في ظل أزمة المياه التي يعاني منها العراق بسبب “الحرب” المائية التي تمارسها إيران وتركيا ضده في تقليل الإطلاقات المائية لنهري دجلة والفرات وتغير مجاري الأنهر، أعلنت وزارة الزراعية يوم أمس الأحد، اللجوء إلى الآبار الجوفية لزراعة الحنطة. 

وزير الزراعة محمد كريم الخفاجي، أكد في بيان تلقاه موقع “الحل نت”، البدء باستخدام الآبار الجوفية لزراعة مليوني دونم بمحصول الحنطة، وذلك من خلال إطلاق العمل بمشروع البطاقة الإلكترونية الزراعية. 

الخفاجي قال إن “المشروع يعد الخطط الاستراتيجية لوزارتي الزراعة والتخطيط من خلال البيانات الدقيقة التي تتحدث عن المزارع وما يملكه، وكيفية وضع خطط إستراتيجية وتوفير الأموال”.

وبحسب البيان، فأن الوزير أكد أيضا، أنه “في حال لم تكن هناك بيانات دقيقة وصحيحة لا يمكن وضع أي خطة إستراتيجية لتشمل عموم المحافظات بما فيها إقليم كردستان”.

اقرأ/ي أيضا: التصحر يهدد أكثر من نصف الأراضي الزراعية في العراق 

تطوير 200 بالمئة

ولفت إلى أن “استخدام التقنيات الحديثة في كربلاء أدى إلى تطوير الإنتاج بنسبة 200 بالمئة نتيجة استخدام الري الحديث ومنظومات الري المحوري”، مشيرا إلى أن محافظات كربلاء والأنبار وصلاح الدين ونينوى والمثنى ذاهبة باتجاه العمل بالآبار الجوفية واستخدام التقنيات الحديثة لمعالجة شح المياه لزراعة محصول الحنطة”.

الخفاجي يأمل أن “يتم تعويض الخسارة التي تسبب بها قلة المياه في تنفيذ الخطة الزراعية، من خلال استخدام نظام الري الحديث لمليوني دونم”.

يذكر أن، قطع المياه عن العراق من قبل تركيا وإيران، دفع وزارة الموارد المائية العراقية إلى اللجوء لحفر الآبار الارتوازية، ضمن مجموعة إجراءات اتخذتها لمعالجة شح المياه في البلاد.

ويشهد العراق نقصا حادا في المياه، أدى إلى جفاف بحيرات ومستنقعات مائية، بالإضافة إلى انخفاض كبير في منسوب نهري دجلة والفرات، اللذين ينبعان من تركيا منذ تشغيلها سد أليسو قبل سنوات، فضلا عن جفاف كامل لأنهر، وروافد تنبع من إيران مرورا بمحافظة ديالى شرقي بغداد.

اقرأ/ي أيضا: إجراءات عراقية لإنقاذ دجلة والفرات.. هل تنجح؟

خسارات مائية فادحة

ما يمكن الإشارة له أيضا، أن انخفاض معدلات إيرادات نهري دجلة والفرات، عن معدلاتها الطبيعية خلال الأعوام الماضية، تتسبب بانخفاض مليار لتر مكعب من المياه، وخروج 260 ألف دونم من الأراضي الزراعية المنتجة عن الخدمة، حسب إحصاءات شبه رسمية.

في حين كان الرئيس العراقي برهم صالح، قد أكد في تصريح صحفي بوقت سابق، أن “العراق سيعاني من عجز مائي تصل نسبته إلى 10,8 مليار متر مكعب بحلول عام 2035؛ بسبب شحّ المياه التي تدخل لأراضيه من نهري دجلة والفرات“.

من جهتها، حذرت الأمم المتحدة في أحدث تقرير لها، من أن منسوب نهري دجلة والفرات في العراق ينخفض بنسبة تصل إلى 73 بالمئة، ودعت إلى مشاركة العراق في مناقشات هادفة مع دول الجوار حول تقاسم المياه.

وأوضح المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة سامي ديماس أن “العراق يشهد مظاهر قلة الأمطار، وتأثيرها في مناسيب نهري دجلة والفرات، بنسب وصلت إلى 73 بالمئة، وارتفاع درجات الحرارة إلى معدلات أسرع 7 مرات من الارتفاع العالمي، وكذلك عدم التوازن السكاني بنسبة 70 بالمئة في المناطق الحضرية، مما أدى إلى تراجع الزراعة.

التصحر يهدد العراق

كذلك يخسر العراق في الوقت ذاته، آلاف المليارات المكعبة من المياه سنويا؛ بسبب ما يمكن تسميتها الحرب المائية التركية الإيرانية عليه، وانعكس ذلك بشكل كبير على المحافظات التي تعتمد أنهارها على مياه نهري دجلة والفرات، منها محافظة الديوانية في جنوبي العراق، وغيرها من المحافظات الغربية والعاصمة بغداد.

كما انخفضت مناسيب الأنهار التي تنبع من إيران إلى عدد من المحافظات العراقية، لتتسبب بشح كبير في كميات تجهيز الأراضي الزراعية في محافظات ديالى وواسط والبصرة.

يشار إلى أن، العراق يعتمد في إيراداته المائية على دول الجوار بنسبة 70 بالمئة، و30 بالمئة تتولد داخل البلاد، وفقا لتصريحات حكومية رسمية. 

 الجدير بالذكر أيضا، أن وزارة الزراعية العراقية أعلنت الأسبوع الماضي، خروج ما يقارب 27 مليون دونم عن الرقعة الزراعية وتحولها إلى صحاري، أي ما يعادل تقريبا 15 بالمئة من مساحة البلاد. 

الزراعة كذلك أشارت، إلى أن “55 بالمئة من مساحة العراق تعد أراضي مهددة بالتصحر”، فيما انعكس ذلك على الثروة الحيوانية بشكل خطير، إذ أكد “الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية” في البلاد، أن “الثروة الحيوانية بدأت بالانقراض”. 

الاتحاد قال في بيان تلقاه موقع “الحل نت”، في وقت سابق، إن “الثروة الحيوانية بدأت بالانقراض لعدم توفر الأعلاف أو قلتها، وإن بادية السماوة شهدت نفوق آلاف الأغنام، وهذا الأمر ينذر بالخطر، ويهدد هذه الثروة بشكل عام“.

اقرأ/ي أيضا: الثروة الحيوانية مهددة بـ “الانقراض” في العراق

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.