بعد انقطاع لمدة ثلاثة أشهر، عاودت الطائرات الحربية الروسية استهدافها لمنطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب، وعلى ما يبدو بدأت تظهر علامات التوتر الروسي التركي، الذي كان يتوقعه مراقبين بسبب الانزعاج الروسي من أنقرة عقب موافقتها على دخول فلندا والسويد إلى حلف “الناتو”، فهل سنشهد مناطق ساخنة بإدلب خلال الفترة المقبلة؟

تزامنت الغارات الروسية مع أحداث سياسية أبرزها موافقة تركيا على انضمام فلندا والسويد إلى حلف “الناتو”، إضافة لاستقدام أنقرة تعزيزات عسكرية برية، إلى مناطق ريف حلب الشمالي، فما هي أهداف موسكو من التصعيد الجديد؟

غارات روسية

ناشطون محليون قالو لموقع “الحل نت”، إن “ثلاثة طائرات حربية روسية، تناوبت على قصف ستة مواقع تقع على مقربة من التمركز العسكري التركي في منطقة جبل الزاوية جنوب محافظة إدلب”.

وأضاف الناشطون، أن “الطائرات الروسية استهدفت بـ 11 غارة جوية، محيط قرى شنان، وبنيين، والروحية، وببلدة البارة، وبلدة سرجة ومحيطها، وسط تحليق لطائرات استطلاع روسية في سماء المنطقة”.

وأوضح الناشطون، أن “جميع الغارات الروسية، لم تسفر عن وقوع إصابات بشرية، حيث اقتصرت الأضرار على المادية فقط”.

أهمية ستراتيجية

مصدر عسكري من “الجيش الوطني” المعارض المدعوم من أنقرة، قال لموقع “الحل نت”، إن “الغارات الروسية استهدفت مواقع حساسة بالنسبة للقوات التركية وفصائل المعارضة السورية، حيث تعتبر قريبة من مواقع تمركز القوات الحكومية السورية في مدينة معرة النعمان”.

وأشار المصدر، إلى أن “المواقع المستهدفة هي مداخل رئيسية لمنطقة جبل الزاوية، وإن أرادت روسيا السيطرة على الجبل، فتعتبر تلك القرى والبلدات هي الأولوية لها، في الحملة العسكرية”.

ونوه المصدر، بأن “تركيا عملت خلال السنوات الماضية، على إنشاء أربعة قواعد عسكرية في تلك القرى، أكبرها في قرية الرويحة المطلة على طريق حلب – دمشق”.

جبل الزاوية هدفا لروسيا

المحلل السياسي حسن النيفي قال لموقع “الحل نت”، إن “التصعيد الروسي ضد جبل الزاوية، هو هدف قديم تحاول موسكو تحقيقه وفقا لمنهج القضم وتهجير السكان كلما سمحت لها الفرصة”.

وأكد النيفي، أن “موافقة تركيا على انضمام فلندا والسويد هي مزعجة لروسيا، ولكن الروس على الرغم من ذلك سيحرصون على ما تبقى من العلاقات مع تركية، خشية من أن تذهب أنقرة إلى أبعد من ذلك تجاه الغرب”.

وأشار النيفي في حديثه إلى أن، “التصعيد العسكري خلال الفترة الأخيرة من قبل روسيا على مناطق إدلب، غايته الرد الغير مباشر على العملية العسكرية التي تتهيأ لها تركيا باتجاه تل رفعت وربما منبج”.

ولم يستبعد النيفي، أن “تقوم روسيا والنظام بحملة عسكرية موازية للعملية التركية بهدف احتلال جبل الزاوية، لتصبح بعدها مدينة إدلب تحت مرمى القوات الحكومية السورية”.

وتشهد محافظة إدلب، تصعيد عسكريا من قبل القوات الحكومية السورية، والطائرات الروسية، حيث استهدف الجيش السوري بأكثر من 40 قذيفة صاروخية ومدفعية مواقع عدة جنوب وشرق المحافظة، فيما استهدفت روسيا بعشرات الغارات الجوية عبر طائرتها، أكثر من 16 منطقة في ريفي إدلب وحلب بحسب ناشطون محليون.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.