ثمانية أشخاص على الأقل أصيبوا برصاص طائش، مساء الثلاثاء، في مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، خلال احتفالات بنجاح طلاب في شهادة التعليم الأساسي.

وأمس الثلاثاء، أعلنت وزارة التربية في حكومة دمشق، صدور نتائج امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والإعدادية الشرعية.

إصابات بالسلاح

مصدر طبي في مشفى “الحكمة” وسط المدينة، أفاد أن ثمانية أشخاص على الأقل أصيبوا بالسلاح مساء أمس، بينهم طفلة، فقدت حياتها، بطلق ناري في الرأس.

وقال المصدر الطبي، لموقع “الحل نت”، إن “الطفلة ريتاج علاء من حي الصالحية في الحسكة والتي تبلغ نحو ستة أشهر فقدت حياتها ظهر اليوم الأربعاء بعد إصابتها برصاصة طائشة في الرأس جراء إطلاق النار العشوائي في المدينة”.

وأضاف المصدر، أن “الشابة شام سلطان (20 عاما) من حي العزيزية، أدخلت إلى المشفى جراء إصابتها برصاصة طائشة، وغادرت بعد تلقى العلاج واستقرار وضعها”، كما أصيب طفل آخر، يبلغ من العمر خمسة أعوام، بإصابة تحت الإبط تم نقله إلى مشفى الرجاء في المدينة.

فيما أشار المصدر الطبي، في مشفى “الحكمة”، إلى أن “الشاب ماهر الصالح (20 عاما)، فقد حياته هو الآخر، عقب صدور النتائج بعد خلافات واشتباكات بالسكاكين وطعنات في القلب، أدت إلى وفاته على الفور”.

كما أوضح المصدر أن حالة أحمد عبد المؤمن (21 عاما) حرجة بعد إصابته أيضا بطعنات في الصدر والظهر والخاصرة، تم نقله إلى مشفى الشعب في العزيزية.

ظاهرة قاتلة

منذ ثلاث سنوات تستمر نداءات النشطاء والإعلاميين، عبر حملات ونشاطات، للمجتمع ولـ “قوى الأمن الداخلي” (الأسايش) بضبط السلاح الطائش، خصوصا بعد سقوط ضحايا نتيجة الاحتفالات الشعبية بالمناسبات في الأعياد ورأس السنة.

وربط نشطاء وإعلاميون استمرار الظاهرة بالموروث العشائري في مناطق شمال شرق سوريا واستمرار الحرب والتهاون الأمني في تطبيق قوانين صارمة بحق مطلقي الرصاص الطائش في المناسبات.

وأعرب دلوفان جتو، وهو ناشط مدني وإعلامي، من مدينة القامشلي، وأحد منظمي الحملات المطالبة بوقف ظاهرة “طيش الرصاص”، عن خطورة استمرار ظاهرة طيش الرصاص القاتلة، محملا قوات “الأسايش” الجزء الأكبر من المسؤولية في التهاون بتطبيق القوانين بحق مطلقي الرصاص في المناسبات.

وقال جتو في تصريح سابق لموقع “الحل نت”، إن كل من يطلق الرصاص رغم معرفته السابقة أن رصاصته ستعود إلى الأرض ليصيب أحد الناس، ينحدر من طبقة غير واعية ومستهترة وإن امتلاكهم للأسلحة خطأ فادح.

قلة الوعي

إلى ذلك، قال ريان اخته، وهو نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الداخلية في إقليم الجزيرة، في حديث لموقع “الحل نت”، إن قلة الوعي يتسبب باستمرار هذه الظاهرة رغم القوانين الصادرة، مضيفا أن الحالة الأمنية المستمرة في سوريا في ظل الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ عقد من الزمن، تسبب بحمل الناس للسلاح.

وفي الثالث والعشرين من كانون الثاني/ديسمبر الفائت، أصدرت “الأسايش” تعميما يمنع إطلاق الأعيرة النارية والسلاح العشوائي تحت طائلة المسؤولية، وفقا للمسؤول الأمني.

وكان المسؤول الأمني في هيئة الداخلية، قد أشار في حديث سابق، قبل عدة أشهر، لموقعنا، إلى أنهم بصدد استحداث قوانين جديدة تتعلق بتشديد عقوبات على مطلقي الرصاص، سواء من المدنيين أو العسكريين، منها مصادرة السلاح حتى لو كان مرخصا وفرض الغرامة المالية والمحاسبة القانونية أمام المحاكم، موضحا أن القانون قيد الدراسة في المكتب القانوني ليصار إلى مناقشته في الهيئة ومن ثم مصادقته في المجلس العام.

وفي الثامن من تموز/يوليو من العام الماضي، فقدت نازحة من منطقة عفرين، حياتها جراء إصابتها بطلق ناري طائش جراء احتفال عدد من العائلات بنجاح أبنائهم في امتحانات الثانوية العامة في مدينة القامشلي شمال شرقي سوريا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.