ي أيضا: كيف جعلت إيران من “حزب الله” قوة إلكترونية

أمن العراق السيبراني هدف إيراني

في آخر تصنيف للأمن السيبراني العالمي في 2020، حصل العراق على المركز 129 عالمياً من أصل 184، الأمر الذي يعود إلى غياب التشريعات القانونية، كما لا تزال الأموال المخصصة للأمن السيبراني قليلة مقارنة بدول الجوار، مع غياب البنية المادية والبشرية والإدارية المتكاملة في هذا المجال.

وشهد العراق خلال فترات متقاربة هجمات إلكترونية من ميليشيات موالية لإيران على مواقع داخل العراق وخارجه٫ واستهدفت الهجمات منشآت ومؤسسات حكومية في إسرائيل وتركيا والسعودية، فضلاً عن مؤسسات إعلامية داخل العراق، أبرزها المواقع الإلكترونية التابعة لقنوات “UTV” وقناة “الفلوجة” العراقية.

وبمجرد تصفح موقع “صابرين نيوز”، وهي قناة دعائية على وسائل التواصل الاجتماعي تابعة للميليشيات الموالية إيران، على “تليغرام”، سنجد عددا كبيرا من الإعلانات الخاصة بالهجمات السيبرانية، التي يتبناها “صابرين نيوز” على مواقع مختلفة داخل العراق وخارجه، إذ تبنى الموقع الهجوم السيبراني على موقع مطار بغداد، وكذلك موقع قناة “كان 11” العبرية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة