فشل الحكومة السورية في تأمين مقومات الحياة، وصل مؤخرا إلى رغيف الخبز، بعد عجز الحكومة عن إيجاد آلية من شأنها إيصال مادة الخبز إلى المواطنين، دون الحاجة إلى الوقوف في طوابير طويلة والانتظار لساعات طويلة، حتى وصل الأمر إلى الحاجة لتقديم طلب إلكتروني من أجل الحصول على الرغيف!

بعد موجات استنكار واسعة سببها خبر إزالة الدعم الحكومي عن الجمعيات الخيرية ودور الأيتام، أعلن وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك عمرو سالم، أن حصول الجمعيات ودور الأيتام والمشافي على الخبز، بات يحتاج إلى طلب إلكتروني يتم الموافقة عليه من قبل الحكومة.

الوزير نفى الأنباء التي تحدثت عن حرمان دور الأيتام من الخبز المدعوم، لكنه دعا في تصريحات نقلتها صحيفة “تشرين” المحلية السبت، جميع المؤسسات إلى مراجعة شركة “تكامل“، وتقديم طلب إلكتروني لإصدار البطاقات الإلكترونية، والحصول على الخبز المدعوم.

قائمة الحرمان من الدعم تتوسع

لا تزال حكومة دمشق مستمرة في قراراتها الخاصة، برفع الدعم الحكومي عن شرائح مختلفة من السوريين، حيث تطال بين الحين والآخر شريحة جديدة من المواطنين. في الآونة الأخيرة، اسُتبعد المهندسون والمحامون، ومن ثم الصيادلة من قائمة الدعم الحكومي، وقبل نهاية حزيران/يونيو الفائت، رُفع الدعم عن أطباء الأسنان، ووصل الحرمان أيضا إلى الأطباء بعدّة اختصاصات مختلفة.

وتشهد البلاد منذ أشهر أزمة في توزيع مادة الخبز، في مؤشر يرسم واقعا معيشيا قاتما، مع ارتفاع صعوبة الحصول على الرغيف في سوريا، في حين يتخوف الأهالي من هذه الخطط، التي قد تكون مؤشرا، أو تمهيدا لرفع أسعار الخبز خلال الفترة القادمة.

قد يهمك: طابور جديد في سوريا.. ما قصته؟

وبحسب تقارير سابقة لـ“الحل نت” فإن: “ربطة الخبز المكونة من 12 رغيفا، تُباع على بعد أمتار قليلة من المخابز بأربعة آلاف ليرة، أي عشرة أضعاف سعرها المدعوم، وبكثير من الأريحية، وعلى عينك يا تاجر“.

ويضطر الأهالي للتوجه إلى الباعة المتجولين، للحصول على الخبز بشكل أسرع، وذلك بسبب الازدحام الكبير، والطوابير الطويلة أمام المخابز، حيث يضطر المواطن للوقوف حتى خمس ساعات يوميا للحصول على مخصصاته من المادة.

أزمة غذاء قاسية

خطر داهم يحيط بالسوريين إزاء أزمة غذاء قاسية تنتظرهم خلال الفترة المقبلة، فالأمر يتجاوز تأمين رغيف الخبز، الذي يحتاج القمح المنهك بفعل الغزو الروسي لأوكرانيا. هذه الأزمة وإن كانت تتخطى حدود سوريا لتصل إلى العالمية، غير أن سوريا كبلد يعاني من الحرب وإرهاصاتها، سيكون وقع تلك الأزمة كبيرا عليها، بما يتجاوز حدود التقديرات الدولية التي حذرت مؤخرا، وبشكل متكرر من “مجاعة” تهدد السوريين.

في سوريا، يشعر الأشخاص الأكثر ضعفا، والذين يعتمد نظامهم الغذائي بشكل كبير على الخبز المصنوع من القمح بالتأثير السلبي للأزمة الأوكرانية على الأمن الغذائي، ومع دخول البلاد عامها الثاني عشر من الركود الاقتصادي، وصلت الاحتياجات الإنسانية إلى أعلى مستوياتها، حيث ساهم السياق الاجتماعي والاقتصادي المتدهور في أن يعيش حوالي 90 بالمئة من السكان في فقر، ووصل انعدام الأمن الغذائي إلى مستويات تاريخية مرتفعة حيث يقدر أن 60 بالمئة من السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي.

قد يهمك: الأطفال.. ضحايا ألعاب العيد في الساحات السورية

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.