مع استمرار ارتفاع الأسعار في سوريا، انضمت النشاطات الصيفية، إلى قائمة السلع والخدمات “المحرّمة” على الفقراء، وأصحاب الدخل المحدود، الذين اشتكوا غلاء الخدمات في المنشآت السياحية في مناطق الساحل السوري، لا سيما خلال فترة الأعياد.

أسعار عيد الأضحى

الأسعار المرتفعة أفشلت العديد من المخططات للعوائل السورية، التي كانت تخطط قضاء عطلة العيد على شاطئ البحر في اللاذقية، إذ تؤكد هرة وهي مهجّرة من ريف حلب، إنها “لطالما كانت تحلم بأن تقضي عطلة العيد الصيفية على شاطئ البحر إلا أن ارتفاع إيجارات الشاليهات التي وصل سعر بعضها في المدينة إلى 800 ألف ليرة، جعل حلمها يغرق في البحر!” وذلك بحسب ما نقلت صحيفة “الوطن” المحلية.

وبحسب ما نقلت الصحيفة المحلية الثلاثاء، فإن ارتفاع الأسعار شمل جميع المناطق السياحية، منها “البسيطة” و“وادي قنديل“، التي كانت تعرف بأنها ملاذ للفقراء وبعيدة عن المدينة.

وتبدأ أجور الشاليهات في المنتجعات الصيفية ذات التصنيف السياحي 5 نجوم، من 700 ألف ليرة سورية، “والغرف الفندقية حسب الإطلالة، والسعة تتراوح بين 350 – 850 ألف ليرة، والسويت بحوالي 1.15 مليون ليرة في أحد المنتجعات بالمدينة، مع الإشارة إلى أن الحجوزات متوقفة حاليا، لأن نسب الإشغال 100 بالمئة في جميع الفنادق، والمنتجعات خلال عطلة عيد الأضحى” وفقا لما نقلته الصحيفة.

قد يهمك: اعتراف رسمي بالعجز أمام أزمة المواصلات في سوريا.. هذه التفاصيل

من جانبه اعتبر وزير السياحة محمد رامي مارتيني، أن الموسم السياحي هذا العام “مبشّر وجيد“، ولم يتأثر لا بالعاصفة الأخيرة التي ضربت المحافظة قبل أيام، ولا برفع تعرفة الكهرباء للمنشآت المعفاة من التقنين الكهربائي.

وأوضح مارتيني في تصريحات لـ“الوطن“، أن رفع أسعار الكهرباء شمل 5 بالمئة فقط من المنشآت السياحية وليس جميع المنشآت، ويزيد الرسم الكهربائي بما يقارب سعر التكلفة على المنشآت التي تشترك بخط معفى من التقنين.

ومنذ دخول فصل الصيف شهدت المنتجعات الصيفية والمسابح، ارتفاعا بنسبة تجاوزت 50 بالمئة مقارنة بأسعار العام الماضي.

التوجه نحو المزارع

نتيجة لهذه الأسعار التي تتزامن مع ارتفاع أسعار المحروقات، وصعوبة تنقل السوريين للوصول إلى أماكن السياحة في سوريا، سجلت المزارع في سوريا ارتفاعا في الإقبال على استئجارها مؤخرا.

والمزرعة في سوريا هي عبارة عن فيلا صغيرة، وأصبح تأجيرها تجارة رائجة من قبل أصحابها في فصل الصيف، والمناسبات والعطل الرسمية، حيث يفضل البعض استئجار مزرعة بسبب توفرها في الأرياف، لا سيما في المحافظات البعيدة عن البحر.

وتختلف الأسعار من منطقة لأخرى، وتلعب الخدمات المقدمة داخل المزرعة دورا في تحديد سعر إيجارها اليومي، في حين يكون للكهرباء الدور الأكبر في تقييم إيجار المزرعة، وذلك فيما إذا توفرت مولدة كهربائية داخلها.

من جانبه أكد صلاح قريش، وهو صاحب مزرعة في ريف حلب إن الإقبال على المزارع هذا العام ارتفع بشكل كبير في مدينة حلب، وذلك بسبب عدم رغبة معظم العوائل التوجه إلى الساحل بسبب ارتفاع المحروقات.

وقال قريش في اتصال هاتفي سابق مع “الحل نت“: “أسعار الإيجارات ارتفعت هي الأخرى، بسبب ارتفاع تكلفة تجهيزات المسابح والمحروقات اللازمة لتشغيل المولدات، فضلا عن تجهيزات غرف النوم والمطابخ، بالتأكيد لن تستطيع جميع العائلات تحمل تكاليف استئجار مزرعة“.

ويؤكد خبراء اقتصاديون، أن أزمة المحروقات في سوريا مؤخرا مرتبطة، بتراجع الإمداد الروسي لسوريا بالنفط، بعد غزو أوكرانيا، في حين تراها إيران فرصة للضغط على دمشق عبر المشتقات النفطية، لتحصيل مكاسب، متعلقة بالقطاعات الاقتصادية لا سيما في الكهرباء.

اقرأ أيضا: ارتفاع أسعار اللحوم في سوريا قبل عيد الأضحى

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.