لا تزال الأسعار في سوريا تشهد فوضى وعدم ثبات من حيث التكافؤ بين تكلفة الإنتاج والبيع، لا سيما في قطاع الدواجن، ونتيجة لقرارات حكومة دمشق غير المدروسة من حيث وضع تسيعرة غير منصفة لمنتجات الدواجن؛ بات المنتج (المربي) يخسر في تكلفة مواده المنتجة من البيض والفروج؛ لعدم تناسب تسعيرة البيع مع كلفة الإنتاج.

المدير العام لمؤسسة الدواجن سامي أبو الدان أكد إن أسعار الفروج والبيض لا تتناسب بالمطلق مع كلفة المربي سواء للقطاع العام أم الخاص، مبينا أن موضوع ارتفاع الكلفة هو مشكلة يعاني منها قطاع الدواجن بشكل عام، لا سيما أن التسعيرة التي وضعتها وزارة التموين للفروج والبيض لا توازي التكلفة وهي غير مناسبة.

وأشار أبو الدان، خلال حديثه مع صحيفة “الوطن” المحلية، اليوم الثلاثاء، إلى أن “وزارة التموين التي ترفع شعار التدخل الإيجابي لصالح المواطن يفترض أن توضح آلية الدعم. لأنه لا يكفي دعم المواطن فقط، لأن دعم المنتج مهم وأيضا لأنه يخسر”. في إشارة إلى أن منتجات الدواجن؛ البيض والفروج، ستشهد قريبا زيادة في تسعيرتها في الأسواق السورية.

الارتفاع على حساب المنتج والمستهلك

وضمن السياق ذاته، كشف أبو الدان أن المؤسسة تخسر في سعر كل بيضة 100 ليرة سورية والخسارة في القطاع الخاص أكبر لأن الأعلاف غير مدعومة حكوميا لذلك على الجهات المعنية أن تجعل التدخل الإيجابي مشتركا طرف لمصلحة المواطن وطرف لمصلحة المنتج.

ووفق أبو الدان، فإن “الخسارات المتلاحقة في القطاع الخاص سوف تكون سببا في خروج الكثير من المنشآت عن الخدمة، وفي حال بقيت الأمور على ما هي عليه لن يكون هناك بيض ولا دجاج ولا سيما صغار المنتجين”. وهذا الكلام تأكيدا آخر على أن تسعيرة البيض والفروج ستشهد ارتفاعا في الفترة المقبلة.

وأردف أبو الدان، إن الخسارة واقعة على المنتج قبل المستهلك، حيث أن كلفة الفروج الحي 6.200 ليرة سورية ويباع بـ 7400 ليرة أي بهامش ربح بسيط، والمشكلة هي عدم متابعة وزارة التموين لموضوع تسعير المنتج بشكل نهائي أي “المشوي والبروستد” وغيره الذي وصل سعره إلى 35 ألف ليرة أو أكثر، علما أن سندويشة الشاورما حسب تسعيرة التموين 10 آلاف ليرة.

المشكلة موجودة منذ 15 عاما

كما زعم أبود الدان، أن المشكلة ليست جديدة بل من أكثر من 15 عاما والموضوع بين مد وجذر وتقلبات، وتتكرر الدورة الإنتاجية نفسها والخاسر الوحيد هو الدولة لأنها لا تستغل القطاع بشكل إيجابي ومن يستفيد هو صاحب رأس المال الأكبر لأن هذه الخسائر المتتالية تؤثر على صغار المنتجين فهم الذين سوف ينسحبون أما “الحيتان” كما وصفهم أبو الدان فهم مستمرون لأن المادة بالواقع انخفضت وأصبح هناك طلب عليها أكثر من العرض فارتفعت الأسعار بشكل طبيعي.

ولفت أبو الدان إلى أن “إنتاجنا من البيض لا يزال 300 ألف بيضة يوميا، والطاقة الإنتاجية لجميع المنشآت كانت في العام الماضي 40 بالمئة، واليوم وصلت إلى 57 بالمئة ونطمح أن تصل الطاقة الإنتاجية في نهاية العام إلى 85 بالمئة”.

خسائر لمربي الدواجن

في الآونة الأخيرة، دخلت دفعة من الفروج المهرب من لبنان إلى سوريا، وهذا أحد العوامل التي ألحقت خسائر كبيرة بمربي الدواجن، وسط غياب أي دعم حكومي لقطاع الدواجن أو الرقابة للحد من دخول البضائع المهربة.

موقع “المشهد” المحلي، أشار مؤخرا، نقلا عن رئيس لجنة مربي الدواجن في اتحاد غرف الزراعة نزار سعد الدين، إلى أن أهم عامل من عوامل تضرر قطاع الدواجن في سوريا يتمثل بتراجع الطلب على الفروج، وذلك لانخفاض القوة الشرائية، في حين أن كلف الإنتاج ترتفع يوما بعد يوم.

وبالرغم من خروج آلاف المنشآت عن الإنتاج، إلا أن العرض ما زال أكبر من الطلب بكثير، وهو ما ساهم إلى جانب دخول الفروج اللبناني المهرب السوق السورية – بحسب رأي سعد الدين- إلى انخفاض سعر الفروج مؤخرا إلى ما دون سعر التكلفة بحدود 1500 ليرة سورية، حيث قدر سعر تكلفة الكيلو على المربين بـ 7460 ليرة، في حين يطرح حاليا في السوق بسعر 6000 ليرة، ما يتسبب بخسائر كبيرة للمربين قد يصعب تعويضها على المدى المنظور، وفق الموقع المحلي.

من جانب آخر، كشف سعد الدين عن ارتفاع وتيرة تهريب الفروج اللبناني الى سوريا، بسبب الأزمة الاقتصادية التي يعيشها لبنان وتراجع الطلب على اللحوم بما فيها الفروج، ما ساهم بمنافسة الفروج السوري، وزاد من العرض، وفق الموقع المحلي.

ومع انخفاض معدلات استهلاك منتجات الدواجن في سوريا، أشار الخبير في الإنتاج الحيواني، المهندس عبد الرحمن قرنفلة، خلال حديثه لموقع “صاحبة الجلالة” المحلي، مؤخرا، إلى أن التحديات الحالية التي تواجه صناعة الدواجن، تنبع من الصعوبات التي تواجهها مزارع الدواجن في تربية ورعاية الدواجن في مختلف أنشطتها، والتي تتمحور حول الارتفاع غير المسبوق في أسعار مستلزمات الإنتاج بشكل عام، والأعلاف بشكل خاص، فضلا عن التغيرات السريعة في تلك الأسعار، والمدفوعة بعوامل معقدة تتعلق بأسعار العلف العالمية، وأجور الشحن البري والبحري، إذ تشكل الأعلاف حوالي 85 بالمئة من إجمالي نفقات الإنتاج.

ويعاني قطاع الدواجن في سوريا منذ سنوات، وتشير التقديرات أن غالبية صغار المربين توقفوا عن الإنتاج، ما يعني أن نحو 85 بالمئة من المنشآت توقفت. كما أن استمرار ارتفاع الأسعار في سوريا بات مصدرا يؤرق يوما بعد يوم غالبية السوريين، في الوقت الذي لم تعد شريحة كبيرة من المواطنين قادرة على مجاراتها، ودون أن يكون هناك أي تصرف حكومي حقيقي يوقف ما يجري أو يخفف منه على الأقل.

قد يهمك: البيضة الواحدة بـ600 وقريبا تصل إلى الألف في دمشق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.