نفت مصادر خاصة لموقع “الحل نت”، الثلاثاء، أي تغيير في الوضع الميداني العسكري بمنطقتي تل رفعت ومنبج بريف حلب الشمالي، مشيرة إلى أن هناك جاهزية لدى كافة الأطراف في ظل الحديث عن العملية التركية المحتملة، ولا انسحابات روسية وفق ما تداولتها مواقع إخبارية.

والأحد الفائت، أفادت مصادر إعلامية محلية بأن الشرطة العسكرية الروسية انسحبت من مدينة تل رفعت بريف حلب بعد أن أخلت مواقعها دون سابق إنذار، وهو ما نفته مصادر متقاطعة من المنطقة.

لا وجود لـ”قسد” غربي الفرات

إلى ذلك نفى مصدر عسكري في “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، ما تداولته وسائل إعلام محلية قبل يومين، أن “قسد” رفعت أعلام حكومة “دمشق” والقوات الروسية على مقراتها العسكرية، وأخفت راياتها في ريف حلب، مشيرا أن لا وجود لـ “قسد” غربي الفرات.

وقالت مصادر “الحل نت”، إن مناطق الشهباء بريف حلب الشمالي غربي الفرات، خاضعة للنفوذ الروسي، وتسيطر عليها قوات مشتركة من حكومة دمشق، إلى جانب قوات كردية، التي تتهمها الحكومة التركية بتبعيتها ل- “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والأخيرة تنفي صلة تلك القوات بها.

في حين يسيطر “مجلس منبح العسكري”، على مدينة منبج وريفها، بعد تحريرها عام 2016 من تنظيم “داعش”، وينتشر الجيش السوري على تخوم المدينة، امتدادا من قرية عريمة على الحدود التركية في الريف الشرقي لحلب وصولا إلى معبر عون الدادات المحاذي لمنطقة جرابلس الحدودية مع تركيا.

ومنتصف تموز/يوليو 2018، أعلن “مجلس منبج العسكري” انسحاب آخر دفعة من “وحدات حماية الشعب” من مدينة منبج شمال سوريا، وذلك بموجب اتفاق بين الولايات المتحدة وتركيا في حزيران/يونيو من العام نفسه، حول “خارطة طريق” بشأن منبج القريبة من الحدود التركية، بعد تهديدات أنقرة المستمرة بشن عملية عسكرية لطرد المقاتلين الأكراد من المنطقة.

اجتماع ثلاثي لبحث التهديدات التركية

وفي 11 حزيران/يونيو الجاري، وبحضور القيادة العامة لــ “قسد” وجناحها السياسي “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، ورئاسة المجلس التنفيذي لــ”لإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، عقدت القيادات الثلاثة اجتماعا استثنائيا مشتركا بهدف تقييم الأوضاع ومناقشة التطورات في المنطقة والتهديدات التركية الأخيرة ضد شمال وشرق سوريا، ومواقف القوى الدولية وسبل مواجهة هذه التهديدات.

وأكدت قيادة “قسد”، خلال بيان صادر عن الاجتماع المشترك، جهوزيتها التامة، واتخاذ كل ما يلزم من تدابير ميدانية تعزز إمكانيات القدرة على المقاومة لأمد بعيد.

وحذر البيان، أن أية عملية عسكرية تركية جديدة ستتسبب بحدوث كارثة إنسانية أخرى، وأنها ستقوض قدرات “قسد” على الاستمرار بحملاتها في مكافحة الارهاب.

وأضاف البيان أن انشغال “قسد” بجبهة عسكرية مع تركيا في الشمال يعني فتح المجال أمام تنظيم “داعش” الإرهابي لتنشيط خلاياه وتعريض الأمن الدولي للمخاطر مرة أخرى، وسيحول التدخل التركي المنطقة من جديد إلى ساحة تستقطب مختلف العناصر المتطرفة.

إجهاض مبادرات التوصل لحل سياسي

البيان الثلاثي أشار إلى أن العملية العسكرية التركية، ستؤدي إلى إجهاض كل المساعي والمبادرات الرامية للتوصل إلى حل سياسي وفق القرارات والمرجعيات الأممية ذات الصلة، كما أنها ستخلف آثارا مدمرة على الوضع الإنسان وستتسبب بكارثة حقيقية وبموجة نزوح كبيرة بين المدنيين وستزيد من تعقيد مجمل الأوضاع الإنسانية في المنطقة، كما ركز البيان على أهمية الجهود الديبلوماسية وثبات المواقف الدولية في منع أي تدخل تركي أخر وعدم التسبب بإضاعة فرص السلام وتعزيز الاستقرار في المناطق التي تحررت من “داعش”.

واعتبر المجتمعون التهديدات التركية خطرا كبيرا لابد من أن تتعاون جميع القوى السورية والسوريين بما فيها الجيش السوري لأجل الوقوف صفا واحدا في مواجهتها، خصوصا وأنها تستهدف في جوهرها وحدة سوريا وضرب قيم العيش المشترك بين مكونات شعبها.

وكان البرلماني السوري السابق ورئيس المبادرة الوطنية للكرد السوريين، عمر أوسي، كشف في وقت سابق خلال حديث خاص لموقع “الحل نت”، عن بوادر تفاهم مشترك للتوصل لاتفاق لم يكشف تفاصيله بين حكومة دمشق و “قسد”، لمواجهة التهديدات التركية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.