من الواضح أن الموقف الإسرائيلي من التواجد الإيراني في سوريا لم يتغير خلال الفترة الماضية، ولا يبدو أن الغارات الإسرائيلية ستتوقف في سوريا، إذ أعلنت إسرائيل صراحة عن نيتها الاستمرار بضرب المواقع الإيرانية في سوريا.

استمرار الاستهداف

وسائل إعلام محلية إسرائيلية، أشارت إلى أن ضربات تل أبيب في سوريا ستستمر، لأن إسرائيل ترى نفسها حتى الآن بعيدة عن تحقيق هدف إنهاء الوجود العسكري الإيراني هناك، مضيفة أن الهدوء النسبي الذي تعيشه الجبهة بين البلدين “هدوء خادع”، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية يوم أمس الأربعاء.

ولفتت الصحيفة، إلى جهد إسرائيلي مخفي كبير كان يعمل سرا ضد التهديد الإيراني القادم من الأراضي السورية، مبينة أن إسرائيل كانت تعتبر قوات الحكومة السورية سابقا، عدوا لا يستهان به كونها تمتلك أسلحة غير تقليدية، إلا أنها لم تعد كذلك اليوم وانتقل تركيزها لصد التهديد الإيراني.

وأضافت الصحيفة، أن تل أبيب غيرت استراتيجيتها مع تزايد الوجود الإيراني في سوريا، وأن حملاتها الأخيرة هدفت لتقليل ذاك الوجود، وكذلك أكدت، إن إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق هدفها بإنهاء الوجود الإيراني في سوريا، ولهذا فإن الضربات لن تتقلص حتى في ظل التفاهمات الإيرانية الروسية.

إقرأ:العمليات الإسرائيلية في سوريا: هل تخطط تل أبيب لتصعيد مواجهتها مع طهران؟

انتقادات روسية خجولة خلفها ضوء أخضر

بعد تنفيذ إسرائيل لغارات في سوريا، تحاول روسيا إظهار عدم رضاها، بل وتنتقد هذه الغارات في مرات عديدة، ولكن وبحسب الخبير في الشأن الروسي، سامر إلياس، في حديث سابق لـ”الحل نت”، فإنه لن يكون هناك تغيير جوهري في مواقف روسيا، وستواصل ذات السياسة بانتقاد هذه الغارات، وربما تواصل دعم دمشق بإسقاط بعض الصواريخ الإسرائيلية في بعض الأحيان، وذلك عندما تكون موسكو متأكدة بأن ذلك لن يؤدي إلى تردي العلاقات مع تل أبيب، وعندما تكون متأكدة، أن الأهداف المستهدفة ليس فيها تواجد إيراني.

وأضاف إلياس، أن أكثر ما قامت به روسيا، هو استخدام أنظمة تشويش تعطل بعض الغارات، كما يمكن أن تعطل حركة الطيران المدني في مطار “بن غوريون” قرب تل أبيب، وهذا ما يقلق إسرائيل، لذلك طلبت إسرائيل من روسيا عدة مرات وقف هذه الأنظمة، لكن روسيا ربطت ذلك بالحد من عمليات القصف.

أما الكاتب أحمد سعدو، وفي حديث سابق لـ”الحل نت”، يرى أن هناك تفاهمات سابقة ومازالت بين الإسرائيليين والروس بما يخص عمليات إسرائيل في الجغرافيا السورية، والتي غالبا ما تستهدف القوات الايرانية المتمركزة في غير مكان من الاراضي السورية.

من جهته، سامر إلياس، بيّن أن روسيا ستواصل في الفترة المقبلة ذات التوجه، ومحاولة إمساك العصا من منتصفها والإيحاء على أنها على مسافة واحدة من إسرائيل وإيران، علما أنها تفضل تقليم أظافر إيران في سوريا، وفي نفس الوقت لا تريد أن تتحول سوريا لساحة حرب مفتوحة بين إسرائيل وإيران، وذلك من أجل المضي بمشروعها في إعادة اللاجئين وإعادة الإعمار، وهو هدف اقتصادي بالدرجة الأولى، والوصول إلى حل سياسي مناسب لها.

قد يهمك:الضربات الإسرائيلية في سوريا: هل تستطيع موسكو إيقاف استهداف حكومة دمشق وإيران؟

من الجدير بالذكر أن الغارات الإسرائيلية ضد المواقع الإيرانية لم تتوقف خلال الفترة الماضية، بل ولجأت إسرائيل إلى اتباع استراتيجيات جديدة ضد إيران، من خلال تنفيذ عمليات أمنية برية في محافظة القنيطرة، إضافة لاستخدام الطائرات المسيرة لضرب الأهداف البشرية من قادة فاعلين يتبعون لإيران وحزب الله اللبناني، بحسب تقارير سابقة لـ”الحل نت”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.