الستار أسدل على معضلة مرشح رئاسة الحكومة العراقية المقبلة، بعد ترشيح السياسي محمد شياع السوداني للمنصب بشكل رسمي، لتجيء مرحلة ما بعد الترشيح، أهمها هل سينجح أم أن الاسم المُختار هو انتحار له ولـ “الإطار”؟

اليوم الاثنين، أعلن “الإطار التنسيقي” الموالي لإيران في بيان رسمي، تصويت قياداته بالإجماع على ترشيح رئيس “تحالف الفرلتين”، محمد شياع السوداني لمنصب رئاسة الحكومة العراقية المقبلة.

اختيار شياع السوداني، جاء بعد سويعات من إعلان منافسه الأقوى والأقرب للمنصب حينها، مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، اعتذاره عن ترشيحه لقيادة الحكومة العراقية المقبلة، فجاء الاختيار على شياع، السياسي والوزير العراقي الأسبق.

“الإطار” قرر الانتحار؟

السؤال الأبرز الآن، هو هل سينجح السوداني بمهمته المقبلة، أم أنه انتحر سياسيا هو و”الإطار”؟ خاصة إذا ما عرفنا أنه كان عضوا بارزا في “ائتلاف دولة القانون”، بزعامة رئيس الحكومة العراقية الأسبق، نوري المالكي.

نعتقد الباحثة السياسية، ريم الجاف، أن “الإطار” قرر الانتحار بخطوة ترشيح شياع السوداني للمرحلة المقبلة في العملية السياسية العراقية، فهو اختار الشخص دون أن يلتفت لزعيم “التيار الصدري” مقتدى الصدر، بحسبها.

الصدر انسحب من العملية السياسية في 12 حزيران/ يونيو الماضي، بعد عدم قدرته على تشكيل حكومة أغلبية يقصي منها “الإطار”، رغم أنه الفائز الأول في الانتخابات العراقية المبكرة الأخيرة، التي جرت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، بحصوله على 73 مقعدا.

انسحاب الصدر من العملية السياسية لا يعني ابتعاده عنها، فقد استمر بمتابعته للمشهد السياسي وبتغريدات متتالية، واعتبر مؤخرا، أن من سيشكلون الحكومة العراقية المقبلة، هم ممّن “لا يحسن الظن بهم”.

تقول ريم الجاف لـ “الحل نت”، إنه كان على “الإطار” أن يعرف قيمة الصدر وجمهوره الأوسع في العراق، وعدم استفزازه باختيار شخصية وسطية لرئاسة الحكومة المقبلة، لا المجيء بشخصية مقربة من خصمه المالكي.

مهمة صعبة

توجد قطيعة شخصية وسياسية بين المالكي والصدر منذ أكثر من 12 عاما، وبلغت حدتها مؤخرا، بعد تسريب تسجيلات صوتية للمالكي، تظهره وهو يتجاوز على الصدر، ويصفه بـ “الجاهل والجبان والعميل”.

الصدر رد على التسريبات بمطالبته للمالكي اعتزال السياسة وتسليم نفسه للقضاء، وطالب “الإطار” وعشيرة المالكي التبرؤ من حديثه في التسريبات الصوتية، وقال إنه لا يحق للمالكي أن يقود العراق بأي صورة من الصور مستقبلا.

بحسب الجاف، فإن السوداني أمام مهمة صعبة جدا، فعليه إن أراد ضمان عدم تحرك الصدر عبر زج جمهوره إلى الشارع وإسقاط حكومته قبل أن تولد ميتة، أن يطمئن الصدر ويزوره في الحنّانة، ويأخذ مباركته، وإلا فإن سقوطه مع “الإطار” هو الفيصل.

الجاف تردف، أنه كان على “الإطار” اختيار محافظ البصرة أسعد العيداني أو إقناع قاسم الأعرجي أو حتى وزير الشباب والرياضة الأسبق عبد الحسين عبطان، لمنصب رئاسة ااحكومة، باعتبارهم ليسوا أعداء للصدر، وليسوا من أتباع المالكي.

كانت قائمة الأسماء المرشحة من قبل لجنة عليا في “الإطار” لقيادات “التنسيقي” لاختيار واحد منها لترشيحه لرئاسة الحكومة المقبلة، تضم شياع السوداني وعبطان والعيداني والأعرجي، إضافة إلى الوزير الأسبق علي شكري، ورئيس الحكومة الأسبق، حيدر العبادي.

المشهد المقبل

الجاف تختتم، بأن المشهد المقبل سيتضح من خلال الكابينة الوزارية والشخصيات التي سيختارها السوداني لتسنم الوزارات العراقية في حكومته المقبلة، فإن كانت مستقلة، سيعبر المرحلة، وإن جاءت وفق المحاصصة، فسقوطه هو و”الإطار” على يد الصدر، مسألة وقت لا أكثر.

يجدر بالذكر، أن شياع السوداني، من تولد محافظة ميسان جنوبي العراق عام 1970، ويملك بكالوريوس في العلوم الزراعية، وبدأ مشواره في السياسة بعد سقوط نظام صدام حسين في ربيع 2003.

من المناصب التي شغلها السوداني، قائمقمام مدينة العمارة 2004 ومحافظ ميسان 2005، ووزير حقوق الإنسان 2010، ورئيس الهيئة العليا للمساءلة والعدالة وكالة 2011، ووزير الزراعة وكالة 2013.

السوداني كان أيضا، رئيس مؤسسة السجناء السياسيين وكالة 2014، ووزير الهجرة والمهجرين وكالة 2014، ووزير المالية وكالة 2014، ووزير العمل والشؤون الاجتماعية 2014، ووزير التجارة وكالة 2015، ووزير الصناعة وكالة 2016.
 
ما يجدر ذكره، أن السوداني رغم انتمائه بعد 2003 لـ “حزب الدعوة” بقيادة نوري المالكي، إلا أنه من القيادات الداخلية، فلم يسبق له العمل ضمن المعارضة لنظام صدام حسين في الخارج، ولا يمتلك إقامة غربية، ولم يسبق له العمل في مناصب أمنية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.