تقنين الكهرباء، واستمرار انقطاعاتها المستمرة، بالتزامن مع رفع أسعار فواتير الكهرباء، والوضع الاقتصادي المتدهور وانخفاض مستوى الدخل بشكل غير مسبوق، دفع بعض السوريين لمحاولات للحصول على الكهرباء بطرق غير مشروعة رغم ما تحمله من مخاطر جسدية وقانونية، إضافة إلى استمرار سرقات شبكات وأسلاك الكهرباء بقصد بيع محتوياتها النحاسية.

وفاة خلال سرقة كهرباء

تقرير لموقع “تلفزيون الخبر” المحلي، اليوم، نقل عن مدير كهرباء دمشق، هيثم الميلع، وفاة شخص أثناء محاولته سرقة مركز كهرباء في مساكن برزة شرق دمشق، جراء عودة التيار الكهربائي.

وبحسب الميلع، فإنه في الساعة الثانية بعد منتصف الليلة الماضية، عاد مركز الكهرباء قرب مدرسة عبد القادر المازني من التقنين وكان هناك شخصين بالمركز يحاولان فك وسرقة النحاس وأمراس الارتباط، حيث قام الأهالي بالاتصال بالطوارئ ليخبروهم عن اشتعال حريق بالمركز المذكور.

وأشار الميلع، إلى أنه عند وصول الإطفاء وإخماد الحريق تبين وجود شخص على سطح المحولة محروق ومتوفي، وذلك خلال محاولته السرقة، أما الآخر فهرب قبل إصلاح المحولة وإعادتها لوضعها الطبيعي.

إقرأ:تدهور الكهرباء في مناطق الساحل السوري بسبب السرقات والأمطار

التعدي على الشبكة لم يتوقف

تقرير سابق لـ”الحل نت”، أوضح أن السرقات والتعدي على شبكات الكهرباء لم تتوقف منذ سنوات، حيث يعاني سكان مختلف المدن السورية، من تدهور في قطاع الكهرباء، وذلك بسبب قلة الطاقة الواردة من الشركة العامة للكهرباء، إضافة إلى الانتشار الواسع لسرقة الأكبال الكهربائية، في ظل عجز الحكومة عن حل هذه المشكلة.

تقدر قيمة هذه المعدات بمبالغ كبيرة، كون مادة النحاس غالية الثمن، حيث يقدر كيلوغرام الواحد بـ 70 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 15 دولارا.

وأشار التقرير إلى تورط موظفين وعمال في وزارة الكهرباء بسرقة الأسلاك والأكبال الكهربائية، حيث تم إلقاء القبض على العديد منهم في مناطق مختلفة، بعد ثبوت تورطهم في سرقة الأكبال الكهربائية، كما باتت بعض المرافق، وخاصة المدارس هدفا للصوص الكابلات ومولدات الكهرباء ومنظماتها.

قد يهمك:“300 مليار ليرة” خسائر الكهرباء في حمص

خسائر كبيرة

وزارة الكهرباء السورية قدرت في العام 2021 تكلفة إعادة بناء الإنتاج والنقل في القطاع بـ 2.4 مليار دولار، إذ وصل تقنين الكهرباء في سوريا، خلال العام ذاته إلى عشر ساعات لكل ساعة أو نصف ساعة من الكهرباء.

وعليه ستبقى مناطق الحكومة السورية تواجه مصاعب في كيفية الحصول على ما يكفي من الوقود لتشغيل محطات الطاقة التي تديرها، وستواصل ترقيع شبكة الكهرباء، بما أن داعمي الحكومة يرفضون الاستثمار بشكل مكثف في دعم الشبكة.

وفي مقابل كل ذلك، عملت وزارة الكهرباء على رفع أسعار فواتير الكهرباء، فقد أظهرت فواتير استهلاك الكهرباء مؤخرا، الارتفاع الكبير الذي طرأ على فواتيرها، فقد وصلت فواتير الكهرباء الصادرة في الدورتين الأخيرتين، إلى مبالغ تجاوزت 20 ألف ليرة سورية، بعد أن كانت لا تتجاوز مبلغ 3 آلاف ليرة سورية في الدورات الصادرة.

إقرأ:القنيطرة: سرقات متكررة من لصوص المدارس والمدراء في دائرة الاتهام

وفي نيسان/أبريل الفائت، صدرت فواتير كهرباء بتسعيرة جديدة، على الرغم من التقنين لساعات تكون معها الكهرباء نادرة معظم الأحيان، وبينت هذه الفواتير أن معظم المستهلكين الذين استهلكوا 1500 كيلو واط، وصلت قيم فواتيرهم بعد التعرفة الجديدة لحدود 16 ألف ليرة بدلا من 6100 حسب التعرفة السابقة، في حين أن من استهلك 2000 كيلو واط بلغت قيمة فاتورته 77500 ليرة بدلا من 12 ألف حسب التعرفة السابقة، في حين وصلت قيمة الفاتورة ذات الاستهلاك 2500 كيلو واط إلى 130 ألف ليرة بدلا من 18 ألف ليرة، بحسب تقرير سابق لـ”الحل نت”

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.