على غرار مدينة الطب التي وضع حجر أساسها في العراق مطلع ستينيات القرن الماضي، وبمحاولة لدعم القطاع الصحي في البلاد، أعلن مستشار رئيس الوزراء العراقي، صباح عبد اللطيف، تخصيص جزء من أرض معسكر الرشيد لبناء مدينة طب ثانية.

ويعمل العراق على تحويل أرض معسكر الرشيد في العاصمة بغداد إلى متنزه يعد الأكبر من نوعه، بهدف المساهمة في التخفيف من التغيرات المناخية التي تتعرض لها البلاد نتيجة اتساع الأراضي الصحراوية. 

المشروع الذي سيمتد على مساحة تتجاوز 12 مليون متر مربع، سيكون جزءا منه لبناء مستشفى بسعة ألف سرير وهي مدينة طب ثانية، ومن المحتمل أن يكون مبنى لوزارة الدفاع بدون تعارضات في العمل“، بحسب عبد اللطيف. 

مستشار الكاظمي أوضح في تصريح لوكالة الأنباء العراقية “واع”، وتابعه موقع “الحل نت“، أن “العمل الآن في المعسكر هو رفع الأنقاض كما أن شركة دولية ستباشر بالمشروع بعد رصد المبالغ له”.

كما بين أن “المشروع جزء من جملة أعمال يتم العمل عليها الآن، وضمن خطة تم وضعها لإعادة إحياء بغداد، مثل ترميم وتأهيل نصب التحرير وسط العاصمة وساحة الأمة والمطعم التركي“، مشيرا إلى أن “العمل حاليا جاري لترميم ساحة النسور”.

اقرأ/ي أيضا: عَمّه زعيم حزب إسلامي.. الكشف عن هوية المرشح لوزارة الصحة العراقية

تدهور القطاع الصحي في العراق 

بالمقابل تظهر إحصائيات، أن نحو 190 مستشفى حكوميا شيدت في العراق بين عامي 1956 و2001 تتوزع في أنحاء العراق، بينها 45 توجد في العاصمة بغداد.


غالبية هذه المستشفيات ضخمة وذات قدرات استيعاب كبيرة جدا، وبينها مستشفى الرشيد العسكري ومستشفى غالب بن عبد الله الليثي العسكري أيضا الذي أغلق بعد حل الجيش السابق، ونهبت محتوياته ما بعد العام 2003.

في حين أن عدد المستشفيات الحكومية التي شيدت بعد عام 2003 تسعة فقط، بينها أربعة بتمويل من منظمة الأمم المتحدة والجيش الأميركي، مقابل وجود 235 مستشفى خاصا.

اتساع القطاع الصحي الخاص على حساب القطاع الحكومي، يعكس واقع اعتبار القطاع الصحي استثمارا جيدا في العراق، علما أن هذه المستشفيات تقدم خدمات طبية بكلفة باهظة، ما يجعل روادها من أصحاب الدخل المرتفع، في وقت يعيش أكثر من ربع الشعب العراقي تحت خط الفقر، بحسب إحصائية رسمية حديثة.

فيما لا يقتصر فقر القطاع الصحي في العراق على شحة المستشفيات ورداءتها، بل أن هناك نقصا كبيرا في الكوادر الطبية، إذ تكشف إحصائية أن عدد الأطباء في البلاد لا يتجاوز 27 ألفا، مع وجود نقص حاد في تخصصات محددة مثل؛ التخدير وطب الأعصاب وجراحة المسالك البولية، وأن القدرة الاستيعابية للمستشفيات لا تزال أقل من 45 ألف سرير، وهو رقم غير منطقي في بلد يسكنه أكثر من 40 مليون شخص.

بالمقابل، تقدر حاجة البلاد إلى نحو 300 مستشفى، في وقت يجب هدم نحو 80 مستشفى باتت غير صالحة للاستخدام، كما أن إحصاءات رسمية تشير إلى أن نسبة الأطباء في العراق لا تتجاوز 0,8 لكل ألف مواطن، والممرضين 2,1 لكل ألف مواطن، أما عدد أسرة المستشفيات فتبلغ 1,1 لكل ألف مواطن.

اقرأ/ي أيضا: الصحة العراقية تتحدث عن “تصاعد خطير” بإصابات الحمى النزفية

تحويل المعسكر لمسطح أخضر

 يشار إلى أن أمين بغداد عمار موسى كاظم، قد أعلن في وقت سابق، الشروع بتحويل معسكر الرشيد لمسطح أخضر بدعم عدد من الوزارات الساندة بناء على توجيهات رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي.‏

وذكر بيان للأمانة ورد لموقع “الحل نت“، أن “أمين بغداد اطلع ميدانيا على أعمال رفع الركام في معسكر الرشيد من قبل الجهد الآلي والبشري لأمانة بغداد والجهد الهندسي لوزارة الدفاع وكذلك آليات وزارة النفط“.


أمين بغداد قال حينها، إنه “إشارة إلى توجيهات رئيس مجلس الوزراء أثناء زيارته لمبنى أمانة بغداد لتحويل معسكر الرشيد إلى مسطحات خضراء، باشرت أمانة بغداد بتهيئة الجهد الآلي والبشري لرفع الركام المتكدس في معسكر الرشيد“.


وتابع أن “هناك اجتماعات عديدة جرت بمكتب رئيس مجلس الوزراء بالتنسيق مع الجهات الأخرى ذات العلاقة من وزارة الدفاع والوزارات الأخرى الساندة، وباشرت أمانة بغداد مع الوزارات الأخرى برفع الركام من هذه المنطقة والعمل مستمر لغاية تصفيرها“.


وأشار إلى أن “هناك تنسيقا مع وزارة الدفاع لتنفيذ مخطط تصميمي للمكان لوجود منشآت عائدة لها، وهناك تنسيق عال من خلال تشكيل لجان مشتركة لغرض دراسة الموقع وإعداد مخطط تصميمي متكامل لهذه المنطقة، لتضم شوارع وطرق رئيسية وسيكون أغلب التصميم عبارة عن مسطحات خضراء تكون متنفس لأهالي العاصمة بغداد“.

اقرأ/ي أيضا: الصحة العراقية “قلقة” من تصاعد إصابات “أوميكرون” بدول الجوار

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة