إذن، ها هي المباحثات الاستكشافية بين السعودية وإيران لإعادة العلاقات المنقطعة بين الدولتين منذ العام 2016، ترتقي إلى مستوى المحادثات الرسمية بين الطرفين على ما يبدو وفقا لتصريح رسمي من قبل وزارة الخارجية الإيرانية.

تأتي تلك التطورات بعد يوم واحد من محاولات رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، لإحياء محادثات متقدمة بين الدولتين وبعد سلسلة من المباحثات التي رعها منذ تسلمه منصب رئاسة الحكومة العراقية في العام 2020.

وبحسب تصريح لوزير الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة طهران، نقلته وكالة “رويترز” اليوم الاثنين، وتابعه موقع “الحل نت“، فأن السعودية تريد استئناف المحادثات الدبلوماسية مع طهران.

اقرأ/ي أيضا: الكاظمي من السعودية إلى إيران.. ما هي الأهداف؟

جهود عراقية

جاء ذلك بعد يوم واحد من اجراء الكاظمي زيارتين متتاليتين ابتدئها يوم السبت الماضي بزيارة إلى السعودية وتبعها في يوم الأحد التالي إلى طهران، للتشديد على أهمية “ترسيخ السلام استقرار المنطقة، وبحث عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك“، وفقا لبيان أورده مكتبه الإعلامي لموقع “الحل نت“.

تعضيدا على ذلك، كان الكاظمي قد أكد خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أنه “جرى خلال اللقاء التأكيد على دعم الهدنة في اليمن، وتعزيز جهود إرساء السلام فيها، وكذلك التأكيد على أن يكون الحل السلمي للأزمة نابعا عن الإرادة الداخلية لليمنيين ودعم الحوار لإنهاء هذه الحرب التي تضرر منها الجميع“.

من جانبه، قال المكتب الإعلامي لرئاسة الوزراء العراقية، في بيان تلقاه موقع “الحل نت” بما يتعلق بزيارة الكاظمي لإيران، أنه تمت ” “مناقشة التحديات التي تمر بها المنطقة، واتفقنا على العمل معا للمشاركة في تهدئة الأجواء بمنطقتنا“.

في حين كشف الدبلوماسي الإيراني السابق ومدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية، أمير موسوي، يوم الأحد الماضي، عن ملفات بيد رئيس الحكومة العراقية خلال زيارته إلى العاصمة الإيرانية طهران.

اقرأ/ي أيضا: الكاظمي في السعودية.. ما علاقة إيران؟ 

أربع ملفات مهمة

موسوي قال في تغريدة على تويتر تابعها “الحل نت“، إن “دولة رئيس الوزراء العراقي السيد مصطفى الكاظمي يصل إلى طهران الآن قادما من السعودية وبيده ملفات مهمة، منها ملف مساعيه الحميدة لترطيب الأجواء بين طهران والرياض وأربعة ملفات مهمة أخرى“.

وفي 8 حزيران/يونيو الجاري، أعلن الكاظمي أن “المباحثات الإيرانية السعودية التي تجرى في بغداد وصلت إلى مراحل متقدمة“.

وترعى بغداد منذ العام الماضي، مباحثات استراتيجية بين إيران والسعودية جرى آخرها في نيسان الماضي، يسعى من خلالها إعادة تفعيل العلاقة وخفض التوتر في المنطقة، والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات أبرزها الحرب باليمن والبرنامج النووي لطهران.

وعن تلك المباحثات، كان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين قد كشف في وقت سابق من شهر نيسان/أبريل الماضي، عن استضافة بغداد للجولة الخامسة من المحادثات الاستكشافية بين إيران والسعودية، مشيرا إلى أن الأجواء كانت إيجابية.

سياق المفاوضات

وانتهت الجولة الخامسة من المباحثات بين السعودية وإيران في بغداد بأجواء إيجابية، كما قال حسين لوكالة الأنباء العراقية “واع” وتابعه موقع “الحل نت“، وتركزت على النقاط الخلافية، وأبرزها الحرب على اليمن والبرنامج النووي الإيراني.

واستئنافت طهران والرياض جولات الحوار الاستكشافية في العاصمة العراقية بغداد، بعد تعليقها من قبل إيران في آذار/مارس الماضي، دون إبداء أسباب للقرار الذي جاء في وقت كان من المقرر أن تبدأ فيه جولة جديدة من المفاوضات.

وانتهت الجولة الخامسة من المباحثات بـ“أجواء إيجابية أثارت آمالا لدى البلدين في اتخاذ خطوات نحو استئناف العلاقات“، بحسب المعلومات التي نقلتها مصادر إيرانية حينها.

وعقد الجانبان جولة المحادثات الخامسة بمشاركة مسؤولي عراقيين وعمانيين رفيعي المستوى، لعبوا دورا مهما في ترتيب اجتماعات مشتركة بين الطرفين.

خطوة مهمة

بالمقابل، شارك في الجولة مسؤولون رفيعو المستوى من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئيس جهاز الاستخبارات السعودية، بوصفهم ممثلين عن البلدين.

كما أن، الأجواء الإيجابية التي انتهت بها الجولة الخامسة شكلت خطوة نحو استئناف العلاقات الثنائية، وسط ترجيحات بعقد جولة محادثات في المستقبل القريب بين وزيري خارجية إيران والسعودية.

وكان العراق أول من كشف عن عقد مفاوضات مباشرة بين طهران والرياض، حيث أعلن الرئيس العراقي، برهم صالح، في أيار/مايو الماضي، أن بلاده استضافت أكثر من جولة حوار بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية.

اقرأ/ي أيضا: مسؤول في الخارجيّة: «السعودية تريد أن ترى أفعالًا» من المحادثات مع إيران

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة