في خضم الحديث عن تفاقم أزمة الغذاء في سوريا، وفشل الجهات المعنية في إيجاد آلية مناسبة لإيصال رغيف الخبز إلى العائلات السورية، تتحدث حكومة دمشق عن تحسين إنتاج مادة الخبز في البلاد، فما قصة هذه الوعود، وهل تمهد الحكومة لرفع الأسعار؟.

فيتامينات ومعادن؟

مديرة التخطيط والتعاون الدولي في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك السورية روزالي سعدو، أكدت أن الوزارة تستعد لتنفيذ خطة تحسين منتج الخبز، حيث سيتم إدخال مغذيات دقيقة ترفع القيمة الغذائية وتحسن الواقع الغذائي، المبني على أسس ركيزة، لرغيف الخبز الذي يشكل العنصر الأساسي على المائدة السورية.

وأشارت سعدو في تصريحات نقلها موقع “البعث ميديا” المحلي الإثنين، أن: “الخطة سيتم تنفيذها بعد إنجاز كافة الدراسات الضرورية، وذلك بالتعاون مع الشركاء في الجهات الحكومية، والمنظمات الدولية والإنسانية التي أدرجت مشروع المغذيات الدقيقة ضمن خطتها الاستراتيجية للعام الجاري“.

وبحسب سعدو فإن تكلفة هذا المشروع تصل إلى المليارات، بهدف تحسين سوية الغذاء، وتعزيز الصحة الجسدية والذهنية للمواطنين في إطار المعايير العالمية، حسب قولها.

وتشهد البلاد منذ أشهر أزمة في توزيع مادة الخبز، في مؤشر يرسم واقعا معيشيا قاتما، مع ارتفاع صعوبة الحصول على الرغيف في سوريا، في حين يتخوف الأهالي من هذه الخطط، التي قد تكون مؤشرا أو تمهيدا لرفع أسعار الخبز خلال الفترة القادمة.

قد يهمك: الصيف في اللاذقية.. ليلة العيد على البحر أكثر من مليون ليرة

وبحسب تقارير سابقة لـ“الحل نت” فإن: “ربطة الخبز المكونة من 12 رغيفا، تُباع على بعد أمتار قليلة من المخابز بأربعة آلاف ليرة، أي عشرة أضعاف سعرها المدعوم، وبكثير من الأريحية، وعلى عينك يا تاجر“.

وأزمة بيع الخبز هي أزمة قديمة، عجزت الحكومة خلال الفترة الماضية، عن ضبط عمل الأفران، ومنع تصدير الخبز إلى الباعة المتجولين، الذين يتحكمون بالأسعار بعد نفاذ الخبز من الأفران.

ويضطر الأهالي للتوجه إلى الباعة المتجولين، للحصول على الخبز بشكل أسرع، وذلك بسبب الازدحام الكبير والطوابير الطويلة أمام المخابز، حيث يضطر المواطن للوقوف حتى خمس ساعات يوميا للحصول على مخصصاته من المادة.

أزمة غذاء قاسية

خطر داهم يحيط بالسوريين إزاء أزمة غذاء قاسية تنتظرهم خلال الفترة المقبلة، فالأمر يتجاوز تأمين رغيف الخبز, الذي يحتاج القمح المنهك بفعل الغزو الروسي لأوكرانيا.هذه الأزمة وإن كانت تتخطى حدود سوريا لتصل إلى العالمية، غير أن سوريا كبلد يعاني من الحرب وإرهاصاتها، سيكون وقع تلك الأزمة كبيرا عليها، بما يتجاوز حدود التقديرات الدولية التي حذرت مؤخرا وبشكل متكرر من “مجاعة” تهدد السوريين.

في سوريا، يشعر الأشخاص الأكثر ضعفا، و الذين يعتمد نظامهم الغذائي بشكل كبير على الخبز المصنوع من القمح بالتأثير السلبي للأزمة الأوكرانية على الأمن الغذائي، ومع دخول البلاد عامها الثاني عشر من الركود الاقتصادي، وصلت الاحتياجات الإنسانية إلى أعلى مستوياتها، حيث ساهم السياق الاجتماعي والاقتصادي المتدهور في أن يعيش حوالي 90 بالمئة من السكان في فقر، ووصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات تاريخية مرتفعة حيث يقدر أن 60 بالمئة من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

عموم سوريا في خطر

في هذه الظروف الحرجة، وكما هو الحال في بلدان أخرى في المنطقة، تختبئ بوادر الصراع على الغذاء وراء مخاوف من “مجاعة” تهدد ملايين السوريين، مع تحول سوريا إلى دولة مستوردة بعد أن كانت مصدرة ولا سيما للقمح خلال السنوات الماضية.

نشأت المخاوف مع أزمة أوقفت الإمدادات من روسيا نتيجة لغزوها أوكرانيا، ثم حظرت الهند تصدير القمح، الذي كان يُنظر إليه على أنه بديل لتأمين الاحتياجات المحلية من الحبوب للبلد الذي مزقته الحرب.

قد يهمك: اعتراف رسمي بالعجز أمام أزمة المواصلات في سوريا.. هذه التفاصيل

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.