من السعودية، استهل رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي جولته الإقليمية، حيث وصل اليوم السبت، إلى العاصمة الإيرانية طهران، في زيارتين تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة وبحث الملفات الإقليمية.
 
جولة الكاظمي استبقت جولة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الشرق الأوسط، والتي سيلتقي خلالها عدد من قادة الدول العربية ومنها العراق خلال منتصف الشهر الجاري في السعودية، بحسب الديوان الملكي السعودي، والتي تهدف إلى خفض التوتر في المنطقة ومناقشة عدد من ملفات المصالح الأجنبية، حيث من المتوقع سيستبقها بزيارة إلى أوروبا وإسرائيل.
 
توقيت الزيارة فتح باب السؤال، عن الدور الذي يحاول الكاظمي تأديته وسط المعادلة الدولية والإقليمية، التي تشهد حالة من التدافع والتوتر لا سميا بين الغريمين في المنطقة السعودية وإيران، اللتان تخوضان محادثات استكشافية لإعادة العلاقات بين الجانبين التي انقطعت منذ العام 2016، برعاية عراقية.

اقرأ/ي أيضا: الكاظمي في السعودية.. ما علاقة إيران؟ 

تحالف إقليمي ضد إيران؟

على نقيض آخر، تتحدث تقارير عن أن التحركات تمضي في إطار حراك دولي وإقليمي يهدف إلى عقد سياسي جديد في المنطقة يعمل على الحد من النفوذ الإيراني الذي بات يهدد مصالح المنطقة ويشكل خطرا داهما من خلال الهجمات التي تشنها طهران عبر وكلاءها ضد السعودية والإمارات، فضلا عن إيجاد حل ناجع لإنهاء الحرب في اليمن.
 
وفي محاولة لموقع “الحل نت“، للوقوف على أبعاد وأهداف الجولة الإقليمية للكاظمي، تحدث مع المحلل السياسي علي البيدر، وقال في تصريح خاص إن “زيارة الكاظمي إلى كل من طهران والرياض تهدف إلى تنشيط المباحثات بين السعودية وإيران، بعد تراجع العلاقات ووصولها إلى مستويات قياسية بين الطرفين، فضلا عن بحث الملفات المشتركة مع تلك البلدان والعراق“.
 
ويعتقد البيدر أن “العراق يسعى من خلال حراك الكاظمي تجاه تلك الدول إلى أن لا يكون قطبا في معادلة الصراع الإقليمي والدولي، والبقاء على مسافة واحدة من الجميع، لذلك ربما سوف يطلب الكاظمي من طهران من تخفيف حدة الضغط على العراق وجعله يبتعد عن تلك المعادلة“.
 
واستدرك أن “الزيارة من المحتمل ستركز أيضا على مناقشة بعض القضايا التي تتعلق بتصدير النفط وحصص العراق، لذلك ربما ستمثل فرصة لاستثمارها لمناقشة الملفات المتعلقة بين الجانبين، وضمان عدم انعكاساتها على العراق“.


واستبعد البيدر أن يكون لزيارة دورا أو مساحة لمناقشة الأزمة السياسية في العراق وملف تشكيل الحكومة، قائلا إنه “ما أضفا أهمية على الزيارة استباقها للقمة الدولية المرتقبة، ولغرض ما ذكر أعلاه، أما فيما يتعلف بمشاكل العراق الداخلية فهي بمعزل عن هذه الزيارة“.

اقرأ/ي أيضا: قيس الخزعلي يلوح لانتخابات مبكرة.. هل بات قرار حل البرلمان العراقي جاهزا؟

نتائج الزيارة

وكان مكتب الكاظمي الإعلامي قد كشف في بيان تلقاه موقع “الحل نت“، في وقت متأخر من ليل أمس السبت، تفاصيل الزيارة، حيث تمت مناقشة جملة من القضايا والملفات ذات الاهتمام المشترك.
 
كما بحث اللقاء بحسب البيان، أهمية تطوير العلاقات بين الجانبين بما يحقق مصالح شعبي البلدين الشقيقين، كذلك ناقش الجانبان عددا من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وجهود ترسيخ السلام والتهدئة في المنطقة“.
 
