ازدهار واسع يشهده قطاع طب التجميل في سوريا، حتى انتشرت عيادات التجميل رغم التدهور الطبي الذي تعيشه البلاد، لكن معظم هذه العيادات تعمل دون رقابة حكومية، ما يفتح الباب أمام الفوضى والأخطاء الطبية في هذا المجال.

وفاة بسبب عملية

وسائل إعلام محلية نشرت أمس الثلاثاء تفاصيل حادثة وفاة شابة (25 عاما)، في إحدى عيادات التجميل في مدينة حلب، وذلك بسبب خطأ طبي خلال خضوعها لعملية تجميل.

وأفادت منصة “كيو ستريت جورنال” المحلية الثلاثاء، بأن أم لثلاثة أطفال، توفيت في مشفى، بعد دخولها بكامل قواها الجسدية للخضوع لعمل جراحي تجميلي، حيث فارقت الحياة بعد إعطائها جرعة الأدرينالين.

وبحسب المصدر فإن: “الضحية تعاني من مرض مزمن، وأجرت فحص إيكو للقلب قبل إجراء العملية، وتبيّن حينها وجود تخثرات بنسبة 20 بالمئة في الشريان القلبي، لكن لم يتم أخذها بالحسبان عند التخدير“.

وبحسب ما نقلت المنصة فإن عائلة الشابة، رفعت دعوة قضائية على المشفى، حيث تم تشكيل لجنة مع الطبابة الشرعية لمعرفة سبب الوفاة.

ونتيجة الإقبال الواسع على قطاع التجميل في سوريا مؤخرا، انتشر العديد من عيادات الطب التجميلي، وسط دخول أشخاص غير اختصاصيين على المجال دون وجود رقابة حكومية.

اقرأ أيضا: سوريا.. وزير الكهرباء يعترف بالعجز وحل التقنين بالطاقة البديلة!

آثار جانبية كارثية

أسئلة لم تعد غريبة على صفحات التواصل الاجتماعي، وضمن محادثات النساء والرجال أيضا، مع الإقبال الكبير على عمليات التجميل، كما يصفه أصحاب المهنة، والرغبة الشديدة لدى الكثيرين بتصحيح عيوبهم كما يروها، ومن أبرز هذه الأسئلة: “صبايا بدي دكتور تجميل شاطر أعمل أنفي بمين بتنصحوني؟“، “حابة أعمل نحت جسم، حدا بيعرف دكتور شاطر ومو غالي؟“.

وقال اختصاصي الجراحة التجميلية، وأمين سر الرابطة السورية لأطباء الجراحة التجميلية والترميمية، الدكتور رزق الفروح، إن “عمليات التجميل في الآونة الأخيرة، شهدت إقبالا كبيرا من الرجال والنساء، فربما لم تعد مساحيق التجميل كافية لتلبية الرغبة في إظهار الجمال أو تغطية العيوب“.

وأردف الفروح في حديث لوسائل إعلام محلية قبل أسابيع قائلا: “بات الكثير يلجؤون إلى الحقن والشد وتجميل الأنف دون مراعاة الآثار الجانبية الكارثية، أحيان إن تمت بيد غير خبيرة في مراكز التجميل غير المرخصة من وزارة الصحة، والتي انتشرت بكثرة أيضا وبحاجة إلى رقابة صارمة” من قبل الجهات المعنية.

من جانبه، اختصاصي الأمراض الجلدية، والتجميل وزراعة الشعر الدكتور مهيار متوج، أكد أن الطلب على إجراء التجميل من حقن البوتوكس، والفيلر وزراعة الشعر، زاد في الآونة الأخيرة خاصة من قِبل الذكور ليشكّلوا نسبة الربع تقريبا أي 25 بالمئة، موضحا أن الطلب على إجراءات التجميل من مختلف الأعمار، حيث يراجع العيادة أشخاص فوق السبعين عاما، ويُنصح أن لا يتم أي إجراء قبل سن البلوغ أو حتى 18 عاما، على حد قوله.

وأوضح متوج في تصريحات سابقة، أنه لا يوجد أي مانع لأي إجراء تجميلي، وأن المواد المستخدمة صحية وآمنة، ولكن وجود حالة صحية، أو مرض مزمن كالأمراض الوعائية والعصبية مثلا لدى الشخص يمكن أن يحول دون ذلك، ومن واجب الطبيب تقديم النصيحة للمرضى بذلك.

ويرى الدكتور متوج، أن أغلب المراجعين من الإناث يطلبن إجراءً تجميليا يتطلب تغييرا في الشكل أحيانا، بينما المراجعين من الذكور يطلبون إجراء تصحيحٍ لعيب معين أكثر من التجميل، ومعظمهم يطلبون زراعة شعر الرأس.

وأشار اختصاصي الأمراض الجلدية والتجميل وزراعة الشعر، إلى أن عدد ممارسي التجميل زاد بشكل كبير، وبعضهم من غير الاختصاصيين ويقدمون إجراءات غير علمية، وأن وزارة الصحة ونقابة الأطباء هي المعنية بمراقبة هذا الأمر.

قد يهمك: “النفط مقابل الغذاء” مبادرة جديدة في سوريا!

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.