“يعاملنا الجميع كما لو كنا متسولين” بهذه الكلمات، تتحدث روجين ميش، وهي لاجئة سورية تقيم مع زوجها وأبنائها في ولاية ديار بكر، جنوب شرقي تركيا، عن معاناتها كعائلة سورية لجأت للولاية واستقرت فيها منذ ثماني سنوات.

وتضيف، أنها لا تستطيع أن تمشي بشكل مريح في الشارع، حيث ينظر الغير إليها نظرة سيئة، موضحة أنها لا تشعر بالأمان على الإطلاق بسبب ذلك، بينما باتت اليوم ترتدي ملابس تشبه ملابس النساء التركيات حتى لا يتم تمييزها على أنها سورية.

وتعيش العائلة في حي باغلار، وهو أحد الأحياء الفقيرة في ديار بكر، حسب ما ذكره تقرير نشر، أمس الأربعاء، على موقع “atolyebia” التركي.

العنصرية امتدت للأطفال في المدرسة

لم تقتصر المواقف العنصرية على ما تعرضت له روجين، بل امتد الأمر إلى أبنائها، حيث تقول: إن “أبنائها الثلاثة في المدرسة، وقد تعرضوا بإحدى المرات لكلام عنصري من زملائهم، حيث كان أصدقاء أتراك لهم يقولون، لماذا أتيتم من سوريا، سوف تفسدون هذا المكان أيضاً؟ ليعود الأطفال للمنزل وهم يبكون”.

وخلال السنوات الماضية، كان قد تعرض العديد من الطلاب السوريين في مدارس تركيا لمواقف عنصرية أثرت على متابعة الطلبة السوريين لتحصيلهم العلمي.

وفي أكتوبر من عام 2019، أقدم طفل سوري يقيم مع عائلته في ولاية كوجالي على الانتحار بعد تعرضه لمواقف عنصرية من زملائهم في المدرسة.

للقراءة أو الاستماع: العنصرية ضد السوريين بتركيا: ماذا تفعل المعارضة السورية لمواجهة جرائم الكراهية؟

ماذا تقول نقابة المحامين في ديار بكر؟

حسب التقرير الوارد في موقع “atolyebia” فإن المحامي المسؤول عن مركز حقوق الإنسان في نقابة المحامين في ديار بكر، ديار جيتدير، يقول: إن “اللاجئين في ديار بكر محرومون من عدة حقوق، كما أنهم في نفس الوقت غير مدركين لهذه الحقوق”.

ويضيف، يخاف اللاجئون من التقدم إلى مؤسسات الدولة لسببين وهما، تخوفهم من الترحيل، أو لا يمكنهم التعبير عما يريدون لأنهم لا يتقنون اللغة.

وبسبب ما سبق، يلتزم اللاجئون بالصمت عندما يواجهون معاملة سيئة، وفق المحامي.

للقراءة أو الاستماع: بعد القبض على قتلة نايف النايف.. هكذا يواجه اللاجئون السوريون العنصرية في تركيا

أعداد السوريين في ديار بكر

حسب آخر إحصائية رسمية، فإن عدد اللاجئين السوريين في ديار بكر يصل إلى 24 ألفا و201 لاجئا سوريا.

وتأتي ديار بكر في المرتبة الثامنة عشر من حيث أعداد السوريين الموزعين على عدة ولايات تركية.

وتعتبر الولاية الواقعة جنوب شرقي تركيا، من الولايات القليلة التي تحتضن لاجئين سوريين مقارنة بالولايات الكبرى مثل إسطنبول وغازي عنتاب وبورصة وهاتاي وغيرها.

للقراءة أو الاستماع: هجوم بالفأس على منزل سوريين بإسطنبول.. ما مصير العنصرية ضد اللاجئين في تركيا؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.