بعد استخدامها حق النقض “الفيتو” ضد مشروع قرار غربي لتمديد آلية ايصال المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى” إلى سوريا لعام واحد، نجحت روسيا في فرض موقفها، بتمديد الآلية لستة أشهر، مع توقف تمديدها في كانون الثاني/يناير لستة أشهر إضافية شرط تبني قرار جديد.

وانتهى العمل بالتفويض الأممي في 10 تموز/يوليو الجاري، قبل تمديده مجددا لستة أشهر، وذلك عقب إخفاق مجلس الأمن باعتماد تمديده الجمعة الماضي، حيث اشترطت موسكو لتمرير القرار أن يكون التمديد لمدة ستة أشهر فقط.

وينص الاتفاق الجديد على أن تستأنف الأمم المتحدة استخدام معبر “باب الهوى” الواقع على الحدود بين سوريا وتركيا، علما أنه الممر الوحيد الذي يمكن أن تنقل من خلاله مساعدات الأمم المتحدة إلى المدنيين بدون المرور في المناطق التي تسيطر عليها قوات دمشق.

تسييس المساعدات

المعارض السوري وعضو المجلس الرئاسي في “مجلس سوريا الديمقراطية” (مسد)، علي رحمون، انتقد موسكو لتسييسها المساعدات الإنسانية، ومنع إيصالها إلى السوريين، في وقت تشهد البلاد كارثة اقتصادية، وسط انخفاض إنتاج القمح وشح المياه والجفاف الذي تعاني منه سوريا.

وقال رحمون، لموقع “الحل نت”، إن المساعدات الإنسانية لاتصل إلى شمال شرقي سوريا، مضيفا أن موسكو تفرض إيصال المساعدات فقط عبر المناطق التي تسيطر عليها حكومة دمشق، إضافة إلى معبر “باب الهوى”.

وكانت المساعدات الإنسانية تدخل عبر عدة معابر حدودية إلى سوريا، منها معبر اليعربية/تل كوجر الحدودي مع العراق، لكنه أغلق بفيتو روسي وصيني قبل نحو عامين ونصف.

وأضاف رحمون، أن موسكو نجحت في إغلاق سبعة معابر (من أصل ثمانية) حدودية مع سوريا، لتسييس وصول المساعدات عبر مناطق سيطرة دمشق، وبالتالي سرقة مساعدات الشعب رغم وضعه الكارثي، على حد وصفه.

كارثة إنسانية

المعارض السوري، أشار إلى أن هذه السياسة تعرض حياة السوريين لكارثة إنسانية، في ظل الأوضاع الاقتصادية وانعدام الأمن الغذائي في سوريا، مشيرا إلى أن الإحصائيات الأممية تشير إلى أن نسبة 90 بالمئة من الشعب السوري يعيشون تحت خط الفقر.

ومنتصف كانون الثاني/يناير الماضي، قدم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، تقريرا يؤكد أن 90% من السوريين تحت خط الفقر، بينما يعاني 60% منهم من “انعدام الأمن الغذائي”.

ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة، في 23 من شباط الماضي، بلغ عدد السوريين المحتاجين إلى مساعدة إنسانية نحو 14 مليونا و600 شخص، بعد أن بلغ 13 مليونا و400 ألف خلال 2021.

وفي التاسع من  تموز/ يوليو 2021، أصدر مجلس الأمن الدولي، قرارا يقضي بتمديد آلية دخول المساعدات الإنسانية عبر معبر “باب الهوى” الحدودي مع تركيا إلى شمال غربي سوريا، وذلك على مرحلتين مدة كل منهما ستة أشهر، ودون إضافة أي معابر أخرى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة