في إصرارها على رفض التمدد الإيراني في المنطقة وفي سوريا بشكل خاص، تواصل إسرائيل قصفها المواقع التابعة للميليشيات الإيرانية على الأراضي السورية، فيما يقدم “الحل نت” معلومات خاصة عن آخر المواقع التي تم قصفها.

وكالة “سانا” المحلية أعلنت عن مقتل ثلاثة عناصر من القوات السورية، وجرح سبعة آخرين، بقصف صاروخي إسرائيلي من اتجاه الجولان، استهدف مواقع في محيط مدينة دمشق ليلة أمس.

تفاصيل الاستهداف

مصادر خاصة أفادت لـ“الحل نت” بأن القصف الإسرائيلي استهدف مكاتب ونقاط عسكرية تتبع للنفوذ الإيراني. حيث تركزت إحدى الضربات على مكاتب أمنية بدمشق يتبع لـ“المخابرات الجوية” ذات النفوذ الإيراني، إضافة إلى استهداف طال نقاط داخل مطار المزة العسكري، تتمركز فيها ميليشيات تابعة لطهران.

كذلك فقد أشارت المصادر إلى أن بنك الأهداف الإسرائيلي يعتمد بشكل كبير على جماعات تعمل داخل الأجهزة الأمنية التابعة للنفوذ الإيراني في دمشق بشكل رئيسي، مشيرة إلى أن الإيرانيين سعوا مؤخرا لفك ارتباط قواتهم المنتشرة في مناطق عدة من سوريا بالجهاز الأمني المنضوي تحت إطار “المخابرات الجوية“، إلا أن هذه التحركات لم تجد نفعا بحسب المصادر، حيث تعمل قيادات داخل “المخابرات الجوية” بدمشق على تجنيد العديد من أفرادها في محافظات سورية أخرى من أجل اقتفاء أثر التحركات الإيرانية في مناطق مختلفة من سوريا، لا سيما في القنيطرة وحمص ودير الزور.

قد يهمك: هل يتجه الأسد للتطبيع مع إسرائيل؟

وتصاعدت وتيرة القصف الإسرائيلي على مواقع في دمشق خلال الأسابيع الماضية، تزامنا مع تزايد النشاط الإيراني في مناطق الجنوب السوري، لا سيما في “مطار دمشق الدولي”.

يذكر أن الاستهداف الإسرائيلي ليلة أمس هو الثامن عشر على الأراضي السورية منذ مطلع العام 2022.

وكانت عدة انفجارات عنيفة دوت صباح الثاني من شهر تموز/يوليو، ضمن مناطق في ريف محافظة طرطوس قرب الحدود مع لبنان، ناجمة عن استهداف جوي إسرائيلي طال مواقع في منطقة الحميدية ومحيطها جنوبي طرطوس قرب الحدود، إذ جرى استهداف “هنغارات سابقة لتربية الحيوانات” في المنطقة من المرجح أن “حزب الله” اللبناني يستخدمها عسكريا وتجاريا، ما أدى لأضرار مادية فادحة.

وفي استهداف هو الرابع خلال شهر، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي مطلع الشهر الفائت، عددا من المواقع جنوبي العاصمة السورية، بينها مطار دمشق الدولي، ما أسفر عن خروج المطار عن الخدمة.

وتستخدم الميليشيات الإيرانية مطار دمشق الدولي، لنقل شحنات الأسلحة بين طهران ودمشق، فيما تتحدث بعض التقارير عن نقل معدات إلى لبنان لإيصالها إلى “حزب الله” عبر مطار دمشق.

استمرار الاستهداف

وسائل إعلام محلية إسرائيلية، أشارت إلى أن ضربات تل أبيب في سوريا ستستمر، لأن إسرائيل ترى نفسها حتى الآن بعيدة عن تحقيق هدف إنهاء الوجود العسكري الإيراني هناك، مضيفة أن الهدوء النسبي الذي تعيشه الجبهة بين البلدين “هدوء خادع“، وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، الأربعاء.

ولفتت الصحيفة، إلى جهد إسرائيلي مخفي كبير كان يعمل سرا ضد التهديد الإيراني القادم من الأراضي السورية، مبينة أن إسرائيل كانت تعتبر قوات الحكومة السورية سابقا، عدوا لا يستهان به كونها تمتلك أسلحة غير تقليدية، إلا أنها لم تعد كذلك اليوم وانتقل تركيزها لصد التهديد الإيراني.

وأضافت الصحيفة، أن تل أبيب غيرت استراتيجيتها مع تزايد الوجود الإيراني في سوريا، وأن حملاتها الأخيرة هدفت لتقليل ذاك الوجود، وكذلك أكدت، إن إسرائيل لا تزال بعيدة عن تحقيق هدفها بإنهاء الوجود الإيراني في سوريا، ولهذا فإن الضربات لن تتقلص حتى في ظل التفاهمات الإيرانية الروسية.

حرب إقليمية؟

الباحث السياسي عصام زيتون، يرى أن تصاعد القصف الإسرائيلي على مواقع عسكرية في العاصمة دمشق، مرتبط بتزايد النشاط الإيراني في مناطق الجنوب السوري، وذلك في محاولة من القوات الإيرانية ملء الفراغ الذي تتركه القوات الروسية في المنطقة.

وقال زيتون في حديث سابق لـ“الحل نت“: “الاستهدافات الإسرائيلية لشحنات الأسلحة الإيرانية في سوريا، لا ترتبط بأي تطور سياسي. زيادة النشاط الإيراني نتيجة محاولته لملء الفراغ الذي تتركه القوات الروسية، حيث أدى ذلك لزيادة النشاط الإسرائيلي لضرب الشحنات الإيرانية في دمشق ومحيطها“.

ويعتقد زيتون أن زيادة النشاط الإيراني في المنطقة، ربما سيؤدي لنشوب حرب إقليمية، لا سيما وأن إسرائيل لن تسمح لإيران باستمرار توسيع نفوذها في سوريا، والعديد من دول منطقة الشرق الأوسط.

قد يهمك: ما السر وراء تكرار القصف الإسرائيلي على دمشق؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.

الأكثر قراءة