لا تزال الأسعار في سوريا تشهد طفرات كبيرة، من حيث ارتفاعها، في شكل يوحي أن حكومة دمشق قد فقدت السيطرة تماما على التحكم بالأسواق، وتركت الأمر لمجموعة من التجار المتحكمين بمصائر المواطنين، لتبقى تصريحات مسؤوليها ليست أكثر من كلام لا يرقى لمرحلة التطبيق.

البيضة تطرق باب الألف ليرة

جاء رمضان هذا العام مختلفا وأكثر تحديا، حيث يعتبر هذا العام هو الأسوأ منذ 2011، سيما وأنه تزامن تزامن حضوره مع الآثار الاقتصادية للغزو الروسي لأوكرانيا، إذ يكافح الناس لتلبية احتياجاتهم اليومية، ولا يستطيع الكثيرون الحصول على ما يكفي من الطعام، وإذا فعلوا ذلك، فإن ذلك لا يكفي حصولهم على التغذية التي يحتاجونها باستمرار.

في هذا السياق، ارتفع سعر مادة “بيض المائدة” في عدد من مناطق دمشق خلال اليومين الماضيين ليصل إلى 600 ليرة سورية للبيضة الواحدة، وفيما يباع البيض بسعر 450 ليرة للبيضة في محال كثيرة، وبسعر 13500 ليرة للطبق “يحتوي 30 بيضة”، فإن البعض قرر استغلال “عيد الفصح”، ليقوم برفع السعر إلى 600 ليرة بحجة أن “التجار رفعوا السعر بسبب زيادة الطلب على البيض بسبب عيد الفصح”، علما أن هذا السعر مختلف من حي لآخر، وغالبا ما تم رفعه في أحياء لا يُحتفل فيها بـ “عيد الفصح”، بحسب موقع “أثر برس” المحلي.

أما البيض “البلدي”، فقد وصل سعره إلى ألف ليرة للبيضة الواحدة في مناطق ريف دمشق الجنوبي، حيث يقول أصحاب البقاليات، إن هذا النوع من البيض قليل، وزبائنه محدودون، لذا من الطبيعي أن يباع بسعر مرتفع لكون الناس تعتقد أن فوائده الصحية أكثر من بيض المداجن، وفق تعبيرهم.

وبحسب الموقع، يرى العديد من الباعة أن احتمال زيادة الطلب على البيض الذي يدخل في صناعة عدد من الحلويات التي يتم تحضيرها للعيد، سيؤدي لارتفاعه، فالسوق لم تعد منضبطة وكل تاجر يعمل وفقا لمزاجية التجار، وإذا ما استمر قفز الأسعار بهذه الطريقة فمن المرجح أن يصل السعر إلى ألف ليرة للبيضة الواحدة إذا لم يكن هناك رقابة مشددة.

قد يهمك:توقعات بانضمام البيض لقائمة أسعار المواد الغذائية المرتفعة

البيض شهد تدرجا في الارتفاع

لم يكن ارتفاع مادة البيض حدثا مفاجئا، فهي في ارتفاع متدرج منذ بداية العام الحالي، بالإضافة للدجاج، ففي شباط/فبراير الفائت سجلت أسعار الفروج والبيض ارتفاعا كبيرا في الأسواق، حيث تجاوز سعر طبق البيض 12 ألف ليرة في المحال، والفروج ما بين 12 ألف وما فوق لكيلو الفروج المذبوح، و22 ألف ليرة وما فوق لكيلو الفروج المشوي، حسب نوعه ووزنه، بحسب متابعة “الحل نت”.

ومنذ ذلك الوقت، بدأت أسعار البيض بالارتفاع تدريجيا، وبدأ العديد من المواطنين يعتبرون أن البيض جزء من الكماليات، بعد أن تحول معظم أبناء الطبقة الفقيرة، لشراء البيض بالعدد حيث يتراوح سعر البيضة الواحدة ما بين 400 – 450 ليرة، متسائلين أنهم بعد أن امتنعوا عن شراء الألبان والأجبان، كيف لهم أن يطعموا أبناءهم البيض كوجبة للإفطار.

الجدير بالذكر، أن صناعة الدواجن شهدت انخفاضا كبيرا في سوريا، بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج، و واردات الأعلاف، وانقطاع التيار الكهربائي، وأدت جميع هذه الأسباب، إلى زيادة شبه يومية في أسعار الدجاج اللاحم والبياض، فضلا عن انخفاض القوة الشرائية للمواطنين، مما نتج عنه التخلي الكثير من الناس عن مشترياتهم، بحسب متابعة “الحل نت”.

إقرأ:ارتفاع سعر البيض السوري.. هل ينقرض الدجاج؟

هذا و لا يزال ارتفاع الأسعار في سوريا سيد المشهد الذي يؤرق كل السوريين، حيث تشهد الأسعار ارتفاعا يوميا ومتسارعا، في الوقت الذي لم تعد شريحة كبيرة من المواطنين قادرة على مجاراتها، ودون أن يكون هناك أي تصرف حكومي حقيقي يوقف ما يجري أو يحد منه على الأقل.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.