تصريحات محللين أتراك عدة، منذ يوم أمس الأربعاء، أكدت تبدد العملية العسكرية التركية في مناطق من الشمال السوري، والتي كان يهدد بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ومسؤولي حكومته ابتداء من نهاية شهر أيار/مايو الماضي، وحتى قبل ساعات من انعقاد القمة الثلاثية في طهران، والتي جمعت أردوغان بنظرائه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني إبراهيم رئيسي، يوم الثلاثاء الماضي.

ليست تصريحات المحللين الأتراك حول تأجيل، أو استبعاد حدوث العملية التركية عقب انتهاء القمة الثلاثية ما يمكن الاعتماد عليها في انتفاء وقوع تلك العملية، وإنما الرئيس التركي ذاته قال يوم أمس، إن خيار العملية العسكرية في الشمال السوري سيبقى على الطاولة، ما يعني بشكل غير مباشر أن العملية العسكرية تبددت.

طموح تركيا والواقع

الكاتب والمحلل السياسي عمر كوش، يرى أن تصريحات المسؤولين الأتراك والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بأن خيار العملية لا يزال مطروحا، يعبر عن طموح الساسة الأتراك، لكن الواقع يقول عكس ذلك بالتأكيد.

ويقول كوش في حديث خاص لـ“الحل نت“: “وزير الخارجية جاويش أوغلو، قال إن تركيا لا تنتظر إذنا من أحد من أجل العملية، لكن الحقيقة، أن المعارضة الإيرانية للعملية بدت قوية جدا، إضافة إلى المعارضة الروسية، وبالتالي فإن القادة الأتراك وقعوا في مأزق، لأنه لا يمكنهم القيام بعملية عسكرية دون موافقات دولية، بمعنى وجوب أن تكون الأطراف المتدخلة بالشأن السوري، خاصة إيران وروسيا وأميركا تكون راضية عن هذه العملية“.

ويعتقد كوش، أن أردوغان، وجد في العملية العسكرية، مادة لتقديمها إلى الناخب التركي، لا سيما فيما يتعلق بالمنطقة الآمنة وبالتالي إرسال اللاجئين السوريين إلى بلادهم، خاصة مع اقتراب الانتخابات النيابية والرئاسية صيف العام المقبل، وبالتالي يجب على أردوغان أن يحقق شيء، لكن من الواضح أنه على المدى القريب لا يمكن تنفيذ هذه العملية، بحسب وصف كوش.

قد يهمك: أزمة غذاء عالمية بصناعة روسية؟

أعمال القمة الثلاثية في طهران، انتهت الثلاثاء الفائت، بين الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، ونظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان، في حين أكدت التصريحات من الطرفين الإيراني والروسي، على عدم تغير المواقف الروسية والإيرانية من العملية العسكرية التركية، التي تهدد فيها أنقرة مناطق من الشمال السوري.

طهران أكدت موقفا رافضا للعملية التركية على لسان كل من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، وإبراهيم رئيسي، وهو موقف نابع على ما يبدو من رغبة إيرانية في منع تمدد نفوذ أنقرة في الشمال السوري، فيما قال رئيسي، إن الخطوات العسكرية لا تحل الأزمة السورية، بل تفاقمها. بينما قال خامنئي خلال لقاء ثنائي مع أردوغان، إن أي عمل عسكري في سوريا سيعود بالضرر على المنطقة بأكملها.

الموافقة الأميركية

مراقبون للوضع الميداني في سوريا، يؤكدون أيضا أن العملية التركية لا يمكن أن تتم دون موافقة أميركية وروسية، بحكم عوامل كثيرة.

الكاتب السياسي، حيان جابر قال في حديث سابق لـ“الحل نت“: إن “العملية التركية تبدو في هذا الوقت مستبعدة أو مؤجلة قليلا، نظرا لتكلفتها الباهظة، فثمن الموافقة الأميركية أو الروسية على العملية هو اصطفاف تركي واضح مع أحدهما، وهو ما تحاول تركيا تجنبه بشتى السبل حتى الآن“.

هذا وتواجه تركيا رفضا أميركيا للعملية العسكرية، التي هدد بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بحجة إقامة “المنطقة الآمنة” التركية في سوريا.

رفض واشنطن، تجدد مرارا خلال الفترة القريبة الماضية، ومؤخرا أكد البيت الأبيض، عقب القمة الأميركية التركية في مدريد على هامش اجتماعات “الناتو“، على أن كلا من الرئيسين، جو بايدن، ورجب طيب أردوغان، اتفقا على أهمية الاستقرار في سوريا، بالإضافة إلى العديد من المواضيع التي نوقشت، وتم الاتفاق عليها خلال اللقاء.

ومنذ أن أطلق أردوغان تهديداته، أكد المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، ساميويل وربيرغ، في مقابلة صحفية خاصة مع موقع “الحل نت” أن واشنطن تدين أي تصعيد في الشمال السوري، وتدعم الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الحالية في سوريا، مبديا القلق الشديد للولايات المتحدة، بشأن التقارير حول زيادة النشاط العسكري المحتمل في شمال سوريا، لما في ذلك من تأثير على المدنيين السوريين.

اقرأ أيضا: ما قصة المنافسة الإسرائيلية التركية بسبب اليونان؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة