مع تفاقم الأزمة الاقتصادية وارتفاع مستويات التضخم في سوريا، لا يبدو أن القطاع الرقمي، والتكنولوجي آخذا في التطور داخل البلاد، وذلك مع ارتفاع أسعار الأجهزة الإلكترونية، ما جعل سوريا تتحول إلى مكب لنفايات العالم الرقمية.

عميد كلية الهندسة المعلوماتية في دمشق صلاح دوجي أكد في تصريحات لصحيفة “الوطن” المحلية، أن التحول الرقمي في سوريا، يواجه تحديات عديدة، أبرزها العائق الاقتصادي فيما يتعلق بامتلاك الأجهزة الحديثة من قبل الأهالي.

أسعار مرتفعة

وأكدت الصحيفة أن أرخص سعر لجهاز حاسوب محمول، يبدأ من 450 ألف ليرة سوريا، و يكون- الجهاز- مستعمل، و يصلح لفئة تلميذ مدرسة ابتدائي وإعدادي أي بمواصفات بسيطة وذات جودة منخفضة جدا.

وأشار تقرير الصحيفة الذي نشرته الخميس، إن أسواق الحواسيب، تشهد تراجعا في بيع الحواسيب المكتبية (الديسكتوب)، بسبب انقطاعات الكهرباء الطويلة، والتكلفة الكبيرة، لذا فإن أغلب الموجود والمطلوب، هو الجهاز المحمول “اللابتوب”، وكانت الأسعار كالتالي:

 الحواسيب التي تستطيع خدمة طلاب الجامعة بما يخص المشاريع العملية، فتبدأ من 1.2 مليون ليرة، وهي تصلح للأعمال الإدارية وتصفح الأنترنت، وتطبيقات البريد الإلكتروني.

قد يهمك: عيد باهت في حلب.. والعائلات تشتري “من قريبه”

أما أسعار حواسيب طلاب الجامعة، فتنقسم إلى قسمين: بحسب الاختصاص، وعدد سنين الدراسة.

 فبالنسبة لطلاب المعلوماتية، فهم يحتاجون حواسيب ذات مواصفات قوية لأنهم يستخدمون برامج، وتطبيقات تحتاج حتما إلى هذه المواصفات، وأقل سعر للحاسوب بهذه المواصفات يبلغ 2.5 مليون ليرة بحسب الصحيفة المحلية.

أما عن الأجهزة التي يحتاجها طلاب هندسة العمارة والهندسة المدنية، فتلك الأجهزة يجب أن تتمتع بمواصفات قوية، وبالتالي فإن أسعارها تبدأ من 3 مليون ليرة صعودا.

أما بالنسبة للحواسيب الاحترافية جدا مثل أجهزة الألعاب، والتي تستخدمها الشركات الهندسية الضخمة، فأسعارها تصل إلى ١٨ مليون ليرة.

سوريا مكب نفايات؟

مؤخرا تحولت سوريا لمكب نفايات إلكترونية لعديد من الدول، نتيجة ارتفاع الأسعار، حيث حذر رئيس جمعيّة المخلّصين الجمركيين إبراهيم شطاحي، من انتشار الحواسيب المستعملة منتهية الصلاحية التي تدخل كنفايات إلى سوريا، ويتم إعادة تصنيعها لتصبح صالحة للاستخدام مرة أخرى، إضافة إلى مواد أخرى من معدّات ومستلزمات.

ولفت رئيس جمعية المخلّصين الجمركيين بدمشق وريفها إلى “وجود عروض بيع مستودع كامل بأرخص الأسعار وخاصة في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تسيّر الشركات فيها حسب القاعدة العالمية بأن للجهاز عمرا افتراضيا يجب تنسيقه قبل نهاية عمره“.

تجارة رائجة

ولاقت هذه الأجهزة رواجا في سوريا بسبب انخفاض أسعارها، والحاجة الملحة للحواسيب، لا سيما بين فئة الشباب وطلاب الجامعات.

ويلجأ هؤلاء إلى الأجهزة المستعملة المعاد تصنيعها، نتيجة الارتفاع الهائل في أسعار الحواسيب الجديدة.

وفي اتصال مع “الحل نت” أكدت الطالبة الجامعيّة بدمشق مها (فضلت الكشف عن اسمها الثاني)، أنها اضطرت لشراء حاسوب من سوق دمشق المستعمل.

وأضافت مها خلال مكالمة هاتفيّة: “اشتريت الجهاز بمبلغ 500 ألف ليرة سوريّة، وينقصه بعض القطع، انا مضطرة لاستخدام حاسوب من أجل الدراسة، الحاسوب الجديد يتجاوز سعره في أفضل الأحوال مليون ليرة“.

وأصبحت تجارة هذه الحواسيب والقطع رائجة في سوريا، وهنالك العديد من المحال التجارية التي تعمل بها، إضافة إلى عشرات المجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة ببيع وشراء هذه الحواسيب.

ويزداد الوضع الاقتصادي سوء في سوريا، تزامنا مع انهيار قيمة العملة السوريّة، فضلا عن انهيار المستوى الخدمي والمعيشي، ما يدفع الأهالي إلى خيارات أقل تكلفة في كافة مجالات الحياة.

اقرأ أيضا: سوريا.. فواتير وهمية في سوق الهال وفروقات جنونية بالأسعار

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.