وركز اللقاء على تدعيم التكامل الاقتصادي، والتعاون البيني بما يعزز التنمية المستدامة في المنطقة، ويقوي الجهود الثنائية لمواجهة الأزمات الاقتصادية، فضلا عن الدور البارز للعراق في تقريب وجهات النظر في المنطقة، والدفع بجهود التهدئة والحوارات البناءة إلى الأمام.
 
ويرعى الكاظمي، منذ اللحظة الأولى لتسلمه منصب رئاسة الوزراء عام 2020، مباحثات استراتيجية بين الطرفين، يسعى من خلالها إعادة تفعيل العلاقة التي انقطعت منذ العام 2016 بين البلدين، وخفض التوتر في المنطقة، واضفاء حالة من الاستقرار لبلاده.

العراق ودوره في المباحثات الإيرانية السعودية

في إطار تلك المحاولات كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في وقت سابق من شهر نيسان/أبريل الماضي، عن استضافة بغداد للجولة الخامسة من المحادثات الاستكشافية بين إيران والسعودية، مشيرا إلى أن الأجواء كانت إيجابية.
 
وانتهت الجولة الخامسة من المباحثات بين السعودية وإيران في بغداد بأجواء إيجابية، كما قال حسين لوكالة الأنباء العراقية “واع” وتابعه موقع “الحل نت“، وتركزت على النقاط الخلافية، وأبرزها الحرب على اليمن والبرنامج النووي الإيراني.
 
واستئنافت طهران والرياض جولات الحوار الاستكشافية في العاصمة العراقية بغداد، بعد تعليقها من قبل إيران في آذار/ مارس الماضي، دون إبداء أسباب للقرار الذي جاء في وقت كان من المقرر أن تبدأ فيه جولة جديدة من المفاوضات.
 
وانتهت الجولة الخامسة من المباحثات بـ“أجواء إيجابية أثارت آمالا لدى البلدين في اتخاذ خطوات نحو استئناف العلاقات“، بحسب المعلومات التي نقلتها مصادر إيرانية حينها، في حين لم يتم تحديد موعدا للجولة القادمة.
 
وعقد الجانبان جولة المحادثات الخامسة بمشاركة مسؤولي عراقيين وعمانيين رفيعي المستوى، لعبوا دورا مهما في ترتيب اجتماعات مشتركة بين الطرفين.

اقرأ/ي أيضا: العراق.. تطمينات حكومية بشأن الأمن الغذائي

حضور رفيع المستوى

بالمقابل، شارك في الجولة مسؤولون رفيعو المستوى من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني ورئيس جهاز الاستخبارات السعودية، بوصفهم ممثلين عن البلدين.


كما أن، الأجواء الإيجابية التي انتهت بها الجولة الخامسة شكلت خطوة نحو استئناف العلاقات الثنائية، وسط ترجيحات بعقد جولة محادثات في المستقبل القريب بين وزيري خارجية إيران والسعودية.
 
وقطعت الرياض العلاقات مع طهران في عام 2016 بعد أن اقتحم محتجون إيرانيون السفار السعودية في العاصمة الإيرانية، احتجاجا على إعدام رجل دين شيعي في السعودية.
 
وجاءت الخطوة بعد أن أعدمت السعودية 81 رجلا في أكبر عملية إعدام جماعي منذ عقود، ونددت طهران بعمليات الإعدام التي قال نشطاء إنها شملت 41 شيعيا، وبدأت السعودية وإيران، اللتان تخوضان صراعات إقليمية بالوكالة، محادثات مباشرة العام الماضي، في محاولة لاحتواء التوتر.
 
وكان العراق أول من كشف عن عقد مفاوضات مباشرة بين طهران والرياض، حيث أعلن الرئيس العراقي، برهم صالح، في أيار/مايو الماضي، أن بلاده استضافت أكثر من جولة حوار بين السعودية وإيران خلال الفترة الماضية.

اقرأ/ي أيضا: صعود “دكتاتورية” الحلبوسي.. آخرُ ضحاياه ضابط عراقي رفيع

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة