مرة أخرى تتكرر أزمة الوقود في العراق، في مشهد يخشى الناس من أن يرافقهم في حياتهم، فهي المرة الرابعة التي تتجدد بها الأزمة في البلاد بغضون 6 أشهر.

إذ تشهد العاصمة العراقية بغداد ومعظم محافظات الوسط والجنوب أزمة وقود حادة، وعجز الكثير من سائقي السيارات من تعبئة عجلاتهم بالبنزين، ما تسبب بزحامات كبيرة عند محطات الوقود، دون جدوى.

اليوم الأربعاء، كشفت وزارة الداخلية العراقية، عن سبب أزمة الوقود، وأرجعته إلى تهريب المشتقات النفطية من قبل بعض الأشخاص إلى إقليم كردستان العراق.

المتحدث باسم الوزارة، خالد المحنّا، قال لوكالة الأنباء العراقية “واع”، إن “الفترة الماضية كانت هناك أزمة وقود في بغداد وبعض المحافظات لقيام بعض الأشخاص بتهريب المشتقات النفطية الى إقليم كردستان”.

توجيهات من الكاظمي

المحنا أضاف، “كان لوزارة الداخلية دور كبير وبارز في إحباط الكثير من شبكات التهريب بالتنسيق مع نقاط التفتيش في مناطق قيادات العمليات”.

وبين، أن القائد العام للقوات المسلحة، مصطفى الكاظمي، أصدر توجيهات يإشراك قيادات العمليات في واجبات مشتركة لمكافحة تهريب المشتقات النفطية، وجرى التنسيق بشأن ذلك.

وأردف، أنّ هناك حملة كبيرة لمنع تسريب الوقود أو المنتوجات النفطية إلى إقليم كردستان، مرجحا أن يكون هناك إنهاء لشح الوقود في بغداد وبعض المحافظات خلال الأيام المقبلة.

المحنا لفت، إلى أن أصحاب محطات الوقود يقومون بخزن بعض كميات الوقود لغرض تسربها وبيعها في السوق السوداء، مؤكدا “ضبط الكثير من هذه المحطات بالإضافة إلى ضبط عدد كبير أيضا من الصهاريج”.

إلى ذلك، أعلنت خلية “الإعلام الأمني” في بيان، الاربعاء، عن تمكن “عمليات بغداد” من ضبط ساحة “مرآب” و4 عجلات حمل لتهريب المشتقات النفطية بجانبي الكرخ والرصافة في بغداد.

وعادة ما تتوفر في محطات تعبئة الوقود نوعين من الوقود، الأول هو العادي والثاني هو المحسّن، لكن الأول يبتعد معظم أصحاب السيارات عن استخدامه لرداءته، ناهيك عمّا يتسببه من ضرر على العجلة نفسها.

السبب الحقيقي للأزمة

بحسب مصادر “الحل نت” الخاصة، فإن أزمة الوقود سببها شحة توفر الوقود لدى المحطات الأهلية التي يفوق عددها المحطات الحكومية بأضعاف.

وكانت الحكومة العراقية، فرضت إجراءات عقابية على أصحاب محطات تعبئة الوقود الأهلية ممن وصفتهم بـ”المخالفين”، في خطوة منها للسيطرة على أزمة الوقود التي تتسع مؤخرا.

في وقت سابق، اتهمت وزارة النفط بعض أصحاب محطات الوقود الأهلية بالوقوف وراء أزمة الوقود؛ لأنهم “يفتعلون الأزمات على حساب المواطن والوزارة لأهداف ومصالح ضيقة، ولا يقومون بتوفير الوقود للمواطنين بشكل منتظم”.

وكانت مصادر “الحل نت” الخاصة، أفادت بأن سبب أزمة الوقود، وجود خلافات بين الأحزاب السياسية المسيطرة على معظم محطات تعبئة الوقود الأهلية وبين الأحزاب المتنفذة في داخل وزارة النفط.

وبينت المصادر، أن الخلافات سببها عدم رضوخ الجهات المتنفذة في وزارة النفط إلى الأحزاب التي تسيطر على المحطات الأهلية بتزويدها بكميات أكثر من التي تستحقها

لافتة إلى أن الأحزاب التي تسيطر على المحطات الأهلية مقربة من إيران، وعادة ما تهرب كمية من الوقود بطرق غير شرعية لإقليم كردستان وخارج البلاد، لكن امتناع الوزارة عن تزويد تلك المحطات بكميات أكبر دفع بها لغلق أبوابها أمام الناس.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة