نزوح جديد وضحايا خلال اليومين الماضيين جراء قصف تركي مكثف على القرى الحدودية والواقعة على مناطق التماس بريفي زركان/أبو راسين وتل تمر شمالي الحسكة، شمال شرقي سوريا.

ومنذ ثلاثة أيام، تشهد قرى بلدة تل تمر تصعيدا تركيا عسكريا كبيرا، وكذلك قرى بلدة زركان التي توقف القصف فيها منذ حوالي شهر، وعادت المدفعية لتقصفها يوم أمس.

ضحايا وإصابات

مصادر محلية، أفادت لموقع “الحل نت”، أن عشرة أشخاص بينهم نساء وأطفال، أصيبوا جراء القصف التركي على قرى شمالي الحسكة، كما فقد اثنان لحياتهما، أحدهما عنصر في الجيش السوري، والآخر مدني.

وأضافت المصادر، أن القوات التركية استهدفت، الإثنين، قرى تل طويل وتل جمعة الآشوريتين، والطويلة، بريفي بلدة تل تمر الشمالي والغربي، كما وتعرضت كل من قرى “الأسدية، والخضراوي، تل حرمل، خربة الشعير، تل الورد”، في بلدة زركان للقصف المدفعي، وفقا المصادر ذاتها.

وخلال يوم أمس، سقطت 125 قذيفة على قرى تل تمر وقبلها بيوم، أسفر القصف التركي، عن إصابة ثلاثة من قوات “حرس الخابور” الآشوري بريف تل تمر.

كما تسبب القصف بدمار في ممتلكات السكان، فضلا عن انقطاع الكهرباء جراء استهداف محطة التحويل بالقرب من قرية أم الكيف، للمرة الـ27 من العام الجاري.

نقطتا تجمع

مسؤول العلاقات في “مخيم نوروز”، نديم عمر، قال لموقع “الحل نت”، إن سبع عائلات نازحة، تضم 35 شخصا، من قرى تل تمر وزركان وصلت إلى المخيم بريف ديرك/المالكية شرقي القامشلي، خلال اليومين الماضيين.

وأضاف عمر، أن “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سوريا، شكلت نقطتان للتجمع، إحداها في الدرباسية نحو 35 كم شرقي زركان، والأخرى في مدينة الحسكة لنقل النازحين إلى “مخيم نوروز”.

وأشار مسؤول المخيم إلى أنه وصلت عدد العائلات النازحة إلى 1100 عائلة، تضم 5873 شخصا، في “مخيم نوروز”، غالبيتهم من ريف زركان/أبو راسين.

وتقع بلدة زركان نحو 15 كم جنوب الحدود التركية والمتاخمة لنقاط التماس مع فصائل المعارضة المدعومة من أنقرة، في ريف سري كانيه/رأس العين التي سيطرت عليها القوات التركية والفصائل المدعومة منها أواخر 2019.

توسيع المخيم

مسؤول المخيم، قال إن بعض المنظمات من بينها “يونيسيف” الدولية للأطفال، تعمل على توسيع المخيم عبر إنشاء وحدات جديدة في المخيم.

وأضاف مسؤول المخيم، أن ست وحدات قيد الإنشاء في المخيم لاستيعاب النازحين الجدد جراء لجوء المدنيين إلى المخيم عبر نقطتي التجمع

ونهاية أيار/مايو الماضي، وصل نحو 500 شخص نازح، إلى “مخيم نوروز” بريف ديرك، كما وصلت أكثر من 500 عائلة تضم نحو 2200 شخص من ريف الحسكة الشمالي، إلى المخيم أواخر أغسطس/آب 2021، وفق تصريحات سابقة لمسؤول المخيم.

ونوه المسؤول حينها، بأن المخيم يسع نحو 1700 عائلة، في حين أن نحو 200 عائلة دون مساعدات منذ 3 أشهر، في ظل تأخر المنظمات الإنسانية بتقديم الخدمات من خيم وفراش على حد قوله.

حظر جوي

إلى ذلك طالبت قوى وأحزاب سياسية في “الإدارة الذاتية”، إلى جانب نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، بإطلاق هاشتاغات مطالبة بفرض حظر جوي شمال شرقي سوريا لمنع المسيرات التركية من استهداف المدنيين.

كما طالب القائد العام لـ “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مظلوم عبدي، في تغريدة على منصة “تويتر”، الأحد، قوات التحالف الدولي ببذل المزيد من الجهود لإيقاف هجمات الجيش التركي بعد استهداف مسيرة تركية سيارة تقل قياديات من “قسد” بريف القامشلي، يوم الجمعة الفائت.

وقال عبدي إن “القيادية جيان عفرين ورفيقاتها روج وبارين، شاركن في الحرب ضد تنظيم داعش، واستهداف تركيا لهن انتهاك يقوض الحرب على التنظيم”.

ويأتي هذا التصعيد، في ظل تهديدات تركية مستمرة منذ أواخر أيار الماضي، بعمليات عسكرية في سوريا، اعتبرها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بإجراءات استكمالية لإنشاء المنطقة الآمنة التركية شمالي سوريا بمحاذاة حدود تركيا الجنوبية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.