مع اقتراب عيد الأضحى، يتوقع أن ترتفع أسعار اللحوم والأضاحي إلى أرقام غير مسبوقة، إذ يشتكي التجار من غلاء الشحن والنقل والأعلاف، وعلى الرغم من ذلك، ما زالت الآمال معلقة من أجل زيادة المبيعات، خلال الفترة المقبلة، مع حصول المواطنين في سوريا على الحوالات المالية من ذويهم خارج البلاد.

تهريب الأضاحي يزداد في سوريا

في حديث جديد، علق رئيس جمعية اللحامين في دمشق وريفها، أدمون قطيش، على ارتفاع أسعار اللحوم في سوريا بقوله: إن “نشرة الأسعار الجديدة للحوم في دمشق درستها جمعية اللحامين، وعلى أساس هذه الدراسة انعقد لقاء مع المكتب التنفيذي في محافظة دمشق قبل أربعة أيام، وصدر بعد توقيعه أمس الجمعة من محافظ دمشق”.

وأكد قطيش، بحسب موقع “أثر برس” المحلي، أن أسعار اللحوم في النشرة الجديدة ارتفعت عن الأسعار في النشرة السابقة، ولكن رغم ذلك يعتقد أنها أقل من السعر الحقيقي، لأن كيلو لحم الضأن الحي يكلف ما بين 15.5 و 16 ألف ليرة في السوق حاليا، بينما قُدرت أسعار اللحوم في النشرة استنادا إلى دراسة أسعار الخراف الحية بـ 14 ألفا.

وعزا قطيش ارتفاع الأسعار في النشرة الجديدة، إلى ما تم تحمّله من نفقات إضافية في ظل الارتفاع المستمر، حيث شملت هذه النفقات زيادة أسعار العلف، ونفقات النقل، وأسعار البنزين، بالإضافة إلى عودة التهريب.

وأشار إلى أن عمليات التهريب تتم من محافظات دمشق وريفها باتجاه حمص وحماة، ومن ثم إلى الدول المجاورة، وأن المشكلة الأخطر بكثير من التهريب، هي ذبح وبيع الأغنام الصغيرة المخصصة للتربية.

ارتفاع الطلب بسبب الحوالات

ونظرا لزيادة وصول الحوالات المالية خلال فترة ما قبل إجازة عيد الأضحى، توقع قطيش ارتفاع الطلب على الحيوانات التي يتم التضحية بها بشكل كبير خلال فترة العيد، مشيرا إلى أن الطلب على الأضاحي هذا العام في سوريا، قد يرتفع بنسبة 25 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.

وقال رئيس جمعية اللحامين في دمشق وريفها، الآن هناك 700 رأس غنم، وما يقرب من 70 رأس من العجول، يجري تجهيزها يوميا في المسلخ الفني في دمشق، ومن المتوقع أن يزداد العدد أول أيام العيد وأن يصل العدد لأكثر من 20 ألف ذبيحة سواء أكان خروفا أم عجلا، إضافة لما يذبح خارج المسالخ ليصل عدد ما يذبح بالمجمل في دمشق لأكثر 150 ألف ذبيحة.

وحسب الموقع، ختم أدمون قطيش، رئيس جمعية اللحامين في دمشق ووريفها، بالقول: “من المحتمل أن نشهد ارتفاعا في أسعار اللحوم الحمراء خلال إجازة العيد، ولو بنسبة بسيطة، بالتزامن مع زيادة الطلب على اللحوم”.

وبحسب نشرة الأسعار الجديدة لجمعية اللحامين في دمشق، فقد “بلغ سعر كيلو هبرة الغنم عواس، نسبة الدهن فيها 25 بالمئة 32500 ليرة، وكيلو مسوفة لحم الغنم، نسبة الدهن فيها 50 بالمئة بسعر 26000 ليرة، كما تم تحديد كيلو هبرة لحم العجل بسعر 29500 ليرة، وكيلو مسوفة لحم عجل بسعر 19000 ليرة، إضافة إلى أنه تم تحديد كيلو شرحات أو موزات لحم بقر بسعر 26000 ليرة“.

بيوت بلا أضاحي

رغم انخفاض استهلاكه إلى أدنى المستويات، من قبل معظم العائلات السورية نتيجة ارتفاع الأسعار، ما يزال اللحم بمختلف أنواعه يواصل كسر جميع الأرقام القياسية في أسعاره ضمن الأسواق السورية، لتسجّل الأسعار ارتفاعا جديدا تزامنا مع قدوم عيد الأضحى.

ويعتبر الارتفاع الأخير في أسعار اللحوم جنونيا، فقبل ثلاث سنوات، كان يُباع كيلو لحم الغنم القائم “قبل الذبح” بمبلغ 3000 ليرة، أما الآن فقد ارتفعت الأسعار بمعدل يصل إلى عشرة أضعاف، وهو ما جعل معظم العائلات لا تفكر في الأصل، أو تجرؤ على شراء اللحم.

ويؤكد لحّامون في سوريا، أن: ” الغلاء الفاحش أصاب هذا القطاع بنسبة عالية من الجمود، ما أدى لتوقف العديد من زملاء المهنة عن العمل، بعد بيعهم لمعداتهم، وتسليم المحال المستأجرة لأصحابها.

وألغت معظم العائلات السورية اللحوم الحمراء، من قائمة المواد الغذائية في منازلهم، واتجهوا إلى البدائل، لا سيما لحم الدجاج الأبيض الذي يعد أرخص، نوعا ما، من اللحوم الحمراء، فيما يؤكد البعض أنه لا يقوى حتى على شراء لحم الدجاج في ظل الارتفاع المستمر، في أسعاره هو الآخر.

وساهمت أزمة المحروقات التي تعيشها البلاد، في ارتفاع أسعار معظم السلع، والخدمات في البلاد، وذلك في وقت لا يحصل فيه أصحاب المِهن والمنشآت على مخصصات كافية من المحروقات لإنجاز عملهم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.