لا تزال أزمة المواصلات مستمرة؛ الأمر الذي بات يؤرق السوريين بشكل كبير بسبب قرارات حكومة دمشق غير المدروسة، من رفع أسعار المحروقات تباعا من حين لآخر، فضلا عن عدم التزويد بالكميات اليومية المخصصة من المازوت لوسائل النقل (السرافس)، إلا أن القرار الأخير بتسيير نحو 5 باصات خلال العطلة على خطوط دمشق الداخلية، قد يحدث أزمة مواصلات حادة.

دمشق تعمل بنصف طاقتها

استراتيجية تغطية العاصمة السورية دمشق خلال العيد، كشف عنها مدير عام شركة النقل الداخلي بدمشق موريس حداد، خلال حديثه لصحيفة “الوطن” المحلية، أمس الأربعاء، فبهذا الشأن وبهدف تغطية كافة الخطوط في المدينة، والمنطقة المحيطة بها خلال عطلة العيد، مع الحيلولة دون فقدان الوقود، سيتم تشغيل نسبي للباصات حسب حاجة كل خط وفي حال الحاجة يتم التدخل عبر السائقين المناوبين في الشركة.

وعن الباصات الجديدة التي حصلت عليها دمشق من الصين والبالغ عددها 30 باصا، أشار حداد إلى أن جميعها أخذت أرقاما وخضعت لتفتيش فني للتأكد من جاهزيتها للخدمة، إلا أنها لن تعمل حتى تحصل على بطاقات المحروقات وتخصيص سائقين لها، وخلال الإجازة، من المرجح أن تعمل 5 باصات على خطوط دمشق الداخلية.

وقال مدير عام شركة النقل الداخلي بدمشق، انه سيتم اليوم الخميس، عقد اجتماع مع الجهات الهندسية اللازمة للمرور لبحث توزيع الخطوط وإمكانية فتح المزيد من الخطوط داخل المحافظة.

وكشف حداد، أن الشركة طرحت بطاقات سنوية ونصف سنوية وشهرية معقولة الكلفة، مشيرا إلى أنه تم حسم أسعار للمصابين وأسر الشهداء وكبار السن، لافتا إلى أنه، تم تشكيل لجنة وتم إصدار كتاب إرشادات في شأن تفعيل آلية الدفع الإلكترونية.

وأوضح حداد، أن عدد الحافلات العاملة في الشركة بلغ 138 حافلة مع الباصات التي تم استلامها حديثا، بالإضافة لـ130 حافلة للقطاع الخاص، إلا أن عدد الحافلات المطلوب لتغطية دمشق يجب أن يصل على أقل تقدير إلى 500 حافلة، وذلك من أجل تلبية الطلب وتسهيل حياة المواطنين.

وعود رنانة

معظم سائقي السرافيس في دمشق، امتنعوا مؤخرا عن شراء المازوت أو البنزين من السوق السوداء، مبررين إنه غالي الثمن، ويتجاوز سعر الليتر الواحد من مادة المازوت 5 آلاف ليرة سورية، وبالتالي إما يرفعون سعر أجرة السرفيس، في حال تم شراؤها من السوق السوداء، وهنا سيخالف السائق الأجرة الرسمية، ودفع مخالفة في هذه الحالة، أو عدم العمل في هذين اليومين، وهو على ما يبدو ما قد اختاره معظم السائقين.

للأسبوع الثالث على التوالي لوحظ، غياب شبه كامل للسرافيس في خطوط المواصلات بدمشق، في وقت أكدت فيه معلومات رسمية في المحافظة لصحيفة “الوطن” المحلية، عدم حصول الميكروباصات “السرافيس” على مخصصاتها من مادة المازوت، ليبقى العمل ضمن الآلية السائدة لحين زيادة الكميات المخصصة للمحافظة.

ويأتي ذلك على الرغم من الإعلان الرسمي عن زيادة الكميات لمختلف المحافظات، وزيادة توزيع مادة البنزين إلى 4 ملايين ليتر وزيادة مادة المازوت إلى 4.5 ملايين ليتر مازوت يوميا بعد أن كان التوزيع سابقا لا يتجاوز 3.6 ملايين بنزين و4.2 ملايين ليتر مازوت يوميا، الأمر الذي سينعكس إيجابا على مدة انتظار رسائل البنزين وواقع توزيع المازوت، مع التأكيد أن العمل متواصل لتحقيق زيادات لاحقة.

وفي سياق متّصل، مصدر مسؤول في محافظة دمشق بيّن، أن الكميات من مادة المازوت لم تزدد لغاية الآن، وما زال العمل ضمن الآلية السابقة التي خفّضت فيها الكميات إلى نحو 18 طلبا مقارنة مع عدد الطلبات السابق الذي تجاوز الـ 22 طلبا، وهو ما يجعل حجم التوزيع لا يفي بالاحتياجات اليومية، وبالتالي حصول اختناقات، ونقص في المادة، وفق ما نقلته صحيفة “الوطن” المحلية.

ولم يستبعد المصدر ذاته حدوث تحسّن في المادة خلال هذا الأسبوع قبيل عيد الأضحى، معربا عن تفاؤله بعودة الطلبات لما كانت عليه، وحصول تحسّن ملحوظ على واقع المحروقات، وبالتالي انعكاس هذا الأمر على واقع التوزيع.

وكانت محافظة دمشق أعلنت لصحيفة “الوطن” المحلية، في التاسع من حزيران/يونيو الماضي، عن تخفيض الكميات المخصصة “عدد الطلبات” من مادة المازوت بنسبة تتراوح بين 25 و30 بالمئة، مع استثناء عدد من القطاعات التي تشكل أولوية كبيرة كالمشافي والأفران التي يستمر تزويدها بالمادة.

بالرغم من إطلاق حكومة دمشق العديد من الوعود لإنهاء أزمة المواد النفطية المستمرة منذ أشهر، وذلك من خلال التأكيد على وصول ناقلتي نفط إلى الموانئ السورية، إلا أن ذلك لم ينعكس على الأزمة، حيث ما تزال مستمرة، فضلا عن الطوابير الطويلة على محطات الوقود في البلد.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.