يواجه القطاع الصحي في سوريا خطر الانهيار، لا سيما فيما يتعلق باختصاص التخدير، بعدما اتجه معظم أطباء التخدير للهجرة بحثا عن فرص عمل أفضل، في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة التي تعيشها البلاد.

إفراغ من أطباء التخدير

رئيس اللجنة العلمية في رابط اختصاصيي التخدير وتسكين الألم فواز هلال، حذر من إفراغ البلاد من أطباء التخدير خلال السنوات القليلة الماضية، وذلك في تصريحات نقلتها صحيفة “تشرين” المحلية الخميس.

وقال هلال في تصريحات للصحيفة المحلية: ” إذا استمر الوضع على هذه الوتيرة فإن سورية بعد 4 سنوات خالية من أطباء التخدير“، حيث تؤكد الإحصائيات الرسمية أن 250 طبيب تخدير فقط يعملون في سوريا، من أصل 900 مسجلين لدى نقابة الأطباء.

وأكد هلال أن ظاهرة هجرة الأطباء مستمرة، ويسافر نحو 4 أطباء شهريا، دون أن يتم تعويضهم، ما يشكل كارثة تدعو لدق ناقوس الخطر.

وحول أسباب هجرة الأطباء رأى هلال، أن هذا الاختصاص مأزوم قبل الأزمة من الناحيتين المعنوية والمادية ؛ فالعقل الباطن للناس يرى في طبيب التخدير مصدر القلق الأول مقارنة بالجراح في غرف العمليات الجراحية ، وذلك لأن معظم الأخطاء الطبية تعزى إلى التخدير ، وخاصة في حالات الفشل الجراحي المؤدية للموت.

قد يهمك: باصات “الهوب هوب” في سوريا.. حجز مسبق الدفع!

ومن الناحية الاقتصادية أوضح هلال أن: “طبيب التخدير مظلوم بسبب تبعيته المالية للمشفى، والجراح الذي يتعامل بعقلية متعهّد البناء، فأجور العمليات الجراحية تحدد بالاتفاق بين المريض والجراح، والأخير هو من يحاسب بقية الكادر الطبي“.

من جانبه عزا نقيب الأطباء غسان فندي، السبب الرئيسي وراء النقص الحاصل في أعداد أطباء التخدير، إلى “قلة الوارد إلى هذا النوع من الاختصاص، وعزوف خريجي كليات الطب عن الالتحاق به“.

الهجرة وصلت للممرضين

مسؤول السلامة المهنية في مشفى “الباسل” بدمشق سعد الدين الكردي، أكد أن الهجرة في القطاع الطبي، طالت مؤخرا الممرضين، إلى بلدان أخرى كالعراق ولبنان، لافتا إلى أن بعض المشافي فقدت ما يقارب 50 بالمئة من موظفيها خلال العشر سنوات الماضية.

وأوضح الكردي في تصريحات سابقة أن “الكوادر الطبية لا تحصل على الأجور والتعويضات اللازمة“، ما دفع العاملين في القطاع الطبي إلى البحث عن أي فرصة للهجرة والعمل في دول أخرى. ونتيجة لهجرة الممرضين لفت الكردي، إلى أن بعض المشافي شهدت تأدية المستخدمين, أو أشخاص غير مؤهلين ليقوموا بعمل الممرضين بسبب النقص، وحول أجور الممرضين اعتبر أن “الممرض عليه أن يعمل ثلاثة أيام حتى يشتري وجبة طعام“.

وفي هذا السياق، تُعد هجرة الأطباء بمختلف اختصاصاتهم من الملفات المهمة التي تحتاج إلى حلول بعد تزايدها خلال الآونة الأخيرة، و المؤسف أن نزيف الهجرة لم يتوقف حتى الآن، بل تضاعف، ولم تعد هجرة الأطباء مقتصرة على الدول العربية، و لا على كبار الأطباء، بل بدأت الهجرة إلى بلدان أوروبية في ظل العديد من الإغراءات العلمية والمادية، حسب صفحة “صاحبة الجلالة” المحلية.

قد يهمك: أرخص كمبيوتر مستعمل في سوريا بنصف مليون ليرة

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.