تداعيات الحرب والفساد الحكومي في سوريا انعكست على الحياة العامة، وعلى مختلف القطاعات الخدمية، ففي القطاع الطبي، عانت المشافي والمراكز الطبية خلال السنوات الماضية من دمار في البنية التحتية، ونقص كبير في الكوادر الطبية، وفساد إداري وطبي، وكعادتها تدعي الحكومة بقيامها بإصلاحات وتحديثات في هذا القطاع، ومؤخرا ما تقول عنه أنه تطوير في “مشفى المواساة”، أحد أقدم مشافي سوريا وأكبرها.

مجمع إسعافي ومهبط طيران

تقرير لصحيفة “الوطن” المحلية اليوم الإثنين، قال إنه افتتح أمس الأحد مجموعة من المشاريع التطويرية في مشفى “المواساة” بدمشق، حيث تزويده بتجهيزات حديثة، وتعديلات متعلقة بالشروط الصحية، تمكن من استقبال المرضى وإجراء العمليات الجراحية المطلوبة التي يحتاجها أي مريض مجانا عند دخوله قسم الإسعاف.

وقال رئيس الوزراء السوري، حسين عرنوس، الذي افتتح المشاريع، أن تكلفة التطوير في المشفى بلغت نحو 2 مليار ليرة سورية.

أما بالنسبة للمشاريع الجديدة في المشفى، فقد تم افتتاح مجمع إسعافي في المشفى بسعة 172 سريرا ومدرج أكاديمي، ومهبط طائرة حيث يقدم الخدمة الإسعافية للمواطنين من مختلف المحافظات.

كما تم تحديث قسم الإسعاف الجراحي بسعة 82 سريرا، وخمسة أسرة عناية مركزة، وافتتاح قسم الأمراض الأذنية للرجال ضمن الشعبة الأذنية بسعة 25 سريرا، و4 غرف عمليات تقدم كل الخدمات العلاجية والجراحية لأمراض وجراحة الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الرأس والعنق، إضافة إلى عيادة تسكين الآلام المزمنة التي لا يمكن معالجتها بالطرق والجراحات التقليدية ولاسيما آلام الأورام المتقدمة وحالات الانضغاط الرقبي والعمود الفقري تقدم خدمات مجانية للمرضى عبر اختصاصيي التخدير.

كما تم إعادة تأهيل المدرج الأكاديمي بالمشفى بسعة 300 مقعد وتجهيزه من الناحية التقنية، لنقل العمليات الجراحية مباشرة إلى المدرج وإقامة الفعاليات العلمية المختلفة، إضافة إلى افتتاح مركز استقبال مؤتمت مرتبط مع أقسام المعلوماتية في الإسعاف والعيادات ومختلف أقسام المشفى يقدم خدماته لكل مراجعي المشفى من مرضى ومعاملات إدارية تتعلق بالقبول وشهادات الوفاة والتقارير الطبية عبر تزويد المراجعين ببطاقة إلكترونية تنظم دخولهم وخروجهم من المشفى والخدمات المقدمة لهم، بحسب “الوطن”.

إقرأ:المشافي السورية قائمة على أكتاف الممرضين.. أين دور الأطباء؟

المواساة يعاني من السمسرة

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أشار إلى أنه في بعض الأحيان، يتم نقل بعض المرضى من قسم الإسعاف في مشفى “المواساة”، إلى مشافي خاصة بدمشق، بالاتفاق مع بعض المسعفين مقابل نسبة مالية معينة عن كل مريض يتم تحويله.

وتتم عمليات النقل إلى المشافي الخاصة، بعدة حجج من قبل المسعفين إما لعدم وجود أماكن، أو بمحاولة إقناع المريض بأنه لن يلقى العلاج بشكل كبير إلا في مستشفى خاص.

قد يهمك:دمشق: دواء مفقود في المشافي وفي الصيدليات بمليون ليرة

نقص في الأطباء يعوضه الممرضون

هجرة الأطباء، وسفرهم للعمل في عقود خارج سوريا، تسبب بنقص كبير في الكوادر الطبية، ما جعل المشافي الحكومية تعتمد بشكل رئيسي على الممرضين، الذين يعتبرون الفئة الأكثر تعرضا للظلم في القطاع الصحي السوري.
وأشار تقرير سابق لـ “الحل نت”، أن عمل المشافي الحكومية يقع على عاتق الممرضين، حيث يعمل الممرض بمهمات مختلفة، ولكن بنفس الأجور المنخفضة.

وبين التقرير أن عدد الممرضين في سوريا يقارب 150 ألف ممرض، وهو غير كاف ولا يوجد إقبال على المهنة بسبب تدني الأجور حيث يعمل الممرض بمعدل 9 ساعات يوميا مقابل 120-100 ألف ليرة سورية، وفي مقابل ذلك هناك عدد كبير من خريجي التمريض دون وظائف حتى الآن.

وكان طبيب من أحد المشافي الحكومية بدمشق، قال في اتصال هاتفي لـ”الحل نت”، في وقت سابق، إن وجود عدد من خريجي التمريض، بدون وظائف، يرجع إلى ضعف موارد الحكومة المالية لتوظيف عدد من الممرضين الأخرين في المشافي، لأنه بالكاد يمكن أن يغطي رواتب الطاقم الطبي الحالي.

وبين الطبيب، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن الممرضين يؤدون عدة مهام بشكل مرهق داخل المستشفيات الحكومية، نتيجة قلة الكادر الطبي بشكل عام من أطباء وفنيين وممرضين، مشيرا إلى أن عدد الأطباء قليل في المشافي وخاصة الحكومية منها، لذا يعمل الطبيب اليوم نيابة عن عمل ثلاثة أطباء تقريبا، نتيجة وجود العديد من الحالات المرضية مقارنة بقلة الأطباء.

وأكد الطبيب، أنه بسبب تدني أجور القطاع الطبي، يميل الكثيرون للهجرة خارج سوريا، حتى بعض الممرضين يذهبون إلى مناطق شمال شرقي سوريا، حيث الأجور هناك أفضل مقارنة بالأجور في مناطق حكومة دمشق، وبالمثل، من يجد فرصة له خارج البلاد فلا يتردد أبدا، لأن المستقبل هنا أصبح مجهولا والحياة المعيشية صعبة جدا.

إقرأ:تصرفات صادمة في دمشق.. سمسرة بنقل المرضى من المشافي العامة إلى الخاصة

هذا ولا تقتصر مشكلات القطاع الطبي على البنية التحتية، ونقص الكوادر، فبالإضافة لذلك، هناك الكثير من النقص في الأدوية، وخاصة المتعلقة بالأمراض المزمنة، كما برزت خلال السنوات الماضية حالات عديدة من تزوير بطاقات الأطباء وانتحال الشخصيات لأطباء وممرضين، من أجل تحصيل مكاسب مادية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.