رغم انخفاض استهلاكه إلى أدنى المستويات، من قبل معظم العائلات السورية نتيجة ارتفاع الأسعار، ما يزال اللحم بمختلف أنواعه يواصل كسر جميع الأرقام القياسية في أسعاره ضمن الأسواق السورية، لتسجّل الأسعار ارتفاعا جديدا تزامنا مع قدوم عيد الأضحى.

نشرة جديدة للأسعار

رئيس جمعية اللحامين في العاصمة دمشق أدمون قطيش، أعلن عن نشرة أسعار جديدة للحوم في المحافظة، حيث تمّت دراستها من قِبل جمعية اللحامين، وبناء على هذه الدراسة، تم عقد اجتماع مع المكتب التنفيذي في محافظة دمشق منذ أربعة أيام، وتم إصدارها بعد توقيعها الأربعاء من محافظ دمشق.

ونقلت صحيفة “الوطن” المحلية نشرة الأسعار الجديدة الخميس، “حيث بلغ سعر كيلو هبرة الغنم عواس، نسبة الدهن فيها 25 بالمئة 32500 ليرة، وكيلو مسوفة لحم الغنم، نسبة الدهن فيها 50 بالمئة بسعر 26000 ليرة، كما تم تحديد كيلو هبرة لحم العجل بسعر 29500 ليرة، وكيلو مسوفة لحم عجل بسعر 19000 ليرة، إضافة إلى أنه تم تحديد كيلو شرحات أو موزات لحم بقر بسعر 26000 ليرة“.

قد يهمك: أسعار فلكية لملابس عيد الأضحى في سوريا

،وأرجع قطيش في تصريحات للصحيفة المحلية، ارتفاع الأسعار في النشرة الجديدة، إلى “ارتفاع التكاليف، التي تزداد بشكل دائم، ومستمر والتي تتضمن ارتفاع أسعار الأعلاف، وتكاليف النقل وأسعار المحروقات إضافة لعودة التهريب مجددا“.

“عين الحكومة” على الحوالات

قطيش اعتبر أن زيادة الحوالات المالية القادمة من دول اللجوء، خلال فترة العيد، ستكون سببا في ارتفاع الإقبال على شراء اللحوم والأضاحي، مشيراً إلى أن الإقبال على الأضاحي هذا العام من الممكن أن يزداد بنسبة 25 بالمئة عن العام الماضي.

وكشف قطيش عن عمليات تهريب للحوم، إضافة إلى ذبح الأغنام الصغيرة المخصصة للتربية، معتبرا هذا الأمر “أخطر من تهريبها بكثير“، وأكد أن عمليات التهريب تتم من محافظتي دمشق وريفها باتجاه حمص وحماة، ومن ثم إلى دول الجوار.

كما حذّر من ارتفاع آخر لأسعار اللحوم الحمراء خلال وقفة العيد، لكنه وصف هذا الارتفاع بـ“الضئيل“، وذلك بسبب ازدياد الطلب.

اللحوم الحمراء

ويعتبر الارتفاع الأخير في أسعار اللحوم جنونيا، فقبل ثلاث سنوات، كان يُباع كيلو لحم الغنم القائم “قبل الذبح” بمبلغ 3000 ليرة، أما الآن فقد ارتفعت الأسعار بمعدل يصل إلى عشرة أضعاف، وهو ما جعل معظم العائلات لا تفكر في الأصل، أو تجرؤ على شراء اللحم.

ويؤكد لحّامون في سوريا أن: ” الغلاء الفاحش أصاب هذا القطاع بنسبة عالية من الجمود، ما أدى لتوقف العديد من زملاء المهنة عن العمل، بعد بيعهم لمعداتهم، وتسليم المحال المستأجرة لأصحابها.

ويقول أنس دباغية، وهو لحّام يعمل في حلب لـ“الحل نت“: “من يشتري اللحوم الحمراء حاليا، هم المواطنون الميسورون، ونسبتهم لا تتجاوز 10 بالمئة فقط، إن لم تكن أقل، نسب البيع تراجعتْ، لذلك لجأنا لبيع لحم الفروج، إلى جانب اللحم الأحمر“.

وألغت معظم العائلات السورية اللحوم الحمراء، من قائمة المواد الغذائية في منازلهم، واتجهوا إلى البدائل، لا سيما لحم الدجاج الأبيض الذي يُعد أرخص، نوعا ما، من اللحوم الحمراء، فيما يؤكد البعض أنه لا يقوى حتى على شراء لحم الدجاج في ظل الارتفاع المستمر، في أسعاره هو الآخر.

وساهمت أزمة المحروقات التي تعيشها البلاد، في ارتفاع أسعار معظم السلع، والخدمات في البلاد، وذلك في وقت لا يحصل فيه أصحاب المِهن والمنشآت على مخصصات كافية من المحروقات لإنجاز عملهم.

اقرأ أيضا: البنزين يُفرغ جيوب السوريين.. رسوم وضرائب جباية؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.