يبدو أن تهديدات المشروع الإيراني في الشرق الأوسط، دفعت العديد من الدول العربية لبناء علاقات مع إسرائيل، والتي قد نراها قريبا جزء من حلف يتشكل في منطقة الشرق الأوسط بقيادة دول عربية، لمواجهة التمدد الإيراني في المنطقة، لا سيما مع احتمالية فشل الاتفاق النووي الإيراني.

علاقات سعودية إسرائيلية

بعد البحرين والإمارات ومصر وربما الأردن، كشف مسؤولون في الإدارة الأميركية عن صياغة “خارطة طريق“، يعمل عليها البيت الأبيض، لبناء علاقات بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وذلك كجزء من الاستعدادات لزيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط ،في منتصف الشهر المقبل.

ونقل موقع “واللا” الإسرائيلي الأربعاء عن أربعة مسؤولين أميركيين، دون الكشف عن هوياتهم، قولهم إن: “بايدن يعمل على تدفئة العلاقات بين الرياض وتل أبيب، ودفع اتفاقيات أبراهام نحو الأمام“.

وبحسب الموقع الإسرائيلي، فإن مسؤولين في البيت الأبيض، قدّموا الأسبوع الماضي، إحاطة مغلقة لخبراء من معاهد البحوث في واشنطن، وذكروا مصطلح “خارطة طريق للتطبيع” دون الخوض في التفاصيل.

لكن مسؤول إسرائيلي كبير، استبعد حصول “انفراجة” كبيرة نحو التطبيع مع السعودية خلال زيارة بايدن، لكنه رجح أن يتم التوصل إلى اتفاق سعودي، للسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالتحليق عبر الأجواء السعودية على متن رحلات إلى الهند وتايلاند والصين، وذلك بحسب ما نقل “واللا“.

اقرأ أيضا: محمد بن سلمان يزور أردوغان.. ما مصالح السعودية وتركيا؟

تأثير العلاقات على المنطقة

المحلل السياسي وجدان عبد الرحمن، أكد أن العديد من الدول العربية بدأت مؤخرا بإنشاء علاقات مع إسرائيل، سواء كان ذلك بشكل علني أو حتى سري بالنسبة لبعض الدول، مشيرا إلى أن ذلك سيكون له تأثيرات عديدة على المنطقة، لا سيما من الجانب الأمني.

ويقول عبد الرحمن في حديث خاص لـ“الحل نت“: “لا شك أن المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان وابنه، بعد انفتاح المملكة على العالم، غيرت سياستها الخارجية، لذلك أعتقد أننا سنشهد علاقات قوية بين إسرائيل والسعودية، وأعتقد أن التواصل السري موجود بين الجانبين“.

الجدير ذكره، أن القمة الأميركية العربية في الشهر المقبل، والمشورات الإقليمية الحالية، في ظل التهديدات الإيرانية باتت تعطي مؤشرا على تحرك ما في مواجهة هذه التهديدات، خاصة مع التمادي الإيراني في سوريا، واليمن وغيرها من الدول، فهل سيخرج الأسد من عباءة الإيرانيين نحو العرب، أم ستبقى دوافع تغيير علاقته مع إيران محصورة في وجود تحرك إقليمي حقيقي، وفاعل لتحجيم الإيرانيين.

ويعتقد عبد الرحمن أن تكون لهذه العلاقات أثر كبير على الشرق الأوسط، والملف الإيراني بالتحديد، ويضيف: “نحن شاهدنا كيف ارتبكت إيران عندما بدأت إسرائيل، بتطبيع العلاقات مع الإمارات والبحرين، وبالتالي ستؤثر على الدور الإيراني في المنطقة إن كان في العراق أو سوريا“.

ويرى محللون إن إنشاء علاقات بين إسرائيل من جهة، والسعودية وعدة دول عربية من جهة أخرى، سيلقي بظلاله على الملف السوري، لا سيما فيما يتعلق بملف انتشار ميليشيات إيران على الأراضي السورية.

وسيؤدي التقارب العربي الإسرائيلي إلى مزيد من التعاون الأمني في سوريا، وبالتالي سنشهد ربما تصاعد في وتيرة الهجمات الإسرائيلية على المواقع الإيراني في سوريا، بتأييد عربي في سبيل تحييد النفوذ الإيراني، مما قد يساعد على فكفكة التعقيدات في الملف السوري ،وبالتالي الوصول إلى حل سياسي، بحسب مراقبين

تحديات وعوائق؟

المحلل السياسي يستبعد “وجود اختلاف بين إسرائيل والسعودية في ملفات الشرق الأوسط،لا سيما فيما يتعلق بإيران، فالجانبان متفقتان على الملف النووي الإيراني، والصواريخ وملف الميليشيات، والجانبان متضرران من إيران، ولهذا سنشهد وتيرة سريعة بالنسبة لبناء الثقة بين الطرفين، للوصول إلى مرحلة التطبيع“.

والحديث عن سلام مرتقب بين السعودية وإسرائيل، جاء أول مرة في العام 2020 بعد تسريبات عن قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة سرية إلى مدينة “نيوم” السعودية، الواقعة على سواحل البحر الأحمر، التقى خلالها بولي العهد “محمد بن سلمان“، بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الأميركي “مايك بومبيو“.

وتسعى العديد من الدول العربية، وفي مقدمتها الإمارات والسعودية، إلى تشكيل ما بات يُعرف بـ“ناتو عربي“، لتشكيل منظومة دفاعية، هدفها مواجهة التمدد الإيراني في المنطقة.

حيث بدأت السعودية مؤخرا بزيارات عديدة للمنطقة، كالأردن وتركيا، فقد وصل الملك محمد بن سلمان الخميس إلى تركيا، في زيارة هي الأولى بعد قطيعة استمرت نحو أربع سنوات، لبحث الملفات الأمنية والاقتصادية في الشرق الأوسط.

وفي تمهيد لبناء العلاقات مع إسرائيل، كان بن سلمان قد أعلن في مقابلة مع مجلة أتلانتيك في آذار/مارس الماضي، أن بلاده لا ترى إسرائيل كدولة معادية، لكنها حليف محتمل لها العديد من المصالح المشتركة.

لكن ولي العهد جدد شرط المملكة العربية السعودية لقبول التطبيع مع إسرائيل، وهو “إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية” حسب تعبيره.

قد يهمك: توقيع اتفاقية لنقل الغاز من مصر إلى لبنان عبر سوريا.. هل تُنفّذ؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.