في زيارة مفاجئة، ظهر زعيم حزب النصر التركي، أوميت أوزداغ، أمس الأربعاء، محاطا بعناصر الأمن والمخابرات في شوارع غازي عنتاب جنوب تركيا، حيث تجول والتقى بأصحاب محال تجارية في مركز المدينة، وكان ملف السوريين بين أكثر المواضيع المثارة، حسب ما رصده مراسل “الحل نت” في تركيا.

وفي مقطع مصور شاركه أوزداغ على صفحته الرسمية في موقع “تويتر”، يظهر وهو يتحدث مع لاجئة سورية متوعدا بأن يعيد اللاجئين السوريين إلى بلادهم.

قبل أيام قليلة أيضا، يظهر زعيم حزب الشعب الجمهوري ليتحدث حول خطة مكونة من أربعة مراحل لترحيل اللاجئين السوريين متوعدا بتنفيذها ودون “عنصرية” إن تسلم الحكم في الانتخابات القادمة.

في السياق، تقول زعيمة حزب الجيد التركي، ميرال أكشينار، “بسبب أردوغان جاء اللاجئون إلى بلادنا، نواجه اليوم خطر التغيير الديمغرافي، وسوف نعيد اللاجئين لبلادهم دون إلحاق الأذى بهم” وفق خطاب لها منذ أيام وذلك في مدينة سامسون شمال البلاد.

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان قد أعلن في مايو / أيار الماضي، عن التحضير لعودة مليون لاجئ سوري “بشكل طوعي” وذلك بدعم من منظمات تركية ودولية.

ويبدو أن ملف “ترحيل اللاجئين السوريين” بات ضمن قوائم أبرز الأحزاب التي تحضّر للانتخابات الرئاسية في تركيا، المقرر أن تحصل العام المقبل.

لا توجد ضمانات

مع ازدياد الحديث حول ترحيل اللاجئين السوريين في تركيا وتكرار زعماء الأحزاب الفاعلة الحديث عن هذا الملف، يبدو أن الواقع يخالف تماما ما يراد تنفيذه.

الصحفي السوري، يمان الخطيب، يقول معلقا على ما سبق من تصريحات لـ “الحل نت”: “المشكلة بدأت عندما حصل تخاذل غربي بالاستجابة لاحتياجات اللاجئين السوريين في دول الجوار، ما جعلهم فريسة ليُستثمر بها فيما بين الأحزاب المتصارعة على الانتخابات بهذه الدول مع عدم وجود أية حلول تلبي أدنى متطلبات اللاجئين السوريين”.

الخطيب يضيف، بأنه “لا توجد أية ضمانات لإعادة السوريين ضمن ظروف آمنة، حاليا سوريا مقسمّة وهناك تعقيدات عسكرية وتدخل من عدة دول، هذا إضافة لمشاهد الدوريات العسكرية والطائرات وغير ذلك، بما لا يشجع لا المستثمرين ولا غيرهم على العودة”.

وحسب الخطيب، فإن “هناك نقطة غاية في الأهمية، ففي تركيا يوجد ما يقارب 3،7 مليون لاجئ سوري، نسبة كبيرة منهم ليسوا من شمال سوريا، وبالتالي من المستحيل إعادتهم لمناطق لا تزال تحت سيطرة النظام، أما إعادتهم لشمال سوريا فهذا يندرج ضمن مفهوم التغيير الديمغرافي، وهذا ما يجب أن يتم التركيز عليه من ممثلي المعارضة السورية في الخارج”.

وتعليقا على خطة كليتشدار أوغلو، يقول الخطيب: إن “خطة زعيم حزب الشعب الجمهوري تأتي تماشيا مع حشد الرأي العام ضد تواجد اللاجئين بما فيهم السوريين، ما يثير الاستغراب أن هناك طرق أخرى لإعادة اللاجئين دون التطرق لإعادة العلاقات مع النظام الفاقد للشرعية الدولية أصلا”.

إقرأ:مذيعة أردنية تفقد ولدها في تركيا وتجده في إدلب.. ما القصة؟

قلق متزايد

اتفاق على ترحيل اللاجئين السوريين ولكن اختلاف حول طرق الترحيل وأعداد من سيتعرضون لذلك، الأمر الذي يظهر بأن جميع الأطراف الفاعلة في تركيا تتفق في عدة نقاط حول هذا الملف في تركيا.

تعليقا على ذلك، تواصلنا مع عدة لاجئين سوريين في تركيا، من بينهم محمود حسين وهو لاجئ سوري يعمل كمدرس ويقيم في غازي عنتاب جنوب تركيا، يقول لـ “الحل نت”: “أتوقع أن الأشهر القادمة ستكون أسوأ فترة علينا نحن اللاجئون السوريون في تركيا”.

حسين يضيف، بأن “الجميع يشاهد الأحداث العنصرية التي تحصل بحق السوريين مؤخرا، هذا الأمر ينذر بكارثة قد تحلّ علينا فالأمر تعدّى مجرد تصريحات سياسية، وأصبحنا نرى أفعالا عنصرية في الشارع لم نكن نراها في السنوات السابقة، وكل ذلك لإكراه السوريين على العودة لبلادهم”.

من جانبه، يقول وليد العلي وهو لاجئ سوري آخر يقيم في قيصري وسط تركيا لـ “الحل نت”: “أحيانا أفكر بالخيارات المتاحة أمامي إذا تم ترحيلنا فجأة إلى سوريا، وأحيانا أخرى أسعى لتعلم اللغة التركية وتأمين سبل الاستقرار هنا في البلاد، لكن أوضاعنا في تركيا تزداد سوءا من عدة جوانب”.

قد يهمك:تركيا في مأزق أمام واشنطن وموسكو في سوريا.. ما السبب؟

ويصل عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى ما يقارب ثلاثة ملايين و754 ألفا و591 لاجئا سوريا يقيم معظمهم في ولايات مثل إسطنبول وغازي عنتاب وشانلي أورفا وهاتاي وبورصة وقيصري وقونية ومرسين وولايات أخرى، وفق إحصائيات رسمية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى الحل نت واشترك بنشرتنا البريدية.