أزمة الوقود المستمرة في سوريا، وارتفاع أسعارها بشكل كبير، أدى لارتفاع كبير في أجور المواصلات، وانخفاض عدد سيارات التكسي، خاصة في المدن الرئيسية، ما أدى لانتشار ظاهرة جديدة خاصة في دمشق، وهي استخدام الدراجة النارية “الموتور” بديلا للتكسي.

تكسي الموتور

تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية اليوم، نقل عن مصادر في مديرية مرور دمشق، أنه تم ضبط بعض الدراجات النارية كان يستخدمها أصحابها كـ”تكسي موتور”، في شوارع دمشق ما يدل على بدء ظهور هذه الحالة في المدينة.

وأشار التقرير، إلى أن إحدى الدراجات النارية التي كان يستخدمها صاحبها للتوصيل المأجور, تسببت بعجز لشخصين كان يقود بهما على أساس “تكسي موتور”، مبيّنا أنه خلال الشهر الحالي تم توقيف ما يقارب 200 شخص كانوا يقودون دراجات نارية غير نظامية، كما لفتت التقرير أيضاَ إلى ارتفاع معدلات الحوادث في دمشق بسبب الدراجات النارية، حيث تم تسجيل 9 وفيات خلال الشهر الحالي, وهذا الرقم كبير بسبب حوادث الدراجات النارية.

وأضاف التقرير، إن استخدام الدراجات النارية للتوصيل المأجور يُعتبر أمرا خطيرا باعتبار أنها غير مهيأة إلا لشخص واحد، إضافة إلى أنه لا تتوافر فيها مبادئ السلامة، وعدم تقيد الكثير من سائقي هذه الدراجات بشروط السلامة من ارتداء الخوذة إلى التأني في القيادة, وغير ذلك من الشروط التي يجب اتباعها أثناء قيادة الدراجة النارية، كما أن هناك الكثير من الشباب يقودون الدراجات النارية بطريقة رعناء ,وعلى الطرق الرئيسية وهذا ما يسبب وقوع الحوادث.

وبين التقرير، أن الكثير من سائقي الدراجات النارية لا يملكون شهادات قيادة، إضافة إلى أن بعضهم لا يأخذ بعين الاعتبار عدد الراكبين على هذه الدراجة، حيث يتجاوز عدد الراكبين على الدراجة أحيانا أربعة أشخاص وهذا يشكل خطرا على الجميع, على اعتبار أن الدراجة النارية غير مهيأة لهذا العدد من الركاب.

إقرأ:بعد الدراجات النارية “الطرطيرة” وسيلة نقل تفرض نفسها

الموتور والطرطيرة بدائل متوفرة

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أظهر زيادة نشاط الطلبات على الدراجات النارية في مختلف المحافظات ,والتي تعمل بنقل الركاب، وخاصة الطلاب الجامعيين، مضيفا أن الأجرة التي يتقاضاها صاحب الدراجة النارية تبلغ نحو 2000 ليرة، ويدفعها كل طالبين مناصفة للوصول إلى الجامعة، وهذا الأمر أفضل مقارنة بارتفاع تكلفة تسعيرة التكسي وغياب وسائل النقل العامة.

على جانب آخر، وفي المحافظات التي يغلب عليها الطابع الريفي، عادت “الطرطيرة” ذات العجلات الثلاث إلى الظهور بشكل لافت خلال الفترة الماضية، حسب تقرير سابق لـ”الحل نت”، ففي ريف محافظة ديرالزور وأرياف أخرى، يعتمد المزارع والفلاح عليها في نقل المحاصيل باتجاه الأسواق، إضافة إلى الاستخدامات الأخرى، نتيجة ارتفاع أجور النقل والمواصلات عموما، مقارنة مع أجورها المنخفضة.

وتساعد “الطرطيرة” في عملية التنقل للأُسر، إضافة إلى تأمين وارد مادي يساعد صاحبها في المعيشة، وهي وسيلة خفيفة سهلة الاستخدام، وليست جديدة على أبناء دير الزور وأريافها، ومعروفة منذ فترة طويلة، ولكنها عادت بقوة نتيجة ارتفاع أسعار النقل، لذلك يلجأ إليها الأهالي كونها توفّر عليهم الكثير من الأعباء المادية.

قد يهمك:“الدراجات النارية” وسيلة نقل طلاب الجامعات في سوريا

عدم توفر الوقود من جهة، وارتفاع أسعاره في السوق السوداء من جهة أخرى، دفع المواطنين للبحث عن بدائل تخفّف عنهم مصاريف التنقل، حيث تشهد أسعار الوقود ارتفاعات متتالية، فبالنسبة لأسعار المحروقات غير المدعومة في “الكازيات” مؤخرا، بلغ سعر البنزين (أوكتان 90) الجديد 3500 ليرة للتر الواحد، بعد أن كان بـ2500، في حين ارتفع سعر البنزين (أوكتان 95) من 3500 إلى 4000 ليرة، أما سعر مادة المازوت فارتفع، من 1700 إلى 2500 ليرة للتر الواحد، بحسب آخر تسعيرة أصدرتها وزارة التجارة الداخلية، في مطلع الشهر الحالي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.