ما هي تبعات الغزو الروسي لأوكرانيا على المساعدات الإنسانية في سوريا؟

ما هي تبعات الغزو الروسي لأوكرانيا على المساعدات الإنسانية في سوريا؟

بعد الغزو الروسي على أوكرانيا في الساعات الأولى من فجر الخميس، أمس، وسقوط العشرات من الضحايا، وموجة نزوح كبيرة للأوكرانيين نحو دول الغرب، ومنها بولندا.

وفيما يبدو أننا سنشهد في الفترة المقبلة تداعيات هذه الحرب سواء على المدى القريب أو البعيد، خاصة على دول الشرق الأوسط وأبرزها سوريا. كما تحملت سوريا خلال السنوات الماضية الكثير من تداعيات التنافس على المصالح بين الدول الكبرى وخاصة بين الولايات المتحدة وروسيا.

توجه ملايين اللاجئين الأوكرانيين إلى الغرب

بمجرد بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، سادت حالة من الذعر والخوف بين الأوكرانيين، وحركة نزوح كبيرة ظهرت من خلال المشاهد التي شاهدناها عبر وسائل الإعلام، خاصة في شوارع العاصمة كييف.

وأعلنت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر، أن بلادها مستعدة لتقديم الدعم لجيرانها، وخاصة بولندا، في حالة تدفق اللاجئين الفارين من الغزو الروسي لبلادهم.

وقالت ألمانيا، التي استوعبت الغالبية العظمى من المهاجرين الذين دخلوا أوروبا عبر تركيا ومنطقة البلقان قبل ست سنوات، إنها ستقدم أولا المساعدة للدول الحدودية التي تتحمل العبء الأولي.

بالإضافة إلى ذلك، أعلنت المفوضية الأوروبية عن استعدادها لتقديم الدعم الاقتصادي لبولندا عند الحاجة، وتقديم المساعدة لوكالة اللجوء التابعة للاتحاد الأوروبي والشرطة الأوروبية (يوروبول) ووكالة الحدود الأوروبية (فرونتكس)، وفقا لوسائل الإعلام الغربية.

كما وتستعد أوروبا لما يمكن أن يكون نزوحا جماعيا لأكثر من مليون لاجئ، فيما قدر توماش هانزاريك ، رئيس “خدمة الموظفين”، وهي شركة توظف العمال من الخارج، أن العدد الإجمالي قد يصل إلى 3 ملايين. إذ يقول المسؤولون، إن أية ضغوط أولية ستتحملها الدول الأعضاء على الحدود الشرقية للاتحاد الأوروبي، وفقا لتقرير لـ “بلومبرغ” الأمريكية.

https://twitter.com/business/status/1497201463566557184?s=20&t=900cGJ5U31hwHUUiCYSdNg

ووصف المصدر ذاته، “أن أمر الغزو الشامل من قبل الرئيس فلاديمير بوتين، تسبب في واحدة من أسوء الأزمات الأمنية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، إلى تكثيف الاستعدادات من قبل دول شرق الاتحاد الأوروبي، والتأهب لتدفق اللاجئين؛ إذ ستكون بولندا على وجه الخصوص، والتي يعيش فيها بالفعل أكثر من مليون أوكراني، نقطة الهروب الأولى للكثيرين الذين يسعون للهروب من العنف”.

كما تقول السلطات في الدول الأربع الأعضاء في الاتحاد الأوروبي المتاخمة لأوكرانيا، وهي بولندا، والمجر، وسلوفاكيا، ورومانيا، إنها مستعدة لموجات النزوح هذه.

قد يهمك: كيف سيتأثر الاقتصاد السوري من الحرب الروسية على أوكرانيا؟

أثرها على ملف المساعدات السورية؟

إن تدفق اللاجئين هذا يمكن أن يشكل حالة من الضغط على برنامج المساعدات العالمي للاجئين، والذي يستفيد منه لاجئو دول الشرق الأوسط، بما في ذلك سوريا بشكل كبير، سواء في الداخل أو في دول الجوار، من الذين داخل المخيمات.

وترى محللة شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية كيلي بيتيلو بحسب وسائل الإعلام، “أن اندلاع الحرب الروسية على أوكرانيا، سيؤدي إلى وجود أزمة إنسانية في أوكرانيا حتما وبالتالي تحويل التمويل والموارد الطارئة بشكل أكبر نحو أوكرانيا وبعيدا عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.

وحذرت بيتيلو من الأثر الذي قد تتركه زيادة الضغط على المساعدات الإنسانية على الوضع في سوريا، كما في دول المنطقة التي تستضيف أعدادا كبيرة من اللاجئين السوريين، والتي قد تواجه مزيدا من عدم الاستقرار “وربما الصراع”.

وتابعت بيتيلو أن الاقتصاد السوري يعتمد بشكل كبير على المساعدات الإنسانية وقد تأثر بالفعل بالعقوبات الأمريكية على روسيا. كما تعتمد تركيا ولبنان والأردن اعتمادا كبيرا على المساعدات الإنسانية، وهي مرهقة للغاية، ويزداد وضعها تعقيدا بسبب الوضع السياسي والاقتصادي المحلي غير المستقر”، بحسب تقارير إعلامية.

تشكل هذه الحرب الروسية ضد أوكرانيا عواقب وخيمة على ملف المساعدات الإنسانية في سوريا، مما قد يؤدي إلى حدوث “مجاعة” وزيادة معدل الفقر في سوريا بشكل أكبر، خاصة وأن 83 بالمئة من السوريين في الداخل يعيشون تحت خط الفقر، وفق تقارير أممية، و يعاني اللاجئون داخل المخيمات من أبسط مقومات الحياة، وبالتالي قد يؤدي في النهاية إلى تدفق المزيد من اللاجئين نحو أوروبا، أو حدوث كوارث بشرية وغذائية واجتماعية.

قد يهمك: هل يمتد توتر الأزمة الأوكرانية إلى سوريا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.