في الوقت الذي يصعب فيه التكهن حول مستقبل العملية السياسية في العراق بعد استقالة “الكتلة الصدرية” بـ73 مقعدا من البرلمان دفعة واحدة، توقع عضو مجلس النواب المستبعد مشعان الجبوري، اليوم الاثنين، حل البرلمان واستمرار الحكومة الحالية على ما هي عليه.

وقال الجبوري في تغريدة على موقع “تويتر” وتابعها موقع “الحل نت” إن حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي تبقى على ما عليه، و“يحل البرلمان نفسه والذهاب إلى انتخابات مبكرة في العام القادم“.

اقرأ/ي أيضا: الصدر “يخبط” قهوة المشهد السياسي العراقي.. من يشربها صافية؟

خسارة الحلبوسي

الجبوري أضاف في تغريدة ثانية، أنه “إذا ما تم حل البرلمان وذهبنا لانتخابات مبكرة وهو أصبح احتمالا كبيرا، فإن خائن العهد والوعد والعجي الغادر لن يجلس ثانية على الكرسي الذي أخذه بالحيلة“، وهذا ما فسرته مصادر مقربة من الجبوري، بأنه إشارة إلى رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

ومساء أمس الأحد، وجه مقتدى الصدر في بيان له، رئيس “الكتلة الصدرية” داخل البرلمان حسن العذاري، بتقديم استقالات جميع أعضاء الكتلة إلى رئاسة البرلمان العراقي.

بعد التوجيه بدقائق، أظهر مقطع فيديو تقديم العذاري استقالات “التيار الصدري” لرئيس البرلمان محمد الحلبوسي، والأخير وقع عليها بشكل رسمي.

وكان الصدر هدد في خطاب متلفز، الخميس الماضي، بالانسحاب من العملية السياسية برمتها، ووجه نواب كتلته بكتابة استقالتهم من مجلس النواب، تمهيدا لتقديمها إلى رئاسة البرلمان بإيعاز منه لاحقا.

الصدر أكد في خطابه، أن الأغلبية له لا لغيره، وأن الانسداد السياسي هو “انسداد مفتعل“، ولن يتراجع للتوافق، وإن لم ينجح بمبتغاه في حكومة أغلبية، فسيبقى بالمعارضة أو يتوجه للاستقالة من البرلمان.

فشل تحالف الصدر

وكان “التيار الصدري” بزعامة الصدر، فاز أولا في الانتخابات المبكرة الأخيرة، التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، بحصوله على 73 مقعدا.

وقدم يوم أمس الأحد، جميع أعضاء “التيار الصدري” في البرلمان العراقي، استقالاتهم من مجلس النواب، ما يعني أنه يجب أن يأتي بدلا عنهم 73 شخصا من الذين حصلوا على أعلى الأصوات من الخاسرين في الانتخابات الأخيرة.

وشكل الصدر بعد الفوز في الانتخابات المبكرة، تحالفا ثلاثيا مع “الحزب الديمقراطي” الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان سابقا، مسعود بارزاني، و“السيادة” بقيادة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

وسمي “التحالف الثلاثي” بتحالف “إنقاذ وطن“، وبلغ عدد أعضائه قرابة 180 نائبا، وكان يسعى الصدر من خلاله لتشكيل حكومة أغلبية، لكنه لم ينجح في ذلك بسبب “الإطار التنسيقي“.

قوى “الإطار التنسيقي” الموالية لإيران والخاسرة في الانتخابات، لم تتقبل فكرة تشكيل حكومة أغلبية، وأصرّت على تشكيل حكومة توافقية يشترك “الإطار” فيها.

اقرأ/ي أيضا: استقالة “التيار الصدري” من البرلمان العراقي

تعطيل دستوري

العراق عاش في انسداد سياسي، نتيجة عدم امتلاك الصدر الأغلبية المطلقة التي تؤهله لتشكيل الحكومة، وعدم قبول “الإطار” بالذهاب إلى المعارضة.

يذكر أن البرلمان العراقي فشل في عقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية التي تمهد لتشكيل الحكومة المقبلة 3 مرات متتالية، بسبب عدم حضور الأغلبية المطلقة من النواب لجلسة انتخاب الرئيس العراقي، التي يفرضها الدستور لعقد الجلسة.

إذ فشل تحالف “إنقاذ وطن” الذي يمتلك الأغلبية البرلمانية بـ 180 مقعدا من تحقيق الأغلبية المطلقة وهي حضور 220 نائبا من مجموع 329 نائبا.

ذلك الفشل، سببه سياسة الترغيب التي مارسها “الإطار” الذي يمتلك 83 مقعدا فقط، مع النواب المستقلين وغيرهم من أجل الوصول لنحو 110 نواب وبالتالي تشكيل الثلث المعطل، الذي لا يسمح بحصول الأغلبية المطلقة، وهو ما حدث بالفعل.

اقرأ/ي أيضا: مقتدى الصدر يدعو إلى فصل الحشد الشعبي عن “الفصائل”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.