يشهد القطاع الطبي في سوريا تدهورا كبيرا، خاصة بعد الارتفاع الجديد في أسعار الأدوية الذي أصدرتها وزارة الصحة السورية.
حيث يواجه المواطنون صعوبة في الحصول على العديد من الأدوية بسبب ارتفاع أسعارها أو فقدانها في الصيدليات. ويبدو أنه سيكون هناك اختفاء كلي لبعض الأدوية من السوق المحلي قريبا.

سيختفي دواء “بروفين” في شهر نيسان من الصيدليات

نشر موقع “أثر برس” المحلي، اليوم، تقريرا أفاد بأن دواء “بروفين” سيختفي اعتبارا من نيسان المقبل في سوريا، دون ذكر أسباب واضحة لذلك.

وعلى لسان إحدى الصيدلانيات لموقع “أثر برس”، سيكون هناك بديل عن دواء بروفين وسيتم طرحه في الصيدليات قريبا.

وأوضحت الصيدلانية منار العلي مديرة المنصة الدوائية السورية للموقع المحلي، أن “بروفين” هـو الاسم العالمي للدواء، الذي تركيبه “ايبوبروفيـن”، وهو مضاد التهاب غير “ستيروئيدي”.

وأردفت، “أن دواء بروفين كان يتم تصنيعه ضمن سـوريا بشركة “يونيفارما” بامتياز من الشركة الأمريكية “أبوت ABBOTT”، لكن تم سحب الامتيـاز الأجنبي مـن الشركة السورية لذلك لم يعد بالإمكان تصنيعه بنفس الاسم”، ولم تذكر مديرة المنصة الدوائية السورية عن سبب سحب الامتياز من قبل الشركة الأمريكية.

وأضافت العلي، أن “أخر دفعة” من البروفين ضمن سوريا تنتهي بتاريخ نيسان/أبريل 2022، في وقت بدأت شـركة “يونيفارما” بتصنيع الدواء الذي يحمل نفـس التركيب العلمي للبروفيـن، ونفس الشكل الصيدلاني ونفس عدد المضغوطات، ولكن بغير اسم “يوني بروفـين”، وأنه يتم تحضير العيارين (400-200) من الدواء ضمن مضغوطات مغلفة بالفيلم ليس تلبيسا سكريا.

بينما لم تذكر العلي، مدى فاعلية الدواء البديل الجديد، خاصة أنه يتم تصنيعه ضمن المواصفات المحلية، دون الحصول على امتيازات أو وصفات من الشركات العالمية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول فاعلية الدواء، بالإضافة إلى عدم ذكر سبب سحب امتياز شركة “أبوت ABBOTT” الأمريكية من الشركة السورية للدواء.

قد يهمك: واقع سيء لسوق الأدوية في حلب واللاذقية

أزمة الأدوية في تفاقم

وقد صرحت وفاء كيشي، نقيب الصيادلة في سوريا، أنه بسبب المناخ الاقتصادي الحالي، لا يستطيع المواطنون تحمل الضروريات عندما يتعلق الأمر بالأدوية، فبات من الضروري عند العديد من المواطنين في البلاد باختصار الروشيتة بسبب نقص الأموال.

وأضافت رئيسة النقابة، خلال لقاء على إذاعة “ميلودي” المحلية، “نحن لسنا جزءا من اللجنة الخاصة لتسعير الأدوية التابعة لوزارة الصحة، لكننا نأمل أن يشارك الاتحاد في عملية التسعير”.

وأشارت في الوقت ذاته، إلى أنه كان من الضروري أن يرتفع سعر الأدوية، بسبب النقص في قطاعات السوق الرئيسية. بما في ذلك المضادات الحيوية وأدوية الصرع ومضادات الاختلاج. وكلها كان لا بد من سحبها من الرفوف؛ لأن الشركات توقفت عن التصنيع بسبب الخسائر.

وفي وقت سابق، قبل أيام، رفعت حكومة دمشق مجددا أسعار الأدوية بعد أقل من شهر على ارتفاع سابق بلغت نسبته 30 بالمئة.

وأعلنت وزارة الصحة رفع أسعار جميع الأدوية، دون نسبة واضحة، وقالت إن هذا الإجراء يهدف إلى “استكمال توافرها في الأسواق المحلية”.

وعن تأثير الموجة الجديدة من ارتفاع أسعار الأدوية، أوضح الباحث والمحلل الاقتصادي، رضوان الدبس، في تقرير سابق لـ “الحل نت”، “طبعا رفع الأسعار هو الحل الوحيد في يد الحكومة اليوم، وهذا الأمر من كل بد سيدفع ضريبته المواطن السوري البسيط والمعتر، في حين أن الطبقة الغنية بالتأكيد لن تتضرر، حيث اليوم 90 بالمئة من السوريين هم من الشريحة الميسورة الحال”.

وأردف الباحث الاقتصادي، “هذا الارتفاع المستمر على فترات متقطعة كلها عوامل سلبية وتعطي انطباعا عن عدم استقرار الأوضاع في البلاد، خاصة وأن مسألة رفع الأسعار من المرجح أن ترتفع أكثر في الأيام المقبلة، حيث وفقا للعاملين في المحال الصحي والطبي إن سعر الأدوية في الخارج أغلى من الداخل السوري، وهنا المقارنة صحيحة، لكن إذا قارناها بدخل المواطن في سوريا، فإن علبة الالتهاب الواحد تساوي نحو 12 بالمئة من راتبه”.

ويشهد سوق الأدوية في سوريا ارتفاعا في الأسعار بين حين وآخر، أو غياب لأنواع كثيرة من الأدوية، مع امتناع بعض المستودعات عن إمداد الصيادلة ببعضها، وتم الإعلان اليوم عن إدخال دواء جديد كبديل لدواء “بروفين” الذي يعتبر من أشهر الأدوية وأكثرها استخداما في سوريا، مما يشير إلى احتمال تكرار الأمر في أدوية أخرى.

قد يهمك: سوريا.. الأمن الدوائي في خطر ورفع الأسعار يقلل مبيعات الأدوية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.