يبدو أنه أسبوع مزدحم بالتسريبات الصوتية لسياسيي العراق، فبعد تسريبات رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي، ها هو تسريب جديد يطفو إلى السطح، لكن أهم ما فيه أنه كشف عن مشعلي الحرب الطائفية في العراق، عام 2006.

في التفاصيل، أظهر تسريب صوتي نشر مؤخرا للقيادي في “التيار الصدري”، نصار الربيعي، مدته 10 دقائق، حديثه عن مجمل القضايا في العراق، أهمها السياسية والأمنية، ومنها حديثه عن الحرب الطائفية في العراق.

حسب الربيعي، فإن رئيس الحكومة العراقية الأسبق، إبراهيم الجعفري، هو من أشعل الحرب الطائفية في العراق إبان عام 2006، بين السنة والشيعة، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف.

الربيعي، قال إن زعيم “المجلس الأعلى الإسلامي” السابق، عبد العزيز الحكيم، والسياسي والبرلماني السابق، عدنان الدليمي هما من دفعا الجعفري لإشعال الحرب الطائفية في عام 2006، دون أن يضيف تفاصيل أخرى.

من هما الحكيم والدليمي؟

عبد العزيز الحكيم، هو شقيق مؤسس حزب “المجلس الأعلى الإسلامي” محمد باقر الحكيم، وترأس الحزب بعد مقتل شقيقه في 2003 بهجوم انتحاري بمحافظة النجف العراقية، إبان زيارته مرقد الإمام علي بعيد أسابيع وجيزة من سقوط نظام صدام حسين آنذاك.

وتسنّم عبد العزيز الحكيم، قيادة “المجلس الأعلى الإسلامي” منذ مقتل شقيقه وحتى وفاته في 26 آب/ أغسطس 2009، عن عمر 59 عاما، وكان معارضا لنظام صدام حسين الذي أسقطته واشنطن في ربيع 2003.

أما عدنان الدليمي، فهو سياسي عراقي، كان قياديا في “الحزب الإسلامي العراقي”، الذي يمثّل حركة “الإخوان المسلمين” في العراق، وكان رئيسا للوقف السني في العراق، وتوفي عام 2017 عن عمر 85 عاما.

فيما يخص إبراهيم الجعفري، فهو سياسي عراقي، كان من المعارضين لنظام صدام حسين، وانتخب رئيسا للحكومة العراقية لمدة عام منذ 2005 وحتى 2006، وكان زعيم “تيار الإصلاح”، وابتعد عن الساحة السياسية منذ أكثر من 5 سنوات.

واندلعت الحرب الطائفية في العراق بين السنة والسيعة عام 2006، إثر تفجير مرقد الإمامين العسكريين بمدينة سامراء في محافظة صلاح الدين شمال بغداد في شباط/ فبراير من ذلك العام، وتبنى “تنظيم القاعدة” التفجير وقتذئذ.

واستمرت الحرب الطائفية لمدة 3 أعوام حتى عام 2009، وأسفرت عن مقتل وإصابة عشرات الآلاف من أبناء الطائفتين السنية والشيعية، إذ كان الناس يقتلون على أساس الهوية والمناطقية، وكانت شوارع بغداد تخلو من البشر عندما تحل الساعة السادسة من مساء كل يوم.

تهديد باعتقال قيادات “الإطار”

بعد تدهور الوضع الأمني إثر اندلاع الحرب الطائفية أو الأهلية، نحي إبراهيم الجعفري من منصبه، وأسندت رئاسة الحكومة حينها لزعيم “ائتلاف دولة القانون”، نوري المالكي، الذي نجح في إنهاء تلك الحرب عام 2009.

ومما تحدّث عنه نصار الربيعي في التسجيل الصوتي المسرب، هو قوله إن “التيار الصدري” بإمكانه اعتقال كل قيادات “الإطار التنسيقي” خلال 10 دقائق لا أكثر، وعلى رأسهم المالكي، وزعيم ميليشيا “العصائب” قيس الخزعلي، وزعيم ميليشيا “بدر” هادي العامري.

واستدرك الربيعي، أن ذلك الأمر يمكن أن يقوم به “التيار الصدري” في حال تم تفويضه من الشعب، أو في حال طلب رئيس الحكومة الحالية مصطفى الكاظمي، ذلك الأمر منهم، بحسب تعبيره.

الربيعي، أشار إلى أن قوة “التيار الصدري” تكمن بأن جمهوره عقائدي، عكس الميليشيات؛ لأن أغلب أنصارهم لا يمتلكون العقيدة، كاشفا عن عدد جمهور “التيار” في عموم العراق، وهو 7 مليون شخص، منهم مليوني شخص مسلّح.

وتنتشر في العراق، 67 ميليشيا مسلّحة موالية إلى إيران، تنفذ أجندة طهران في البلاد، يناهز عدد أفرادها قرابة 425 ألف شخص، وأبرز تلك الميليشيات، هي “العصائب والنجباء وكتائب حزب الله وكتائب سيد الشهداء”.

يجدر بالذكر، أن تسريب التسجيل الصوتي لنصار الربيعي، جاء بعيد أيام من تسريب تسجيلات صوتية لنوري المالكي، يهاجم بها زعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، ويصفه بـ “الجاهل والجبان”، قبل أن ينفي المالكي تلك التسريبات، ويقول إنها مفبركة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.