في ظل تدهور القطاع الصحي بسوريا وعدم الاهتمام وقلة الدعم من قبل الحكومة السورية بهذا القطاع، لا سيما على صعيد زيادة دخل الكادر الطبي، نجد بأن أعدادا كبيرة من الأطباء والممرضين والمَخبَريين يعانون من تدني الرواتب وعدم تماشيها مع مستوى المعيشة في البلاد، الأمر الذي شهد هجرة للكوادر الطبية بشكل غير مسبوق في سوريا ولاسيما خلال السنوات الماضية.

وضمن هذا الإطار، دعا آلاف الممرضين في سوريا قبل نحو يومين، إلى إصدار قرارات تنصفهم من حيث منحهم طبيعة العمل أو المكافآت التي تتناسب مع جهودهم في العمل والمخاطر التي تضاعفت خلال السنوات الماضية، إذ وصف العديد منهم بأن حقوق الممرضين “مغيبة” ولم تتحقق رغم المطالبة بها منذ سنوات طويلة.

42 ألف ممرض بانتظار حقوقهم

جاء في تقرير لموقع “أثر برس” المحلي، قبل يومين، أنه يترقب آلاف الممرضين صدور قرارات تنصفهم لجهة منحهم طبيعة عمل أو مكافآت تتوافق مع جهودهم في العمل والمخاطر التي تضاعفت خلال الأزمة وجائحة كورونا.

من جانبه، جعفر حسن، خريج كلية تمريض وطالب ماجستير في علوم السمعيات بجامعة “تشرين” يقدم نفسه كمؤتمن على صوت 42 ألف ممرض بعد تشكيل مجموعة “يد بيد لنيل وحماية حقوق التمريض والاختصاصات الصحية في سوريا” منذ عامين ونصف، ويردف للموقع المحلي، إن “حقوقهم مغيبة” ولم تتحقق رغم المطالبة بها منذ سنوات طويلة.

وفي سياق مطالب الممرضين، ينوه حسن، أنه هناك عشرة مطالب ومنها تشكيل نقابة المهن الصحية المنصوص عليها بمرسوم صدر عام 2012 وإجراء انتخابات نقابية لتنطلق بواجباتها وتوظيف خريجي كليات /التمريض والعلوم الصحية/، والمعاهد /الصحية والطبية/، ومدارس التمريض غير الملتزمة ورفع طبيعة العمل وإعطاء الحوافز والمكافآت وتشميل أكبر شريحة بقانون المهن الخطرة وفتح مجال التقاعد على 25 سنة خدمة فهذا كافٍ.

من جانبها، تقول إحدى القابلات للموقع المحلي، إنها تأمل بحصول زملائها على حقوقهم، لاسيما تعويض طبيعة العمل وإنصاف العاملين بالمستشفيات الخاصة فساعة العمل بها كانت قبل جائحة كورونا لا تتجاوز 160 ليرة سورية وأصبحت منذ عامين تتراوح بين 1000-500 ليرة بالساعة.

رفع اشتراك النقابة

ضمن السياق ذاته، قالت رئيسة نقابة التمريض والمهن الصحية والطبية المساعدة يسرى ماليل للموقع المحلي، أنه هناك أكثر من 64 ألف عامل في مجال التمريض والقبالة مسجلين قبل تفعيل النقابة، وسيتم تنسيبهم لها بعد انعقاد الهيئة العامة وصدور النظام الداخلي ومن المتوقع أن يتم ذلك قريبا، لاسيما وأن كل التحضيرات منتهية ويوجد حاليا 26800 عامل بمهن صحية بما فيها التمريض مثبت تنسيبهم بالنقابة منذ تفعيلها في أيار/مايو 2016.

ونوّهت ماليل إلى أن النقابة تتقاضى حاليا قيمة اشتراك شهري تبلغ 5 ليرات سورية من الممرضين في مستشفيات وزارة الصحة و100 ليرة من العاملين في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وأن قيمة هذا الاشتراك سترتفع بعد انعقاد الهيئة العامة للنقابة أيضا.

قد يهمك: المشافي السورية قائمة على أكتاف الممرضين.. أين دور الأطباء؟

تعويض عمل بنسبة 75 بالمئة

في سياق المطالبات من قبل الممرضين في سوريا، قال عضو مجلس الشعب ونائب رئيس نقابة التمريض والمهن الصحية والطبية الأخصائي محمد هادي مشهدية أنه تم رفع عدد من المقترحات والتوصيات لمختلف الجهات لمنح الممرضين طبيعة عمل تناسب جهودهم وتشجعهم على أداء عملهم، ومن بين المقترحات التي قدمت، “منح كل حملة الإجازة الجامعية وما فوق دون استثناء تعويض عمل يبلغ 75 بالمئة أسوة بالعاملين في بعض الاختصاصات الصحية، ومنح أي عامل فئة أولى من اختصاصات المهن الصحية يعمل عملا إداريا 45 بالمئة أسوة بالمدرسين والعاملين بنقابة المعلمين”.

وأردف في حديثه، “الفئة الثانية وهي أكبر شريحة تعمل بالمهن الصحية تعويض 65-55 بالمئة أسوة بالعاملين في مجال مستشفيات ومراكز الأورام، أما باقي الفئات العاملة من الكوادر الصحية من الفئة الثالثة والرابعة منحهم من 40-30 بالمئة وذلك بناء للمهام الموكلة لهم”.

وبالنسبة للعاملين بالمهن الصحية ذات الطبيعة الأكثر خطورة ومنهم الكوادر التمريضية العاملة بأقسام العمليات والتعقيم والمخابر والأشعة وتصنيع الأسنان والأطراف الصناعية فتم اقتراح منحهم تعويض 75 بالمئة، وفق الموقع المحلي.

أجور ضئيلة

وفي تصريح سابق لمسؤول السلامة المهنية في مشفى “الباسل” بدمشق سعد الدين الكردي، أكد أن الهجرة في القطاع الطبي، طالت مؤخرا الممرضين، إلى بلدان أخرى كالعراق ولبنان، لافتا إلى إن بعض المشافي فقدت ما يقارب 50 بالمئة من موظفيها خلال العشر سنوات الماضية.

وأوضح الكردي في تصريحات لإذاعة “ميلودي إف إم” أواخر الشهر الفائت أن “الكوادر الطبية لا تحصل على الأجور والتعويضات اللازمة“، ما دفع العاملين في القطاع الطبي إلى البحث على أي فرصة للهجرة والعمل في دول أخرى.

ونتيجة لهجرة الممرضين لفت الكردي، إلى أن بعض المشافي شهدت تأدية المستخدمين أو أشخاص غير مؤهلين ليقوموا بعمل الممرضين بسبب النقص، وحول أجور الممرضين اعتبر أن “الممرض عليه أن يعمل ثلاثة أيام حتى يشتري وجبة طعام“.

كما أشار إلى إن أبرز ما يعانيه الممرض هو “الضغط الهائل والكبير جدا في المشافي وهذا ما يؤثر على نوعية العمل، حتى إن بعض المشافي ومن شدة الضغط، لا يوجد فيها ممرض يستقبل المرضى على الباب لا سيما في أقسام الإسعاف“.

ويشهد القطاع الطبي الحكومي في مناطق سيطرة الحكومة السورية، أوضاعا سيئة، تتمثل بـ“الإهمال في تقديم الرعاية اللازمة للمرضى“، بالإضافة إلى تدني مستوى رواتب الكوادر الطبية، خاصة مع أزمة الغلاء التي تجتاح عموم البلاد.

قد يهمك: المستخدمون بدلاء عن الممرضين في سوريا

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.