بين ليلة وضحاها، استفاق السوريون على ارتفاع ملحوظ في أسعار السلع الغذائية والخضراوات والفواكه من اللاذقية في الشمال الغربي للبلاد حتى السويداء في الجنوب، في الوقت الذي اكتفى فيه المسؤولون في الحكومة السورية بالقول أنهم يتابعون الأمر عبر تسيير دوريات إلى أسواق المدن لضبط الأسعار والبيع وفق النشرة التسعيرية.

أوكرانيا السبب؟

ألقى أركان سليم، مدير غرفة تجارة وصناعة السويداء، باللوم في ارتفاع أسعار السلع الغذائية على الأزمة الروسية الأوكرانية، وارتفاع تكاليف الشحن، وشركات الطاقة العالمية، حيث قال إنه من أجل الحفاظ على أسعار السلع الغذائية من الارتفاع المفرط، يجب فتح أبواب الاستيراد لجميع التجار بدلا من قصرها على واحد أو اثنين لتجنب الاحتكار.

وبحسب بعض أصحاب المتاجر، فإن أسعار اليوم الأحد، في المدن السورية الخاضعة لسيطرة الحكومة ازدادت بنسبة 20 بالمئة عما كانت عليه بالأمس، “لذا إذا كنت تتجول ستلاحظ الفرق على الفور”.

وبناء على ظروف السوق الحالية، فإن تسعير المديرية، بحسب بسام كامل، مدير الدائرة المكلفة بتحديد الأسعار، واقعية قدر الإمكان، إذ أدى الطقس البارد إلى انخفاض بيع الخضار والفاكهة، ونتيجة لذلك ارتفعت أسعارها.

وقال في حديثه لصحيفة “تشرين” المحلية”، إنه بخلاف الخيار الذي شهد ارتفاعا في أسعاره 200 ليرة عن الأسبوع السابق، فقد هبطت بعض الأسعار بسبب تحسن الأحوال الجوية وزيادة توافر بعض الأصناف الغذائية.

وبيّن كامل، أن الأسعار تتحدد بالعرض والطلب. فإذا كان هناك المزيد من العناصر المتاحة، ينخفض السعر؛ إذا كان هناك عدد أقل من العناصر، يرتفع السعر، مدعيا أن هذه المعادلة هذا نموذجية وطبيعية.

للقراءة أو الاستماع: كيف سيتأثر الاقتصاد السوري من الحرب الروسية على أوكرانيا؟

تفاوت الأسعار واضح

بشكل غير مسبوق، استيقظ أهالي اللاذقية، صباح اليوم، ليجدوا أن أسعار الخضار ارتفعت بمقدار 1000 ليرة في أسواق المدينة، مما زاد من صدمتهم عندما ذهبوا للحصول على إمداداتهم اليومية من الخضار وجدوا أن سعر البندورة وصل إلى 3000 ليرة اليوم وكان سعره أمس 2300 ليرة.

وينظر المواطنون إلى الأسعار على أنها غير مناسبة وغير عقلانية من قبل التجار. إذ باتت تباع حزمة النعناع بـ 550 ليرة ويباع قارب الفول الأخضر بـ 5000 ليرة وهو في موسمه، في حين وصلت سعر كيلو الكوسا إلى 3500 ليرة سورية.

وبلغ سعر كيلو الخيار بين 2200-3000 ليرة، والباذنجان 3000 ليرة، وفي موسمه وصل كيلو الفول الأخضر إلى  4700-5000 ليرة، فيما تراوح سعر كيلو الكوسا بين 3000 – 4000 ليرة. كما وصل سعر كيلو البطاطا المالحة لأكثر من 2700 ليرة في بعض المحال، وكيلو الملفوف بين 600 – 800 ليرة، وربطة البقدونس لأكثر من 500 ليرة، وكيلو الفليفلة الخضراء 3500 ليرة.

للقراءة أو الاستماع: اعتبارا من نيسان سيختفي دواء “بروفين” في سوريا

المواد الغذائية ضمن دائرة الارتفاع

وقال التاجر حكمت صعب، لـ”الحل نت”، إن سعر ليتر الزيت ارتفع إلى 10 آلاف ليرة. وكيلو غرام رز الشعلان إلى 6500 ليرة مبيع جملة. ووصل سعر المتة وزن نصف كيلو إلى 7400 ليرة. كما وصل سعر كيلو السمن إلى 13 ألف ليرة وهناك أنواع وصل سعر الكيلو منها إلى 14 ألف ليرة.

وصل سعر كيلو العدس إلى 4500 ليرة، والرز العادي إلى 3000 ليرة. بينما وصل سعر كيلو البرغل إلى 3500 ليرة، والفاصوليا إلى 8000 ليرة، وكيلو السكر 3 آلاف ليرة. ووفقا للتاجر، فإن الأسعار ستأخذ منحى تصاعديا، وهذا سيؤدي إلى ركود في حركة البيع والشراء.

للقراءة أو الاستماع: ما هي تبعات الغزو الروسي لأوكرانيا على المساعدات الإنسانية في سوريا؟

أسعار النشرة الحكومية

وحسب أسعار السوق ونشرة مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك، اليوم الأحد، والتي اطلع عليها “الحل نت”، فقد وصل فارق السعر بين التسعيرتين إلى أكثر من 1000 ليرة سورية لبعض أنواع الخضار.

فتبعا لنشرة أسعار المديرية، تراوح سعر كيلو البطاطا بين 1000 – 2000 ليرة حسب صنف البطاطا. وكيلو البندورة البلاستيكية نوع أول 1800 ليرة، والبندورة البلاستيكية نوع ثان 1500 ليرة، والنوع الثالث 1200 ليرة.

أما سعر كيلو الفول الأخضر فـهو 4000 ليرة، وسجل سعر كيلو الكوسا بين 2200 و2700 ليرة. والملفوف البلدي 500 ليرة، وتراوح سعر كيلو الخيار بين 1500 للنوع الثاني و2000 ليرة للنوع الأول.

أما كيلو الجزر فتراوح بين 700 و900 ليرة، وكيلو الفليفلة بأنواعها 3000 ليرة، والنعناع نوع أول 450 والنوع الثاني 350 ليرة.

ويؤكد خبراء اقتصاديون، أن تداعيات العقوبات الاقتصادية على روسيا و على الاقتصاد السوري، ستتأثر حتما وعلى عدة محاور. لا سيما بعد ارتفاع برميل النفط إلى أكثر من 100 دولار، وهذا الأمر لا يمكن أن يتحمله اقتصاد حكومة دمشق. وبالتالي ستحاول الحكومة خلال الفترة الأولى المراوغة، لكن بعد فترة قصيرة ستبدأ في رفع أسعار المشتقات النفطية أضعافا مضاعفة. وهذا عبء لن يتحمله المواطنون السوريون.

للقراءة أو الاستماع: ما هي تبعات الغزو الروسي لأوكرانيا على المساعدات الإنسانية في سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة